الموت البطئ في مكبّات القمامة أكرم من العيش تحت “ذلّ” الأسد

دير الزور : مراسل جسر:

اجتاحت ميلشيات نظام الأسد والميلشيات الايرانية الداعمة لها، قرى وبلدات الضفة اليمنى من نهر الفرات وسيطرت عليها في نهاية سنة ٢٠١٧، ففرت آلاف العائلات إلى مناطق سيطرة “قسد” في الضفة المقابلة، كي لا يقع ابناؤها في قبضة تلك الميلشيات والأجهزة الأمنية.

وقد أقامت تلك الأسر في مخيمات مرتجلة في بادية الجزيرة على تخوم البلدات والقرى، لكن أحوالهم ساءت بسرعة، بسبب انقطاعهم عن مورد رزقهم الأساسي وهو العمل في الأراضي التي يملكونها، ونفاذ مدخراتهم البسيطة بسب غلاء الأسعار.

ورغم كثرة المنظمات المرخصة في منطقة سيطرة “قسد” بهدف دعم النازحين من حيث المبدأ، إلا أن التجمع الذي تمت زيارته، وتجمعات أخرى، لم تسمع ولم تشاهد أي من تلك المنظمات أو ممثليها. ولجأ البالغون من سكانها للبحث عن فرص العمل اليدوي في اي قطاع، لسد احتياجات اسرهم الأساسية، لكنهم يعانون من شحّ تلك الفرص أو انعدامها، بسبب تردي الاحوال الاقتصادية العامة في المنطقة.

أما الأطفال الصغار، الذين لا تتوفر لديهم أي فرصة للتعليم، أو أبسط أشكال الرعاية الصحية لمن هم في سنهم، فقد لجأوا إلى مكب القمامة القريب، وراحوا يفتشون فيه عما يمكن أكله، أو بيعه لتجار الخردة،ومساعدة ذويهم.

وقد رفض سكان المخيم، اعطاء أي تصريح لمراسل “جسر”، بسبب يأسهم من أي استجابة لمناشداتهم أو شكواهم، “فالعالم الذي لم ير مصيبتنا طوال السنوات الثماني الماضية، وتغاضى عن كل مآسينا، لن يلتفت لنا اليوم أيضاً” على حد تعبيرهم. واكتفوا بالقول إنه مع كل ذلك، فإن:” الموت البطئ في مكبات القمامة، اشرف من العيش تحت ذلّ نظام الأسد”.

“جسر” تجولت في أحد المخيمات التي نشأت منذ نحو سنة في بادية بلدة محيميدة، والتقطت صوراً للمخيم وقاطنيه. (الفيديو).

https://www.youtube.com/watch?v=Itt26nPkPZs

 

قد يعجبك ايضا