“بروكسيل 3”: دعم المسار التفاوضي وضمان تدفق المساعدات الانسانية

أكدت المجموعة الدولية دعمها الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة من أجل استئناف المسار التفاوضي في جنيف. وذكرت الممثلة السامية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني “إن الوضع العسكري في الميدان السوري قد يتغير في هذا الاتجاه أو ذاك. لكن الأكيد بالنسبة إلى الأطراف كافة أن الفوز بالسلام يقتضي مساراً سياسياً يتملكه السوريون وتقوده الأمم المتحدة”. وجدد الاتحاد الأوروبي استعداده المساهمة في إعادة إعمار سورية “في الوقت المناسب”. وأوضحت الممثلة السامية الأوروبية إن “الوقت المناسب يتمثل في انطلاق مرحلة انتقالية سياسية حقيقية في مسار يتملكه السوريون وتقودة الأمم المتحدة”. ودعا الأردن إلى الربط بين حل أزمة اللاجئين والحل السياسي الشامل للنزاع في سورية. وحذر نائب الأمين العام للأمم المتحدة من الأخطار المحدقة بمدينة إدلب. وقال مارك لوكووك في افتتاح “مؤتمر بروكسيل 3 حول دعم مستقبل سورية والمنطقة”، “إذا تعرضت إدلب لهجوم عسكري فإنها قد تشهد أسوء كارثة منذ مطلع القرن الحادي والعشرين”.

وعقد المؤتمر على مستوى وزراء الخارجية بمشاركة أكثر من 50 دولة و30 منظمة دولية وإقليمية. وذكرت موغيريني إن المؤتمر سعى إلى “تحقيق هدفين أساسيين هما دعم جهود المبعوث الدولي إلى سورية غير بيدرسون من أجل استئناف مفاوضات الحل السياسي في جنيف، من ناحية، وحشد الدعم المالي الدولي من أجل ضمان تدفق المساعدات الإنسانية داخل سورية وفي الدول المجاورة من ناحية أخرى”. وأعلنت في جلسة افتتاح المؤتمر عن قرار الاتحاد تقديم مساعدات مالية بقيمة 560 مليون يورو في العام 2019 والمبلغ نفسه في 2020، إضافة إلى الهبات التي ستقدمها الدول أعضاء الاتحاد. كما سيقدم الاتحاد مساعدات بقيمة 1.5 بليون في 2019 إلى تركيا للمساهمة في مساعدة اللاجئين السوريين.

وقدرت الأمم المتحدة الحاجة هذا العام إلى 8.9 بليون دولار منها 3.3 بليون لتمويل المساعدات الإنسانية داخل سورية و6.6 بليون لفائدة اللاجئين في الدول المجاورة. وحض الأمين العام للأمم المتحدة المجموعة الدولية على مواصلة الدعم لمساعدة النازحين واللاجئين السوريين.

وقال الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مداخلة عبر الدائرة المقفلة “إن أكثر 11 مليون سوري يعتمدون على المساعدات الإنسانية”. ويواجه المجتمع السوري أخطاراً متنوعة منها خطر التفكك بسبب انتشار الفقر والبطالة والتهجير والأمية أيضاً. وقال لوكووك “إن مليونين من الأطفال السوريين محرومون من الدراسة”. ويقدر عدد الذين هم مهددون بمغادرة مقاعد الدراسة بنحو 1.2 مليون. ويتلقى 700 ألف طفل سوري تعليماً من دون ضوابط الجودة العلمية”.

وذكر رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أن حمل اللاجئين ثقيل على البنى التحتية والاجتماعية. وأن الحمل يزداد ثقلاً من سنة إلى أخرى وقد دخل النزاع عامه التاسع.

وطالب الحريري المجموعة الدولية بـ “الانتقال من احتواء تداعيات الأزمة إلى الاستثمار في الأمد البعيد، ومضاعفة دعم الجماعات المحلية المضيفة ومساندة الفئات الاجتماعية الفقيرة في لبنان. وذكر حاجة بلاده إلى مساعدات بقيمة 2.6 مليون دولار في 2019. “وقد حصل لبنان على مساعدات في 2018 بقيمة 1.2 بليون دولار أي 45 في المئة من قيمة الطلب الذي قدمه في المؤتمر السابق”. وأكد “التزام لبنان بمقتضيات القانون الدولي في شأن عودة اللاجئين” بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين. وطالب المجتمع الدولي بـ “وضع خيارات عملانية منها المبادرة الروسية لأن لبنان لم يستطيع تحمل 1،5 مليون لاجئ”.

وأنفقت تركيا التي تأوي نحو 3 ملايين سوري نحو 37 بليون دولار، وفق قول وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو. وأوضح “أن 300 رضيع سوري يلدون كل يوم أي أن مالا
يقل عن نصف مليون طفل سوري ولدوا في تركيا منذ تفجر الأزمة”. وانتقد جاويش أوغلو تباطؤ الدول الأوروبية في توطين اللاجئين السوريين.

ويحتضن الأردن 1.3 مليون لاجئ ما يعادل نسبة 20 في المئة من سكان البلاد. وقال ويزر الخارجية الأردني “إن أزمة اللاجئين السوريين هي جانب فقط من مختلف جوانب الأزمة السورية”. وتمثل ثقلاً هائلاً على موارد الدولة المحدودة أصلاً. وذكر أيمن الصفدي أن “125 ألف طفل سوري يدرسون في المدارس الأردنية. كما أصدرت السلطة 136 ألف رخصة عمل لفائدة اللاجئين في بلد يعاني أصلاً من ارتفاع البطالة إلى 18 في المئة”. وكشف أن “عودة اللاجئين لا تزال محدودة” ولا تمثل ظاهرة. وقد عاد حتى يوم أمس الأربعاء 13013 من الأردن إلى سورية منذ أن أعيد فتح الحدود قبل ثلاثة أشهر. وقال الوزير الأردني: “ظروف العودة تبدو غير مناسبة وتقتضي توفير الغذاء والسكن والمدرسة والأمان. وتلك شروط غير متوفرة بعد”. وشدد على وجوب الربط بين حل أزمة اللاجئين والحل السياسي الشامل” للأزمة السورية.

ودعا مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (انروا) بيير كراهينبوهل إلى عدم تجاهل أوضاع مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين التي دفعتهم الحرب إلى الفرار من مخيم اليرموك قرب دمشق نحو المخيمات في حلب وحمص وغيرها. وقال: “في قلب التراجيديا (المأساة) السورية، يوجد نصف مليون لاجئ فلسطيني، أجيال منهم يواجهون مرة أخرى مأساة التهجير والضياع. كثيرون من سكان المخيمات الفلسطينية يحملون سيرة آبائهم وأجدادهم الذين طردهم الاحتلال في 1948 و1967. وهم يعانون المأساة نفسها ومن المهم عدم تجاهل وضع هؤلاء”. وأضاف إن عدد اللاجئين الفلسطينيين قد تراجع من 560 ألف إلى 44000 في سورية. وقد فرَّ 28 ألفاً منهم إلى الأردن و17 ألفاً إلى لبنان.

المصدر: صحيفة الحياة ١٥ آذار ٢٠١٩

قد يعجبك ايضا