بعد سنوات.. داوود أوغلو يكشف تفاصيل لقائه بالأسد مطلع الثورة

جسر: متابعات:

كشف “أحمد داوود أوغلو” رئيس وزراء تركيا السابق، وزعيم حزب المستقبل، تفاصيل حول الموقف التركي في بدايات الثورة السورية، متحدثاً عن اجتماع جمعه مع بشار الأسد استمر لمدة  6 ساعات ونصف، محمّلا الأخير مسؤولية انهيار “نظام السلام” الذي كان من المقرر أن يشمل سوريا وتركيا ولبنان والأردن.

وقال أوغلو في برنامج على قناة “خبر ترك”، رداً على سؤال فيما إذا كان مستعدا لتحمل تبعات ما يقع على عاتقه جراء السياسة التي انتهجتها تركيا في سوريا إنه اتُهم بالوقوف مع سوريا ضد الغرب، مضيفاً “كان لدينا مشروع اندماج مع سوريا، وكان هذا المشروع مشروع سلام يشمل سوريا وتركيا ولبنان والأردن، ولكن هذا المشروع انهار، وسبب انهياره ليس الاجتماع الذي عقدته مع الأسد والذي استمر لـ 6 ساعات، نعم الغرب وروسيا لعبوا دورا مهما في انهيار هذا المشروع، ولكن المتسبب الرئيس والأساس في انهيار هذا المشروع هو بشار الأسد نفسه”.

وأشار داوود أوغلو، إلى أنّه مع بدء الربيع العربي ذهب إلى سوريا عندما كان وزيرا للخارجية ثلاث مرات، وكان يخبر الأسد في كل مرة أن الربيع العربي موجة كبيرة، من الممكن أن يصل آثارها حتى إلى تركيا، وقال”كنت أقول له نحن إلى جانبك، وكنت أحمل له رسائل من السيد عبد الله غل، عندما كان رئيسا للجمهورية، ومن السيد رجب طيب أردوغان، وكنت أقول له إياك أن تستخدم قوة الجيش من أجل إسكات المظاهرات، وكنا نخشى استخدام الجيش لسبب واحد، وهو أنّ مسؤولي الجيش الكبار ينتمون لأقلية طائفية ومذهبية واحدة تشكل 12 بالمئة من إجمالي النسيج السوري، ولأن أحداث 82 مازالت عالقة في أذهان السوريين، فكان من الجلي والواضح أن يتسبب تحرّك الجيش بصراع كبير”.

وشدد داود أوغلو إلى على أن تركيا حافظت على علاثات جيدة مع النظام لمدة 8 أو 9 أشهر بعد انطلاقة الثورة السورية، وأنّها دعمته في البدايات، لافتاً إلى أن الادّعاءات التي روجّها الأسد والتي اتهمت تركيا بأنها كانت ترغب في جعل الأخوان المسلمين شركاء له في السلطة، لا تمت إلى الصحة بصلة.

وأضاف تفاصيل الاجتماع كلها مدونة، وكان السفير التركي حاضرا، 3 ساعات ونصف الأولى من الاجتماع، كانت بين الوفدين التركي- السوري، وبعد ذلك 3 ساعات اجتماع ثنائي بمشاركة وزير خارجيته وسفيرنا، حيث دونوا الخطة التي تم التوصل إليها، وكانت هذه الخطة تهدف للوقوف مع الأسد، حيث واجهنا اتهامات من قبل البعض آنذاك، بأننا وقفنا ضد مبارك لكونه ديكتاتورا، وأننا نساند بشار الأسد على الرغم من كونه ديكتاتورا أيضا، ولكن فيما بعد، وجدنا وخصوصا في تلك الأيام حيث كان شهر رمضان المبارك، وكان الأسد يقتل شعبه في حمص وحماة بالمدافع، وكان يضرب اللاذقية من البحر، وفي دير الزور كان يُلقي البراميل على رؤوس شعبه، فما الذي كان يترتب علينا فعله حيال هذا؟ نحن حاولنا أن نحول دون وقوع هذه الكوارث، ولكن المسؤول الأول عن كل ما حدث هو الأسد”.

ونوه أوغلو إلى أنّ الأسد لو قام بإصلاحات حقيقية، وأنّه لو لم يحصر سوريا بين عائلتي أبيه وأمه، أي بين عائلتي الأسد ومخلوف، لكان الأمر مختلفا عما هو عليه الآن، موضحا بأنّه حتى الطائفة العلوية باتت منزعجة من فرض هاتين العائلتين على سوريا.

وأثار رئيس الوزراء التركي السابق “أحمد داود أوغلو” جدلاً واسعاً بتأكيده المبطن على ضرورة الالتقاء برأس النظام  “بشار الأسد” في سبيل تحقيق السلام الدائم في سوريا، وذلك منذ تسعة أشهر، حيث رد على سؤال صحيفي حول مدى ضرورة الالتقاء بالأسد، متجنباً ذكر اسم الأخير، مؤكداً على ضرورة “التقاء الجميع”، في إشارة إلى كافة الأطراف المعنية بالصراع الدائر في سوريا.

المصدر: أورينت نت

 

قد يعجبك ايضا