العميد زاهر الساكت لـ”جسر”: تشكيل جديد بالتعاون مع اﻷتراك هدفه “محاربة الفساد”

العميد زاهر الساكت

جسر: خاص:

تناقلت مواقع وحسابات على شبكات التواصل الاجتماعي تسجيلا صوتيا يفيد بنية العميد زاهر الساكت تشكيل كيان عسكري في الشمال السوري يتبع للجيش الوطني، ويعمل بشكل مستقل، على أن يتم الإعلان عنه بعد تجاوز جائحة كورونا.

العميد زاهر الساكت

وللوقوف على حقيقة التشكيل الجديد ومهامه وأهدافه وعدد عناصره وأماكن انتشاره؛ توجهت صحيفة “جسر”  بالسؤال إلى العميد زاهر الساكت، الذي أكد بدوره على أن العمل حتى الآن هو قيد الدراسة والتخطيط مع عدد من القوى والضباط الأحرار، وأنه سيكون “نتاج علاقة تشاركية بيننا وبين الأخوة الأتراك العازمين على محاربة الفساد”، معتبرا محاربة الفساد تصحيحا لمسار الثورة في سبيل تحقيق أهدافها، كون استمرار الفساد يؤدي إلى استمرار نظام الأسد المجرم وزمرته، وأن من يقوم على الفساد لا يرغب في الانتهاء منه، بسبب المصالح المتأتية له من وراء ذلك. ومن جانب آخر اعتبر الساكت أن التشكيل الجديد يهدف إلى تحقيق الأمن الذي سيؤدي برأيه إلى “أعمال عسكريه ناجحة”؛ كونه ينعكس على الحاضنة الاجتماعية بالاستقرار والتنمية.

وأضاف الساكت أن التسريب الصوتي المنسوب له والذي تم تسريبه له :”قد يكون لاستشفاف رأي السوريين حول المشروع، أو للتشويش عليه، نظرا للضرر الذي سيُلحقه التشكيل الجديد بمصالح المفسدين”. مؤكدا أن الإعلان عن التشكيل لن يكون قبل تواجده على الأرض، وكشف عن اتصال العديد من القادة العسكريين به للعمل معه، مقابل التهجم من قبل بعض اﻷطراف تحت ذرائع وشائعات متضاربة لا قيمة لها، منها على سبيل المثال “أن القوات التي سيتم تشكيلها على يد الساكت ستذهب للقتال في ليبيا خدمة للمصالح التركية” أو أنها “لحماية القواعد الأمريكية في سورية” أو “لحماية نقاط المراقبة التركية”، معتبرا أن من يقف وراء هذه الشائعات هم المتضررون من محاربة الفساد، داعيا الجميع وعلى اختلاف انتماءاتهم ومسؤولياتهم للتعاون من أجل القضاء على الفساد، بصرف النظر عن الشخص الذي يكون على رأس هذا التشكيل، خاصة أن “تركيا صارت البوابة الوحيدة للثورة السورية، وأن التعاون والتشارك معها لا يعتبر خيانة في ظل تراجع الموقف الإقليمي والدولي عن دعم الثورة السورية” على حد تعبيره، مبينا أن حجم التدخل العسكري الكبير الذي قامت به أنقرة بعد المعارك الأخيرة سببه اكتشافها عداد المقاتلين الوهمية التي تعلن عنها الفصائل.

ووقف الساكت على عدة ظواهر للفساد منها “فتح المعابر والتهريب المتبادل مع مناطق قسد، وإدخال المتفجرات للقيام بأعمال تخريبية في الداخل التركي من قبل (PKK)”، ويرى الساكت أن كل المتورطين في مثل هذه القضايا يخشون التشكيل الجديد الذي يقع على عاتقه محاربة الفساد وملاحقة أزلامه والجهات التي تقوم به، والعمل على ضبط المعابر وحركتها.

وأشار الساكت إلى ضرورة استثمار عملية فتح المعابر مع النظام ومخاطبة عناصر هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقا، التي تقف وراء ذلك للانشقاق عنها، منبها إلى أولوية حماية الأهالي والمدنيين المقيمين في مناطق سيطرتها، بسبب المخاطر المترتبة على فتح المعابر من جهة، ولإضعاف الهيئة من جهة أخرى. واعتبر أن فتح المعابر “كشف الأقنعة مظهرا الوجوه الحقيقية للعملاء في صفوف الثورة”، وأن هناك شرفاء سينشقون عن الهيئة لأنهم اكتشفوا دور قادة وأمنيين في صفوفها يعملون خدمة لمصالحهم المتوافقة مع بشار أسد.

وكتب الساكت في صفحته الشخصية على الفيسبوك، أن “تركيا تكتشف أن الفساد تغلغل بالفصائل، ومعه الاختراق، على الضفتين: فصائل الجيش الوطني وعصابة الجولاني”.

يُشار أن مناطق العمليات التركية “درع الفرات، غصن الزيتون، نبع السلام” شهدت العديد من عمليات الاغتيال وتفجير السيارات المفخخة، كان آخرها مقتل القيادي في الفيلق الثاني في “الجيش الوطني” محمود العزي (أبو فيصل)، إضافة إلى التهريب الذي يؤدي إلى خلخلة الأمن الغذائي والأمن العام في هذه المناطق والتي يستفيد منها أشخاص معروفون، ولذلك تشهد المنطقة حاليا دعوات لإعادة تنظيم وهيكلة القوى العاملة فيها برعاية تركية كان آخرها تأسيس ثلاثة ألوية في الجيش الوطني قادتها من الأتراك وعناصرها من الفصائل المسلحة العاملة في المنطقة، وتخضع تلك الألوية لنظام الدوام الكامل.

قد يعجبك ايضا