تل أبيض: قياديون في داعش يجتمعون بحماية الجيش الوطني لتشكيل كيان عسكري

خالد العقال على حافة "الهوتة"/جسر

جسر: خاص:

ﻷول مرة منذ قرابة الخمس سنوات، شهدت مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي اليوم الخميس 26 آذار/مارس 2020 اجتماعا ضم عددا من القياديين السابقين في تنظيم داعش.

موقع اﻻجتماع، منزل اسماعيل العيدو في حي اﻻسكان بتل ابيض/جسر

وعلمت جسر من مصدر محلي أن الاجتماع “السري” عُقد في حي اﻹسكان في منزل المدعو اسماعيل العيدو، وبحسب المصدر، ضم اﻻجتماع عددا من القياديين الذين سبق وأن لعبوا أدوارا مهمة في تمدد التنظيم في محافظة الرقة وعموم أرجاء شمال وشرق سوريا، منهم؛ اﻹعلامي خالد العقال أحد مؤسسي وكالة “أعماق”، وقريبه فاضل شقيق فايز العقال والي الرقة إبان سيطرة التنظيم، واﻷمني في كتيبة التماسيح مهند الكجل. فمن هؤﻻء؟ ولماذا اجتمعوا؟

الخازن يتولى الضيافة

وفق ناشطين محليين تحدثوا لجسر حول الواقعة، ورفضوا كشف اسمائهم لأسباب أمنية، فإن اسماعيل العيدو ينتمي إلى فخذ العليمات من قبيلة الجيس، وينحدر من قرية أبو خرزة إلى الغرب من تل أبيض، وإلى جانب منصبه كمسؤول للتسليح في القطاع الغربي لما عرف بوﻻية الرقة إبان سيطرة التنظيم، أدار محلا للصرافة في تل أبيض اعتُبر في حينه القناة المالية للتنظيم وعناصره، إضافة إلى متاجرته بالتبغ والسماد الكيماوي المستخدم في تصنيع العبوات الناسفة لصالح التنظيم، ويؤكد المصدر أن مبالغ ضخمة تعود للأخير وعناصره مازالت في حوزة العيدو.

موقع اﻻجتماع، منزل اسماعيل العيدو في حي اﻻسكان بتل ابيض/جسر

قبل انضمامه لداعش، عمل العيدو في تجارة السلاح، وانضم إلى كتيبة محلية عرفت باسم “صواعق الرحمن”، ومع انضمامه للتنظيم خاض العيدو عديد المعارك ضد الجيش السوري الحر، قتل فيها الكثير من عناصر اﻷخير المنحدرين من مدينته تل أبيض، وتدرج في المناصب مع النجاحات التي كان يحققها في المهام الموكلة إليه من قبل المكتب الامني التابع للتنظيم.

إثر وصول قوات “غرفة عمليات بركان الفرات”، المكونة من “لواء ثوار الرقة” و”وحدات حماية الشعب”، والمدعومة من التحالف الدولي لمحاربة داعش إلى تل أبيض؛ فر العيدو، إسوة بغيره من عناصر التنظيم، إلى الرقة ومنها إلى تركيا؛ لتعتقله مخابرات التركية فور وصوله، حيث بقي في السجن بضعة أشهر قبل أن يُفرج عنه لقاء مهام نفذها لصالح اﻷخيرة.

ومن أوائل المهام التي خطط لها العيدو ونفذها -وفق النشطاء- كانت عملية اغتيال السياسي الكردي عمر علوش؛ التي اعتقل على أثرها عدد من أفراد أسرته من قبل قسد، ولا زالوا يقبعون في سجون استخباراتها، لكن العيدو  أصبح على إثرها أحد أهم أذرع المخابرات التركية في المنطقة، التي عاود نشاطه فيها بعد عملية “نبع السلام”،

العقال أبناء عم

ينحدر “أبو الوليد الرقاوي”، وهو اﻻسم الحركي لخالد العقال، من قرية القنيطرة القريبة من بلدة سلوك، وعمل منذ بداية الثورة مع كتيبة “صواعق الرحمن” التي أسسها إلى جانب عدد من أبناء عمومته سبق وأن شاركوه هجوما استهدف في 2008 مخفر الزيدي في ريف الرقة الشمالي؛ قام نظام اﻷسد على إثره باعتقالهم.

صورة غلاف الحساب الشخصي لخالد العقال على موقع فيسبوك (محذوف الآن)

وعلى خلفية تعاطف العائلة السابق على الثورة مع تنظيم القاعدة؛ انضم العقال مع عدد من عناصر كتيبته إلى الفرع السوري للتنظيم والمتمثل في “جبهة النصرة”، قبل أن ينحاز إلى داعش ليصبح اﻹعلامي الأول في القطاع الغربي لولاية الرقة، ويساهم في تأسيس وكالة التنظيم اﻷشهر “أعماق”، ويشير المصدر إلى أن 36 فردا من آل العقال لقوا حتفهم أثناء قتالهم في صفوف التنظيم.

شهد العقال، بحسب المصدر، عمليات القتل الجماعي والتهجير القسري التي طالت أبناء المنطقة من المسيحيين (اﻷرمن) والأكراد، كما يرد اسمه في صدر قائمة المتهمين برمي مقاتلي الجيش السوري الحر، ثم مقاتلي وحدات الحماية في الحفرة القريبة من بلدة سلوك والمعروفة باسم “الهوتة”.

خالد العقال على حافة “الهوتة”/جسر

إبان عمله في وكالة أعماق، زار العقال مطلع العام 2014 تركيا، وتجول بحسب ناشطين بحرية في مدينة غازي عنتاب على اﻷقل، ودخل مكتب إحدى المؤسسات الإعلامية هناك؛ ما أثار حفيظة وذعر العاملين فيه. وإثر سيطرة قوات “بركان الفرات” على تل أبيض غادرها إلى تركيا.

وإلى جانب خالد، أكد المصدر حضور فاضل العقال وهو شقيق فايز العقال والي الرقة إبان سيطرة التنظيم، واﻻثنين إلى جانب سابقهما من أخطر قياديي التنظيم في المنطقة.

مهند الكجل.. التماسيح كانوا هناك أيضا

يرتبط اسم المقاتل السابق في “كتيبة الحق”، اﻷمني ﻻحقا في “كتيبة التماسيح”، المعروفة بجرائمها في عموم محافظة الرقة، بقتل الناشط المدني الدكتور فواز العلي، ويؤكد مصدرنا أن الكجل قام بنفسه بالإشراف على خطف وتصفية العلي، الذي سبق وأن اعتقله النظام مدة عام في بدايات الثورة على خلفية نشاطه.

وغادر الكجل مع من غادر من عناصر وقيادي التنظيم مدينة تل أبيض، إثر وقوعها في يد قوات “بركان الفرات”، إلى تركيا قبل أن يعود منها اليوم لحضور اﻻجتماع.

لماذا اجتمعوا؟

بعد طرد قسد إثر عملية “نبع السلام”؛ سيطرت الجبهة الشامية المنضوية في صفوف الجيش الوطني والتي ينحدر معظم مقاتليها من أرياف حلب على مدينة تل أبيض إضافة للمعبر الحدودي، فيما سيطرت فصائل أخرى تضم مقاتلين من محافظة ديرالزور؛ كأحرار وجيش الشرقية على محيط المدينة، وإذ يتمركز اﻷخير تحديدا في قرية القنيطرة معقل آل العقال؛ ينتهز المجتمعون الفرصة داعين لتشكيل فصيل محلي من أبناء ريف الرقة الشمالي.

لكن مصدرنا يؤكد، أن ما يجري تنظيم صفوف يقوم به قياديون سابقون لمن بقي من مقاتلي التنظيم في المنطقة، متوجهين إليهم أولا إن لم يكن حصرا تحت أنظار تركيا والفصائل الموالية لها.

وأوضح المصدر، أن عناصر في تشكيل تابع للشامية يسمى “أحرار الرقة” ويضم عددا من أبناء المدينة وريفها، اعترضوا طريق المتداعين للاجتماع وحاولوا اعتقالهم على خلفية عداوات سالفة تعود إلى فترة سيطرة التنظيم على المنطقة؛ اﻷمر الذي اضطر المخابرات التركية إلى اﻹيعاز لعناصر من الجيش الوطني لتأمين الحراسة ومواكبة الرتل إلى مكان الاجتماع، وتضاربت الروايات حول الفصيل الذي أمن المجتمعين، إذا قال بعضهم أنه مجموعة من الجبهة الشامية، تدعى المركزية الثانية، يقودها شخص يدعى أبو علي صقور، تصرفت بدون علم قيادتها، فيما قال آخرون أن من قام بحماية اللقاء هو  جيش الشرقية و”الفرقة عشرون”.

رتل عربات تابعة للجيش الوطني تقل المجتمعين ومرافقيهم إلى مكان اﻻجتماع/جسر

في المحصلة، أكد المصدر أن رتلا من اﻷليات التابعة للجيش الوطني أقل القياديين السابقين في تنظيم “الدولة اﻹسلامية-داعش” إلى منزل اسماعيل العيدو بحي اﻹسكان في مدينة تل أبيض في ظل ما قال إنها حالة من التوتر الشديد واﻻنتشار اﻷمني المكثف لعناصر الجيش الوطني والشرطة التابعة له.

قد يعجبك ايضا