“الموساد” لدول الخليج: الخطر الحقيقي تركيا وليس إيران

جسر:متابعات:

قالت صحيفة “التايمز” البريطانية، في تقرير نشره موقع “تلفزيون سوريا” ، أن رئيس جهاز “الموساد” الإسرائيلي، يوسي كوهين، أبلغ كبار مسؤولي الاستخبارات في السعودية والإمارات ومصر، مطلع العام 2019، أن “قوة إيران أصبحت هشة”، وأن “التهديد الحقيقي قادم من تركيا”.

وكان كوهين، والذي عُيّن للتفاوض مع الإمارات لصياغة اتفاقية السلام، على تواصل سري مع نظرائه في دول الخليج على مدار سنوات، ولطالما ألمح لهم أن عدوهم المشترك هو إيران، لكن كبير قسم الاستخبارات والتجسس في جهاز “الموساد”، والذي كان العقل المدبر لعملية السطو الإسرائيلية على الأرشيف النووي الإيراني في طهران، أبلغهم بعد العملية أن خطر إيران يمكن احتوائه عبر العقوبات أو الحظر أو المعلومات الاستخباراتية أو الغارات، في حين أن الدبلوماسية التركية ومغامراتها المحسوبة بدقة تخلق نوعاً من التهديدات لدول الخليج بالنسبة للاستقرار الاستراتيجي في منطقة شرق المتوسط.

غليان في مياه المتوسط

وتصف الصحيفة منطقة الشرق الأوسط بأنها تبدو شبيهة بدول البلقان مطلع تسعينيات القرن الماضي، أي أنها تحولت إلى مساحة تشغلها دول فشلت أو في طور الفشل، مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية، وتوفر العتاد العسكري، فيما تتزاحم القوى العظمى على استغلال الفراغ في السلطة.

وأضافت أنه في الوقت الذي كانت منطقة الشرق الأوسط مقصداً للعطلات، أصبحت نقطة غليان بعد أن وضعت تركيا بوارجاً حربية في مواقع قتالية، وذلك رداً على محاولة فرقاطة فرنسية أن تتحداها، كما أن فرنسا تعزز وجودها البحري في المنطقة، وذلك يستلزم أن تدعم السفن اليونانية لمواجهة تركيا، خاصة مع الخلاف حول قضايا الغاز والنفط في شرق المتوسط، ومحاولة اليونان أن تحول البحر المتوسط إلى بحيرة يونانية خاصة بها.

وتشير الصحيفة إلى أن حلم تبادل منافع الثروات في البحر المتوسط، يبدو وكأنه حلم مشترك لكل من اليونان وقبرص وإسرائيل ومصر والأردن وإيطاليا وحتى السلطة الفلسطينية، لكن تركيا ترى أن هذا الحلم هو مشروع تنسيق إقليمي في مجال الطاقة، تم وضعه بشكل أساسي لتهميش دور تركيا واستبعادها عن ثروات المتوسط.

كما تذكر الدور الانتهازي لروسيا وجمعياتها السرية الفاسدة التي سطت على حكومات دول المنطقة وجردتها من طموحاتها، بينما لا يبدو أن الاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي على استعداد لتهدئة ما يجري في مياه المتوسط، كما أن روسيا تستخدم الجنوب القبرصي نقطة استراحة للأموال الروسية ضمن الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن استخدام بوتين للغاز الروسي وسيلة ضغط على أوروبا الغربية.

وخلصت الصحيفة إلى أن “الأزمات التي تعصف ببلاد الشام تنتقل كما تنتقل البراغيث من مجتمع إلى آخر”، حيث كان لا بد من وقوع انفجار مرفأ بيروت حتى يتنبه الجميع للمؤسسات اللبنانية العاجزة، وكشف المستور عن كثير من الفساد والمشكلات في المجتمع اللبناني والتي وضعت في الثلاجة ونسيت هناك، على حد تعبير الصحيفة.

كما أن انهيار المصارف اللبنانية أضر بمدّخرات الطبقة الوسطى في سوريا، التي طالما اعتقدت أن الجارة لبنان ملاذاً آمناً لأموالها، ويبدو أن المجتمع الدولي ما زال يعتقد أن بقاء بشار الأسد في مكانه أفضل من الانهيار الذي قد يأتي عقب الإطاحة به، في الوقت الذي نشر زعيم الكرملين ما يكفي من القوات في سوريا لإبقاء الأسد في السلطة، فضلاً عن تأمين قاعدته العسكرية الروسية في مدينة طرطوس على ساحل المتوسط.

قد يعجبك ايضا