الكهرباء في تل أبيض: تخريب للمحولات من أجل سحب النحاس (فيديو)

جسر: خاص:

انقطعت الكهرباء عن مدينة تل أبيض شمالي الرقة، مع بدء عملية “نبع السلام” التي أطلقتها تركيا مع فصائل الجيش السوري الوطني في التاسع من شهر تشرين الأول الفائت.

تخريب متعمد

وقالت مصادر محلية لـ”جسر”، إن المحولة الرئيسية في مدينة تل أبيض عطبت، بعد قصفها بالطيران الحربي التركي بعد أن تمركزت فيها مدفعية لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، مما أخرج المحطة عن الخدمة.

وأضافت المصادر، أن الأعطال بدأت تتزايد مع تقطع الأكبال الجالبة للتوتر الكهربائي نتيجة الأعمال العسكري في المنطقة، حيث قطعت داخل المدينة وعلى طريق تل أبيض سلوك، وفي قرية السرد، وفي بلدة عين عيسى.

وفي ذات السياق، قال أحد عمال الكهرباء رفض الكشف عن اسمه لـ”جسر”، إن محطة القنطري تعرضت للتخريب المتعمد دون معرفة الجهة التي خربتها، في حين تعرضت محطة المبروكات لبعض الأعطال ولكنها أصلحت بعد السيطرة على المنطقة.

سحب النحاس

كما تعرضت بعض المحولات منها مححولة منطقة الإسكان في مدينة تل أبيض للتخريب، حيث سحب النحاس من داخلها، ما أدى إلى تعطلها بشكل كامل، ويبلغ قياس المحولة 620 وتعتبر من أكبر المحولات في المدينة،كما تقدر قيمتها بأكثر من سبعة ملايين ليرة سورية، بحسب ماذكرت المصادر.

وفي قرية الديك الشرقي غرب مدينة تل أبيض، تداول ناشطون محليون فيديو لتعرض محولة القرية إلى تخريب متعمد بهدف سرقة النحاس من داخلها، وبيعه، كما تعرضت عدة محولات رئيسية في القرى لنفس العملية.

وكان المجلس المحلي في مدينة تل أبيض ذكر على صفحته في موقع “فيسبوك”، أنهم استطاعوا جلب  الكهرباء من محطة المبروكة في الحسكة يوم خمسة تشرين الثاني الجاري، وتوصيل التيار الكهربائي إلى بلدتي سلوك وحمام التركمان، في حين تواصل ورش الكهرباء عملها لإصلاح الأعطال الأخرى لإيصال الكهرباء إلى تل أبيض.

مشاكل جانبية

وترافق انقطاع الكهرباء عن المدينة قطع المياه عن كافة الأحياء، حيث كانت محطات المياه تعتمد على الكهرباء لضخها بالشبكات، ما اضطر عمال محطات المياه إلى التبديل إلى المولدات الإحتياطية لتشغيل الغاطسات والتي تعتمد على مادة الديزل.

وواجه عمال محطات المياه في بداية سيطرة الجيش الوطني صعوبة في تأمين مادة المازوت، حيث لم تكن هناك جهة تتولى إدارة الخدمات، لحين بدأت تركيا بتزويد المحطات بالمازوت وتشغيل مولدات الضخ.

يقول أحد العمال لـ”جسر”، إن الأتراك زودهم في الأيام الأولى بخمسة براميل (1000 لتر)، وشغلوا خلالها ثلاثة آبار في مدينة تل أبيض، وبعد نفاذ الكمية، زودهم بسبعة آلاف لتر ولكن بعض الغاطسات تعطلت كبئر المنبطح وهناك بعض الخطوط تعرضت للدمار بعد تفجير السيارة المفخخة يوم 2 تشرين الثاني الجاري، ما أدى إلى عدم وصول المياه إلى كافة الأهالي.

كلفة عالية

بدأ الأهالي في مدينة تل أبيض بالاعتماد على مولدات خاصة قبل أن تعمل ماتسمى “شبكة الأمبرات”، وهي شبكة خاصة لتوريد الكهرباء إلى منازل المدنيين عن طريق مولدات تعمل على المازوت، مقابل اشتراك مالي يدفع بشكل اسبوعي أو شهري.

يقول أحد الأهالي، إن تكلفة الأمبير الواحد يبلغ ألف وخمسمائة ليرة سورية في الأسبوع الواحد، أي ستة آلاف في الشهر الواحد، وهي تكلفة عالية مقارنة مع ثمن الكهرباء سابقا، حيث كان المنزل يدفع لشركة الكهرباء التابعة لـ”الإدارة الذاتية” أربعة آلاف ليرة كل شهرين وكانت التيار الكهربائي يأتي بشكل متواصل طوال اليوم.

وسيطر الجيش السوري الوطني على مدينة تل أبيض في الخامس عشر من تشرين الأول الفائت، بدعم من الجيش التركي الذي أطلق عملية عسكرية تحت مسمى “نبع السلام” لطرد “وحدات حماية الشعب” الكردية من منطقة شرق نهر الفرات، وإقامة منطقة أمنة على الشريط الحدودي مع تركيا وبعمق يصل إلى 32 كم.

 

 

 

قد يعجبك ايضا