الضربات اﻹسرائيلية واﻷزمة المالية: ميليشيات إيران في حلب تخسر عناصرها لصالح نظيرتها الروسيّة

تقرير: كرم درويش

الأزمة المالية التي تمر بها طهران، انعكست بوضوح على ميليشيات “لواء القدس” و”حركة النجباء” و”قوات الإمام الرضا” وقام العشرات من عناصرها بالتوجه إلى الأفرع الأمنية التابعة للنظام، فيما توجه بعضهم للإنضمام إلى “الفرقة 30″ التابعة لـ”الفيلق الخامس-اقتحام” المرتبط بقوات الاحتلال الروسي

العميد أمير حاتمي وزير الدفاع اﻹيراني في قلعة حلب أثناء زيارة للمدينة صيف العام 2018/انترنت

جسر: حلب:

شهدت المكاتب التابعة للميليشيات الإيرانية في مدينة حلب وأريافها الواقعة تحت سيطرة قوات النظام تراجعا كبيرا في أعداد المنضمين لتلك الميليشيات خلال الشهرين الماضيين، وذلك لعدة أسباب من أهمها تخفيض رواتب بعض العناصر القدماء، فضلا عن قطع الرواتب عن بعض الآخر، الأمر الذي تسبب بموجة من السخط والغضب في صفوفهم.

العميد أمير حاتمي وزير الدفاع اﻹيراني في قلعة حلب أثناء زيارة للمدينة صيف العام 2018/انترنت

وقال مراسل صحيفة جسر في مدينة حلب، إن الأزمة المالية التي تمر بها طهران، انعكست بوضوح على ميليشيات “لواء القدس”، و”حركة النجباء”، و”قوات الإمام الرضا” وغيرها خلال الفترة القريبة الماضية، حيث قام العشرات من عناصر تلك الميليشيات بالتوجه إلى الأفرع الأمنية التابعة للنظام، فيما توجه بعضهم للإنضمام إلى “الفرقة 30″ التابعة لـ”الفيلق الخامس-اقتحام” المرتبط بقوات الاحتلال الروسي. 

وأوضح مراسلنا أن معظم العناصر المتواجدين في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، ممن كانوا يتبعون لـ”قوات الإمام الرضا” و”لواء زينبيون” من السوريين، قاموا بتسوية أوضاعهم، والتحقوا بالقاعدة الجوية الموجودة في قرية جبرين قرب مطار حلب الدولي، كما أن بعض العناصر ممن كانوا ضمن المجموعات التابعة للمدعو حسام القاطرجي، والمتواجدين في مدينة حلب ويعملون لصالح القيادي السابق في “جبهة غرباء الشام” المعارضة حسن البناوي، تركوا العمل مع ميليشيا “لواء الباقر”، منذ منتصف شهر الشهر الماضي، بعد تسوية أوضاعهم لصالح المخابرات والشرطة العسكرية الروسية.

وأضاف مراسلنا أن القيادات الروسية المتواجدة في مدينة حلب تسعى للعمل على استقطاب هؤلاء العناصر؛ وخاصة السوريين الذين عملوا سابقا مع الميليشيات الإيرانية، من خلال دمجهم ضمن “الفيلق الخامس” التابع للقوات الروسية، مع منحهم الضمانات الأمنية وعدم التعرض لهم، فضلا عن إعطائهم رواتب كبيرة مقارنة بعملهم إلى جانب قوات النظام أو الميليشيات الإيرانية.

وتعد ناحية السفيرة بريف حلب الجنوبي الشرقي من المناطق الهامة للميليشيات الإيرانية، نظرا لوجود قواعد لها ومعسكرات تدريب تم خرّجت أعدادا كبيرة من المقاتلين التابعين لتلك الميليشيات، وبحسب ما ذكر أحد عناصر ميليشيا “لواء الباقر” لمراسلنا، فإن الفترة الحالية تشهد عمليات استجداء من قبل مسؤولي مكاتب التجنيد التابعة للميليشيات الإيرانية في ناحية السفيرة، خاصة بعد تناقص أعداد الوافدين للإنضمام إليها، نتيجة عزوف الشباب عن اﻻلتحاق بها، بسبب نقص الدعم المالي، وتعرض مواقعها للقصف بشكل مستمر من قبل الطيران الإسرائيلي.

وذكر المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، بأن الضربات الجوية الأخيرة قد كانت سببا في دفع العديد من عناصر ميليشيا “لواء السفيرة” التابع للميليشيات الإيرانية إلى ترك عملهم خوفا من تعرضهم للموت بسبب القصف، إضافة إلى أنهم لم يقبضوا رواتبهم منذ شهرين، مع إستمرار تلقيهم الوعود بالحصول على المستحقات المتأخرة. 

وتعيش المجموعات التابعة للميليشيات الإيرانية في المحافظة، والتي ينحدر غالبية عناصرها من مدينة حلب وأريافها، حالات من التذمر والغضب الشديدين، بسبب توقف الدعم المالي، بالإضافة لعدم حصولهم على المساعدات الغذائية التي كانت تتلقاها عائلاتهم عن طريق بعض الجمعيات التابعة لإيران وعلى رأسها “جمعية الرسالة” و”كشافة المهدي”.

قد يعجبك ايضا