الكراهية تتصاعد ضد السوريين في لبنان بسبب “الكوليرا”

جسر – متابعات

تتصاعد الكراهية بشكل مستمر ضد اللاجئين السوريين في لبنان، حيث اتُهم السوريون بنشر مرض الكوليرا في البلاد، بعد اتهامهم سابقاً بالتسبب بالأزمة الاقتصادية والمعيشية التي ضربت لبنان.

وبحسب ما نقلت قناة “الحرة”، فإنه خلال إعداد مركز “سكايز” للدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية، تقاريره الشهرية، رصد بحسب ما قالته الصحفية والباحثة فيه، وداد جربوع، أن “خطاب الكراهية والعنصرية، يتعزز ضد اللاجئين مع ظهور أي أزمة جديدة في لبنان، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو أمنية وصولاً إلى الصحية، وسواء كان ذلك على السوشال ميديا أو وسائل التواصل التقليدية، إذ للأسف يميل بعض الأشخاص إلى إلقاء اللوم على الفئات المهمشة كونها الحلقة الأضعف في المجتمع، وذلك بدلاً من تحميل المسؤولية للطبقة السياسية التي يقع على عاتقها حماية هذه الفئات والاعتناء بها”.

بدأ خطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين فيما يتعلق بوباء الكوليرا كما تقول جربوع “مع إعلان وزير الصحة عن أن أول حالة ظهرت في لبنان تعود للاجئ سوري، ومن ثم إعلانه أن هناك انتشاراً واسعاً للوباء وبأن معظم الحالات المسجلة هي لدى اللاجئين، وأن الكثافة الموجودة في المخيمات وغياب البنى التحتية فيها أثّر سلباً، حيث ساهم في ارتفاع عدد الإصابات في مناطق وجود اللاجئين”.

ويلقي وزير الصحة بطريقة غير مباشرة كما تقول الباحثة “اللوم على اللاجئين بأنهم خلف إدخال الوباء وانتشاره، بدلاً من الإضاءة على المشكلة الأساسية والتي تكمن في البنية التحتية للمياه في لبنان المتروكة من دون صيانة، والعمل على معالجتها”، مذكرة بتصاعد خطاب الكراهية تجاه المثليين مع ظهور مرض جدري القرود، “حيث تم اتهامهم بأنهم خلف انتشاره، كونهم كذلك من الفئات المهمشة في المجتمع”.

واعتبر رئيس المركز اللبناني لحقوق الإنسان، وديع الأسمر، أن خطاب الكراهية هو في خانة “شعبوية الخطاب السياسي التحريضي المتعمّد، والذي يدخل في إطار استغلال أي كارثة لتسجيل نقاط بين الفرقاء السياسيين اللبنانيين، وهذا الأمر ليس بجديد، فعند كل أزمة تمر بها البلاد يوجّه إصبع الاتهام إلى اللاجئين بأنهم سببها، من أزمة الكهرباء إلى الدولار إلى الدواء والخبز وغيرها”.

من جانبها، نفت رئيسة الجمعية اللبنانية للأمراض الجرثومية، الدكتورة مادونا مطر، أن يكون للاجئين السوريين أي علاقة بانتشار الكوليرا في لبنان، قائلة إنه “إذا كان المرض وصل لبنان عبر أحد السوريين، إلا أن تداخل الصرف الصحي بشبكات توزيع المياه النظيفة هو السبب الأساسي لانتشاره، ولو لم يكن الأمر كذلك لكانت تمت السيطرة عليه، من هنا لا يمكن وضع اللوم على اللاجئين وإن انتقلت العدوى عبرهم إلى لبنان”، بحسب قناة الحرة.

قد يعجبك ايضا