بعد ليلة دامية… العراقيون يعودون إلى الشارع

لافتة رفعها المتظاهرون العراقيون في كربلاء أمس/فيسبوك

جسر: متابعات:

لافتة رفعها المتظاهرون العراقيون في كربلاء أمس/فيسبوك

احتشد مئات المتظاهرين، صباح اليوم السبت، في ساحة التحرير وسط بغداد للمطالبة مجدداً بإسقاط الحكومة، حيث استخدمت القوات الأمنية القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم، بعد ليلة دامية شهدت إحراق مقار أحزاب سياسية وميليشيات وقتل فيها أكثر من 40 شخصا.

وقتل نحو 200 شخص خلال التظاهرات المطلبية التي بدأت منذ بداية الشهر الحالي، وتجددت ليل الخميس الجمعة بعد توقف استمر لأيام لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين.

وقتل أكثر من 40 متظاهراً، بحسب ما نقلته BBC عن مصارد أمنية عراقية، خلال أحداث عنف شكلت منعطفاً جديداً تمثل بحرق واقتحام مقار، في جنوب العراق، لأحزاب سياسية ومكاتب نواب ومقار ميليشيات تابعة لقوات الحشد الشعبي.

ومن بين الضحايا، أكثر من 12 متظاهراً قضوا في تلك الحرائق التي وقعت مساء، وبالرصاص الحي الذي واجهتهم به ميليشيا عصائب أهل الخق التابعة لرجل الدين الشيعي “قيس الخزعلي” القيادي الكبير في جيش المهدي سابقاً.

لم تشهد بغداد وقوع مثل تلك الهجمات، فيما واصل محتجون السبت التجمع في تظاهرة “سلمية” دعت إلى “إسقاط الحكومة”.

ويطالب المتظاهرين في عموم العراق، باستقالة حكومة عادل عبد المهدي وسن دستور جديد وتغيير الطبقة السياسية الحاكمة في هذا البلد الذي يحتل المرتبة الـ12 بين الدول الأكثر فساداً في العالم.

تحذير من “فخ”

ودعا عبد المهدي إلى إصلاح نظام التعيينات في الخدمة المدنية، وخفض سن المرشحين للانتخابات في العراق، الذي تصل نسبة الشباب بعمر 25 عاما إلى 60 بالمئة من سكانه.

وقالت إحدى المتظاهرات يرافقها ابنها لفرانس برس: “قالوا للشباب: ابقوا في بيوتكم سنجد لكم حلول و رواتب. لكن هذا فخ”.

من جانبه، دعا علي السيستاني ، أعلى مرجعية شيعية في العراق، عبر خطبة صلاة الجمعة إلى الإصلاح ومحاربة الفساد عبر تظاهرات سلمية، فيما طالب الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر باستقالة الحكومة مهدداً بمشاركة انصاره في التظاهرات.

وأطلق أحد المتظاهرين في ساحة التحرير، صيحات تقول ” الصدر .. السيستاني، عار “، وفقاً لمراسلي فرانس برس.

وتابع هذا الرجل الذي ذكر بأنه “ليس لديه فلس واحد”، بعصبية “كافي، أطلقوا علينا قنابل صوتية ودخانية”.

ويعتبر المتظاهرون أن السلطات السياسية التي تولت قيادة العراق بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003، وخلال 16 عاما الماضية ارتكبت جرائم فساد كلفت البلد وفقا لمصادر رسمية 450 مليار دولار، أي ضعف الناتج المحلي للعراق الذي يعد ثاني بلد منتج للنفط في منظمة أوبك.

تأجيل جلسة البرلمان

وعلى مسافة قريبة من ساحة التحرير، كان مقرراً أن يعقد مجلس النواب السبت اجتماعاً بهدف “مناقشة مطالب المتظاهرين وقرارات مجلس الوزراء وتنفيذ الإصلاحات”، بحسب جدول أعمال المجلس، غير أنه أعلن تأجيلها إلى أجل غير مسمى، لعدم اكتمال النصاب.

وفي جنوب البلاد، تصاعدت وتيرة العنف التي أدت لوقوع عدد كبير من القتلى والجرحى، بسبب اقتحام مقار حزبية واخرى لفصائل في الحشد الشعبي.

 

(الحرة)

قد يعجبك ايضا