المراكز الثقافية للحرس الثوري الإيراني: ساحة المعركة الجديدة لتجنيد الميليشيات

 جسر – دير الزور

كشفت مصادر داخل مدينة دير الزور  أن الحرس الثوري الإيراني يستثمر موارد كبيرة في ما يسمى بـ “المراكز الثقافية” لجعلها مراكز تجنيد لمقاتلي الميليشياتالموالية لطهران، وأفاد مراسل صحيفة جسر في مدينة دير الزور عن محاولة تقودها قيادات رفيعة المستوى من الميلشيات الإيرانية لزيادة اعداد المجندين المدنيينوالعسكريين في صفوف الميلشيات التابعة لإيران باستخدام  برنامج الدورات في المراكز لاستقطاب الشبان والشابات واستغلال حاجة السكان المحليين للعمل في ظلالأوضاع المعيشية القاسية جدا.

وكان أبرز هذه الإجراءات الجديدة تعيين مديرين إيرانيين جدد للمراكز الثقافية الإيرانية في دير الزور والميادين والبوكمال، هم الحاج رسول وهو قائد إيراني تولىمؤخرا منصب مديرالمركز الثقافي في مدينة دير الزور التي تعتبر أبرز المراكز الثقافية في المنطقة. يقع هذا المركز الثقافي في حي “الفيلات” في الجانب الجنوبيالغربي من مدينة دير الزور، وهو المركز الرئيسي الذي تتبع له جميع المراكز الأخرى في المحافظة.  وفي الوقت نفسه، تم تعيين رشيد محمد سعيد الفيصل، القائدالسابق في ميليشيا الحرس الثوري الإيراني في دير الزور، مديرا للمركز الثقافي في البوكمال، في حين تم تعيين شوقي الراوي، وهو أيضا قائد سابق لميليشيا الحرسالثوري الإيراني قاتل في البوكمال والميادين، مديرا  للمركز الثقافي الإيراني في الميادين.

الحاج رسول مدير المركز الثقافي الإيراني (الذي يرتدي الزي العسكري)
الحاج رسول مدير المركز الثقافي الإيراني (الذي يرتدي الزي العسكري)

تزعم هذا المركز الثقافية أنها تقدم مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية، بما في ذلك دورات في اللغة الفارسية، والأنشطة الفنية والتعليمية مثل التصويرالفوتوغرافي ، مع العديد من الدورات التي تدعي أيضا أنها تشمل عروض عمل عند الانتهاء ، لضمان أقصى قدر من الاهتمام من  شرائح الشباب السوري العاطلعن العمل.

إضافة إلى تلك الدورات يستمر الحرس الثوري في تشييد المباني بالقرب من المراكز الثقافية، حيث تعقد اجتماعات قادة الحرس الثوري الإيراني بانتظام، ويمكناستقبال الحجاج خلال رحلتهم من العراق إلى ضريح السيدة زينب في دمشق، واستخدامهم في جهود الدعاية للتجنيد لصالح الميلشيات الإيرانية.

 

راشد الفيصل المدير الجديد للمركز الثقافي الإيراني في البوكمال

 

كما كشفت مصادر جسر في ريف دير الزور عن أنشطة أخرى على صلة غير مباشرة بالمراكز الثقافية لتجنيد الشبان من السكان المحليين، على سبيل المثال، تعدبلدة حطلة واحدة من مناطق التركيز الرئيسية لتجنيد الميليشيات الإيرانية، نظرا لأهميتها الدينية التاريخية في شرق سوريا، وكذلك وجود داعية سوري شاب  يتمتعبشخصية كاريزمية يدعى عامر الحسين، الذي يحظى بثقة كبيرة من  الإيرانيين، ويتحدث الفارسية بطلاقة بعد فترة من الدراسة في إيران، والذي يقود جهود تجنيدالميليشيات في تلك المنطقة.

 وفي الميادين، استخدم الحرس الثوري الإيراني  مطعم  الربوة الذي يقع  ضفة نهر الفرات كمركز ثقافي.   ويستخدم الحرس الثوري الإيراني المطعم لتقديم الأنشطةالثقافية لجميع الفئات العمرية وشرائح المجتمع، كما يعقد اجتماعات دورية للتخطيط للأنشطة الثقافية  المستقبلية.

شوقي الراوي المدير الجديد للمركز الثقافي في الميادين

يدير قيادي إيراني يدعى الحاج أحمد أنشطة المراكز الثقافية والدورات التي يتم تلقينها للمجندين في المقرات العسكرية، من أبرز المسؤولين السوريين المحليين عليالعجيل الذي ينحدر من بلدة محكان شرق مدينة الميادين، كما يعاونه فريق من المختصين الذين يعملون لصالح الحرس الثوري الإيراني من خارج محافظة دير الزورأبرزهم: أبو الحسن وهو من محافظة حمص، والذي يعطي دروسا ثقافية في النقاط العسكرية والمعسكرات وشخص يدعى يزن، يعمل في المركز الثقافي في معسكر”قاسم سليماني”.

وقد تمكنت صحيفة جسر من الحصول على صورة لأبي الحسن الحمصي، الداعية البارز في الحرس الثوري الذي يحاول من خلال التلقين الديني والثقافي للمقاتلينالسوريين الذين ينضمون إلى الميليشيات إيرانية، تغيير ولائهم ليكونوا أكثر تعاطفا مع النظام الإيراني والتأثير على سلوكهم.

 

أبو حسن الحمصي – داعية بارز ومجند ميليشيا للحرس الثوري الإيراني
أبو حسن الحمصي – داعية بارز ومجند ميليشيا للحرس الثوري الإيراني

ومع تعيين مسؤولين مثل الحاج رسول، من الواضح أن الميليشيات الإيرانية  تزيد من حملة التجنيد وتركز عليها من خلال المراكز الثقافية، وإغراء شباب دير الزوربوعود التعليم والوظائف، بينما في الواقع يتم غسل أدمغة الشباب السوري بالعقيدة الدينية والثقافية لجعلهم  أكثر امتثالا، وضمهم  وفي نهاية المطاف إلى صفوفالميليشيات الإيرانية التي تعاني من نقص عددي كبير في هذه المرحلة، وقد اكدت مصادر جسر إن وعود التوظيف والتلويح بالمساعدات التي يمكن الحصول عليهالاحقاً لم تكن أكثر من طعم لاستقطاب أكبر عدد من الشبان وزجهم في حروب وصراعات ايران عبر تجنيدهم في ميلشياتها العاملة في سوريا.

قد يعجبك ايضا