بالأرقام …تعرف إلى تاريخ مخيم الهول منذ ١٩٩١ وحتى الآن

جسر: متابعات

نشر موقع “سيريا لينز” تقريراً عن مخيم الهول الواقع في محافظة الحكسة، منذ أن أعلن عن افتتاحه عام ١٩٩١ وحتى هذا التاريخ.

https://www.youtube.com/watch?v=5C8Pb3OzLN8&feature=youtu.be

تاريخ المخيم

يقع مخيم الهول في محافظة الحسكة على الحدود السورية العراقية، الذي ربما كان له من اسمه نصيب لما يحدث فيه من أهوال لا يصلنا منها إلا القليل لعدم قدرة الإعلام على تغطية ما يحصل، في ظل تحذيرات من تحول المخيم إلى “خلافة مصغرة” لتنظيم الدولة “داعش”، الذي أعلنت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في 23 آذار 2019 القضاء على “خلافته” بعد تجريده من مناطق سيطرته في بلدة الباغوز بمحافظة دير الزور، حيث تحاول من يعرفن بنساء “شرطة الحسبة” فرض أفكارهن المتطرفة بقبضة حديدية على المخيم الذي يضم “عرائس داعش” (زوجات عناصر التنظيم) وأطفالهن.

وإبان حرب الخليج افتتحت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مخيم الهول أوائل العام 1991 جنوب بلدة الهول، الواقعة على بعد 40 كم شرق مدينة الحسكة شمال شرق سوريا، حيث استقبل المخيم ما لا يقل عن 15 ألف لاجئ من العراق، بمن فيهم فلسطينيون طردوا من الكويت.

آلام العراق المتجددة أعادت افتتاح المخيم في أعقاب حرب العراق العام 2003  كأحد ثلاثة مخيمات على الحدود السورية العراقية، وعند انتهاء موجة النزوح أُغلق في العام 2007.

المخيم تحت سلطة قسد
أعادت “قسد”، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية مكونها الأساسي، افتتاح المخيم المهجور، الذي كان التنظيم قد حوله نهاية العام 2012 إلى سكن لعائلاته الأجنبية، بشكل رسمي في 21 نيسان 2016 بعد توسع رقعة معاركها ضد “داعش”، ووصول دفعات كبيرة من النازحين إلى مناطق سيطرتها، حيث كان المخيم حينها يضم 130 منزلاً ويستوعب نحو 200 عائلة، فتوجهت “قسد” إلى المنظمات المدنية بهدف الحصول على دعم للنازحين ولاقت ترحيباً واسعاً، وفي أواخر العام 2017 بلغ عدد القاطنين في المخيم قرابة 20 ألفاً، مع استمرار تدفق النازحين إليه، لتشرف عليه قوات “أسايش” التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي (PYD) الذي يشكل أحد المكونات الأساسية لـ “قسد”.بعد سيطرة “قسد” على الغالبية العظمى من أراضي شرقي نهر الفرات، في المنطقة المعروفة بـ”الجزيرة”، أطلقت منتصف أيلول عام 2018 معركة ضد آخر معاقل التنظيم في المنطقة وهي بلدة هجين شرق دير الزور، ومع بدء المعارك بحث النازحون مجدداً عن مكان آمن، هرباً من مناطق المواجهات وخطوط التماس بين الطرفين، فكان مخيم الهول الخيار الأول لهم، إذ تعمل منظمات عديدة فيه على تقديم الخدمات للنازحين، ومن بينها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ولجنة الإنقاذ الدولية، والمجلس النرويجي للاجئين، بالإضافة إلى الهلال الأحمر الكردي، وذلك تحت رقابة “قسد” وقوات “أسايش” التابعة لها.نهاية شباط العام 2019، مع حسم “قسد” المعركة ضد “داعش” لصالحها، بلغ عدد النازحين في مخيم الهول 47 ألف شخص بحسب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دو جاريك، الذي أشار إلى أن 30 ألف شخص ينتظرون نقلهم إلى المخيم.وقال “دو جاريك”: إن “الظروف في المخيم صعبة جداً، لا سيما في مناطق الاستقبال التي تستضيف حالياً الآلاف من الناس، لكن مع عدم كفاية مرافق النظافة والمياه والصرف الصحي، يتزايد خطر تفشي المرض، وللمساعدة في إزالة الاحتقان، يجري بالفعل توسيع المخيم، مع تقديم الخدمات والمساعدات للأشخاص في هذه المناطق”.


سكان المخيم وأقسامه
يحتوي مخيم الهول على مجموعة من السجون التابعة لقوات سوريا الديمقراطية على الرغم من كونه معتقلاً كبيراً يقطنه 74 ألف شخص، منهم 31 ألفاً من السوريين، ونحو 32 ألفاً من حملة الجنسية العراقية، و11 ألفاً من عدة جنسيات أوروبية، وبعض هؤلاء يتم نقلهم إلى مخيم المالكية، قبل نقلهم إلى مناطق تشهد وجود مقرات أساسية لـ “قسد”، بهدف تسليمهم لدولهم الأم، حسب ما أفادت مصادر خاصة لعدسة سوريا.وكانت منظمة اليونسيف العالمية أصدرت بياناً قالت فيه: إن “نحو ثلاثة آلاف طفل ينتمي أهلهم إلى 43 بلداً مختلفاً حول العالم، يعيشون في مخيم الهول”، فيما أكدت الأمم المتحدة أن أكثر من 211 طفلاً قضوا في طريقهم إلى المخيم بين شهري كانون الأول 2018 ونيسان 2019، كما طالب منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي التابع للأمم المتحدة بانوس موتيس، الحكومات بالمساعدة على تحديد مصير الأطفال الأجانب في مخيم الهول، وقال في مؤتمر صحفي: “يجب معاملة الأطفال أولاً وقبل كل شيء كضحايا، ويجب العمل على حلول أساسها المصلحة العليا للأطفال بغض النظر عن عمرهم أو جنسهم أو أي انتماء عائلي”.

وبلغ عدد من تم تسلميهم من جنسيات مختلفة حتى الآن، 422 شخصاً، حيث تشكل كوسوفو وكازاخستان أكثر الدول استعادة لمواطنيها من الداخل السوري، فيما تعد دول أوروبا الغربية من أقل الدول استجابة لنداءات اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إذ تسلمت كلٌّ من النرويج  وبلجيكا والسويد أعداداً لم تتجاوز الخمسة أشخاص في أحسن الأحوال، على الرغم من إرسال هذه الدول وفوداً بصورة غير شرعية لتقديم الدعم المالي لـ “قسد”، بهدف الإبقاء على “مخيم الهول”، كـ “وطن بديل” لعوائل تنظيم “داعش”.وأضافت المصادر، أن عدد المدنيين غير المرتبطين بالتنظيم من الجنسيتين السورية والعراقية لا يتجاوز الـ 9100 شخص، ونزح العراقيون منهم إلى سوريا مع بدء الجيش العراقي لمعركة السيطرة على مدينة الموصل التي كانت تعد العاصمة الإدارية لـ “داعش”، ويشكل الأطفال ما نسبته 92% من إجمالي سكان المخيم، فيما يبلغ عدد الأطفال دون سن الخامسة 25 ألف طفل.
ويضم المخيم نحو 15 ألف خيمة، ويعيش ما يقارب 10 آلاف شخص في خيام مشتركة، وتعمل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة على توسيع المخيم لحل هذه المشكلة، إلا أن المصادر داخل مخيم الهول تؤكد أن الحصول على خيمة مستقلة يستوجب دفع رشاوى لإدارة المخيم التابعة لـ “قسد”، وتعمل منظمة “بلومونت” على تنظيم المخيم الذي يقسم إلى تسعة قطاعات أحدها لعائلات تنظيم “الدولة”، إضافة إلى وجود عشوائيات ضمن القطاعات يقطنها النازحون الذين قدموا مؤخراً إلى المخيم.

قد يعجبك ايضا