التفاصيل الكاملة لاستشهاد الشقيقتين”ريهام وروان العبدلله” في اريحا

جسر: خاص

تداول نشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورة لطفلة تبلغ من العمر خمس سنوات وهي تمسك أختها المتدلية من قميصها بعد غارات جوية استهدفت مدينة “أريحا”، جنوب إدلب.

المصور الصحفي السوري “بشار الشيخ” هو من التقط تلك الصورة قال لـ “جسر”  “توجهت إلى مكان تعرض لقصف جوي طال مدينة أريحا، وكان الجو مغبراً وصراخ الناس كان كل شيء أذكره”.

صورة يظهر فيها ثلاثة أطفال تحت الأنقاض

وتابع  “لفت نظري أطفال صغار يبدو أنهم يمسكون ببعضهم البعض، وكان والدهم يحاول الاقتراب منهم محذراً من سقوطهم، الأمر الذي دفعني إلى توثيق اللحظة بصورة علها تمنع مسلسل القصف اليومي على إدلب وريفها”.

وأضاف “مع مرور الوقت سريعاً أطفأت كاميرتي وماهي إلا ثواني قليلة كانت كفيلة بسقوط “ريهام وتقى” على الأرض وعلى الفور حملت الطفلتين، متوجهاً إلى نقطة طبية قريبة بواسطة سيارة”، مشيراً إلى أنّ الصورة التي التقطها كانت تظهر ثلاثة أطفال عالقين على سطح المنزل المنهار، وهذا ما لم يلاحظه معظم رواد مواقع التواصل.

واختتم حديثه بالقول “أثناء عملية علاج “ريهام” في مشفى الشامي الكائن في مدينة أريحا، تم تحويلها لمشفى محافظة إدلب نظراً لخطورة الإصابة وبعدها بساعتين توجهت إلى محافظة إدلب، إلا أنني صدمت من خبر وفاة كلاً من “ريهام” وشقيقتها “روان” في غرفة العناية الطبية”.

وفي حديث خاص لـ “جسر” قال “وليد اصلان” قائد قطاع مدينة أريحا لدى منظمة الدفاع المدني “حصل الهجوم الجوي يوم الأربعاء الفائت في تمام الساعة 12:30 ظهراً حين أغارت مقاتلة بصواريخ متفجرة استهدفت بناءاً سكنياً في مدينة أريحا جنوب إدلب”، مشيراً إلى أنّ ذلك القصف أسفر عن استشهاد سيدة وطفلتيها، وجرح ثمانية أطفال آخرين و امرأتين في الغارة الجوية ذاتها.

وكان من بين الأطفال كل من “ريهام” و”روان” و”تقى” حيث كانوا معلقين بين الأرض والسماء بين الركام.

وتابع أصلان ” عندما انهار منزل الطفلة ريهام جراء قصف لصواريخ الأسد وجدت نفسها عالقة في الركام، وبقربها أختها الصغيرة “روان” التي كانت على وشك السقوط، ولم يكن باستطاعة “ريهام” جذب شقيقتها إلى الأعلى، وكان جسد أختها ثقيلاً عليها فانهارت قوتها، ومن ثم استسلمت للسقوط الحر فوق الأنقاض.

ونقلاً عن مصادر أهلية مطلعة فإنّ والد رهام الشاب “أمجد العبد الله” من مواليد مدينة أريحا عام 1982، ولديه عشرة أطفال تعرض معظمهم لإصابة نتيجة قصف منزلهم بغارة جوية من الطيران الحربي.

في حين أوضحت مصادر طبية لـ “جسر” أن ستة أطفال من عائلة العبد الله تعرضوا  لإصابات متفاوتة الخطورة، حيث استشهدت ريهام وتقى، فيما أصيبت  الطفلة آمنة  12 عام  في الرأس والقدم، كما تعرضت شقيقتها، “داليا” 11 عاماً لإصابة خطرة للغاية مما أدى لدخولها لـ “العناية المشددة”، هي واختها “تقى”.

واستشهدت الزوجة “أسماء ناقوح” فيما جُرحت كلاً من “ريماس” البالغة من العمر 8 سنين في القدم، وذكرت المصادر أن كلاً من “جود وريتاج وبراءة وماجد” وهم أطفال دون الخامسة عشر خرجوا من تحت الأنقاض دون أن يصابوا، وجميعهم أشقاء.

ويذكر أنّ صحيفة “جسر” حاولت التواصل مع والد الضحايا الذين سقطوا بنيران الطائرات الروسية، إلا أن انشغاله في رعاية بقية الأطفال في مستشفى ميداني في محافظة إدلب حال دون ذلك.

قد يعجبك ايضا