تفاصيل مؤلمة يرويها أحد الناجين السوريين من الغرق أثناء رحلة الهجرة

جسر – متابعات

روى أحد الناجين تفاصيل غرق قاربٍ كان يقل مهاجرين سوريين عبر البحر المتوسط باتجاه السواحل الإيطالية منطلقاً من ليبيا، يوم الخميس الفائت 26 آب/ أغسطس.

وأوضح أحد الناجين، أنّ القارب كان يقل نحو 39 مهاجراً سوريّاً أغلبهم من محافظتي درعا والقنيطرة، وانطلق باتجاه السواحل الإيطالية الساعة العاشرة مساء الخميس الفائت، ليتعرّض لموجة ضخمة بحدود الساعة الثانية فجراً ما أدى لانقلابه رأساً على عقب، مضيفاً أنّ أغلب ركابه لا يجيدون السباحة.

الناجي “ياسر” المنحدر من محافظة القنيطرة، قال في حديثه لأحد الوسائل الإعلامية المحلية: ” عندما غرق القارب علقتُ أسفله في الماء وأنا لا أجيد السباحة، فمددت يدي في محاولة مني للنجاة فقام أحدهم بسحبي للأعلى ثم تعلقت بطرف القارب الذي بقي طافياً، ثم بقينا في الماء من الساعة الثانية فجر يوم الخميس-الجمعة حتى الساعة الثالثة عصر يوم الجمعة، أي ما يقرب من 13 ساعة في المياه”.

ويتابع ياسر: “أدى انقلاب القارب إلى تسرب مادة البنزين من محرك القارب وانتشاره على سطح المياه ما جعله يلتصق بنا، وقد أدى البنزين مع حرارة الجو المرتفعة إلى إصابتي و10 ناجين آخرين بحروق بليغة”.

وأضاف: “لقد توفي 5 شبان جميعهم من درعا و شخص من القنيطرة، جميعهم لم يكونوا يجيدون السباحة. حاولنا مساعدة بعضنا البعض، أحدهم ثُقبت سترة نجاته خلال انقلاب القارب فقام شاب من بلدة طفس في درعا من آل “الزعبي” بمساعدته لأكثر من 13 ساعة. كما حاولنا إنقاذ شاب من القنيطرة بإجراء اسعافات له لكننا لم نستطع لأننا لم نستطع التحكم به بشكل جيد في الماء ففارق الحياة”.
وأردف الناجي “ياسر”: “عند الساعة الثانية والنصف من عصر يوم الجمعة حلّقت طائرة فوقنا، لوّحنا لها كي تقدم لنا المساعدة لكنها ذهبت، وبعد قرابة ربع ساعة حلقت عدة طائرات أخرى فوقنا ثم قدمت باخرة تبين أنها من خفر السواحل الليبية، حيث نُقلنا إلى الشواطئ الليبية وبدل تقديم المساعدة تم سجن 22 من بين الناجين، في حين قاموا بإخلاء سراح من أصيبوا بحروق شديدة ويبلغ عددهم 11 شخصاً أنا من بينهم، ونحن متواجدون حالياً في إحدى المدن الليبية وظروفنا صعبة جداً”.
وفي نهاية حديثه طالب “ياسر” بالتدخل لإخلاء سبيل المعتقلين في السجون الليبية، مبيناً أنّهم لا يتمتعون بأدنى حقوق الإنسان في تلك السجون.
أصبحت قصة غرق القوارب التي تقل مهاجرين سوريين، قصة متكررة في ظل استمرار الحرب في بلادهم، واستمرار الظروف التي تدفعهم للهجرة على الرغم من كل المخاطر التي يتعرضون لها أثناء رحلتهم نحو بلادٍ أكثر أمناً واستقراراً.
قد يعجبك ايضا