“العامرية” و”السخنة الجديدة”.. قريتان طينيتان نشأتا من العدم وتعيشان فيه وسط إهمال الإدارة الذاتية

جسر – الرقة

يشتكي نازحو شرق حمص المستقرين في الرقة، من نقص الخدمات والبطالة بعد تأسيس قريتين منازلها من الطين تحاكي طراز البناء المحلي أو من الإسمنت على أرض اشتروها قرب بلدة المنصورة بهدف التخلص من الأجور العالية للمنازل وقسوة العيش في الخيام العشوائية وبيوت الشعر.

ويقول محمودع، من أهلي قرية الطيبة الشرقية التابعة لمدينة السخنة، إنهم سكنوا في البداية بخيام وبيوت شعر على أطراف المنصورة كحالة مؤقتة بعد النزوح بسبب ارتفاع أجور المنازل وتعرضهم للاستغلال، لكن تعرضهم لبعض المضايقات من أصحاب الأراضي دفعهم إلى شراء الأرض للإقامة عليها خاصة بعد أن فقدوا الأمل بالعودة إلى منطقتهم، مشيرا إلى أنهم فرّوا إلى المنصورة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بعد اندلاع الاشتباكات بين قوات النظام مع تنظيم الدولة الإسلامية – داعش في قريتهم ومقتل عدد من السكان وتهدم المنازل وتدمير واحتراق الممتلكات والسيارات نتيجة القصف العنيف على القرية عام 2017.

وأضاف العلي قائلا: جبلنا الطين باستخدام التراب والماء وبنينا من اللبن البيوت على الأراضي التي اشتريناها قرب المنصورة واستمر عدد المنازل بالتزايد حتى بلغ 135 بيتا فسميناها “العامرية”، وطالبنا بالكهرباء فقالوا لنا يجب أن تكون “عمل شعبي” فاشترينا من أحد المتعهدين شبكة كهرباء وأعمدة على حسابنا الخاص بتكلفة قدرها مليون ونصف ليرة سورية لإنارة المنازل وكذلك شبكة المياه كان توصيلها إلى القرية الجديدة على حسابنا الخاص.

ولفت الرجل إلى انعدام فرص العمل في المنطقة ما يعمق معاناتهم، خاصة أن أغلب السكان دفعوا كل ما يملكون لشراء الأرض (700 الف – مليون للدونم) ولبناء منزل يأويهم وبالتالي يعيشون بحالة فقر شديد أو كما يقال “تحت الصفر”، على حد قوله.

بدوره، أحمد ح، أكد أن عدد العائلات القاطنة في “العامرية” بلغ حسب دفاتر العائلة الموجودة 140 عائلة أكثر من 100 تنحدر من مدينة السخنة والباقي من الطيبة، مشيرا إلى أنهم يعيشون أوضاعا صعبة للغاية من تبعات النزوح بعد سيطرة النظام على مناطقهم إضافة إلى أن غالبيتهم أصلا يعيشون تحت خط الفقر في المنطقة شبه الصحراوية.

وإلى جانب مخيم “العامرية”، الذي يقطنه نحو 750 شخصا بمنازل طينية، بنى نازحو السخنة مخيما في منطقة “الهورة” اطلقوا عليه اسم “السخنة الجديدة” نسبة إلى مدينتهم شرق حمص، ويتألف من 180 منزلا ومازال يتوسع ويبلغ عدد المقيمين فيه قرابة 1000 شخص، اضطروا إلى بناء مسجد (مسجد السخاني) تمديد شبكة الكهرباء والماء على حسابهم الخاص بعد تلكؤ الإدارة الذاتية بتلبية مطالبهم في تأمينها واضطرارهم لشراء برميل الماء من الصهاريج بسعر 300 ليرة للبرميل الواحد رغم أنها غير معقمة وتسبب أمراض معوية للأطفال في عموم قرى المنطقة، وفق مراسل الجسر.

كما طالب النازحون من الإدارة المدنية الموجودة بتوفير الخدمات وإنشاء مدرسة في كل تجمع لإنقاذ مستقبل الأطفال الذين تركوا مقاعد الدراسة منذ عام 2012 لكن دون جدوى لأنهم من “المنسيين”، حسب تعبيرهم.

من جهتها، أعلنت بلدية الطبقة في أيلول 2018 عن تنفيذ وحدة المياه في بلدية المنصورة عملية إعادة تأهيل خط مياه الشرب لقرية “السخنة الجديدة” والتي يقطنها 1500 نسمة ومد أنبوب مياه شرب بطول 5 كم للقرية ليتم ضخ المياه إلى القرية.

ونزح الآلاف من سكان بلدات وقرى ريفي حمص وحماة إلى ريف الرقة الجنوبي والغربي، عقب سيطرة قوات النظام بدعم روسي على مناطقهم عام 2017 خلال حملتها العسكرية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” لفك الحصار عن دير الزور.

قد يعجبك ايضا