جسر تتحرى الفساد في منظمات المجتمع المدني في شرق سوريا (١): إمباكت.. فساد في التوظيف و”دواعش” سابقين في المناصب القيادية

جسر: دير الزور:

بعد دحر تنظيم داعش من منطقة شمال وشرق وسوريا، وسيطرة قوات سوريا الديمقراطية هناك، توافد عدد من المنظمات التي تعمل بدعم وتمويل غربي إلى المنطقة، لإقامة عدد من المشاريع الخدمية لإعادة الحياة جزئياً إلى تلك المنطقة المهمشة والمدمرة. وعلى رأس تلك المنظمات كومونيكس وكريتيف والـDT التي تتبع لوكالة التنمية الدولية التابعة للوزارة الخارجية الأمريكية.
واطلقت تلك المنظمات عدة برامج منها: برنامج فرات، برنامج الخدمات الأساسية، برنامج وئام وغيرها.
لكن الفساد استشرى سريعاً في تلك البرامج، بدءاً من اختيار العاملين فيها؛ فقد أفاد طلاع، وهو أحد نشطاء دير الزور، بأن: “اختيار العاملين في هذه البرامج كمنسقين لها على الأرض جاء من خلال مسابقات وهمية، فالاختيار الفعلي يتم عن طريق القرابة والمعرفة والعلاقات الشخصية”.

فداء أيضا وهو أحد العاملين في هذا القطاع، قال لجسر أن منح المشاريع وتلزيمها يتم بهذه الطريقة، وضرب مثلاً بمشروع يدعى “امباكت” وهو مشروع لدعم منظمات المجتمع المدني العاملة بدير الزور عبر تدريبات مصممة مسبقاً هدفها رفع خبرات الأفراد العاملين ضمن هذه المنظمات وتقويتها وخلال مدة ستة أشهر قابلة للتمديد، وهو ممول من قبل منظمة التنمية الدولية المعروفة اختصارا بالـ DT ومقرها في برلين، لمنحة تصل ستة أشهر ومن ثم يستمر عبر منحة من الخارجية الفرنسية، يقول فداء إن: “تشكيل الفريق الخاص بالمشروع تم دون الإعلان عن أي مسابقة، وفق ما تقتضيه قوانين وعقود هذا البرنامج، ودون إتاحة أي فرصة للتقدم إليه، وإنما تم بشكل سري، انتقاء عدد من الأعضاء، بالتشاور بين القائمين على المشروع في تركيا، والقائمين عليه في منطقة الكسرة غرب دير الزور، وهم عبارة عن مجموعة أقارب، ووزعوا الاعمال والوظائف الجديدة ضمن شبكة أقاربهم العائلية والعشائرية حصراً”.

فداء أشار إلى أن عملية توظيف هؤلاء تتم بمعزل عن المؤهلات، وهي مفتقدة في أغلب الحالات، لكن الأخطر هي أنها تشمل اشخاصاً عرفوا بالعمل والإنتماء إلى تنظيم داعش، وقال على سبيل المثال إن: “الشخص الذي اسندت إليه ادارة مشروع إمباكت، ويدعى مالك وردي العاصي، كان يعمل محاسباً لدى ما يعرف بولاية الخير الداعشية في الميادين، أما ابن خالته الذي قام بتعينه ويدعى عزام محمد الهادي، فقد كان  نقيب صيادلة داعش، وقد هرب إلى تركيا وهو يعمل هناك وله يد في تعيين مدير المشروع الميداني، أما الشخص الثاني في مشروع إمباكت، والذي يشغل منصب مدير  المراقبة والتقييم في المشروع ويدعى إبراهيم عزيز الحنتو، فقد شغل منصباً قيادياً بارزاً في تنظيم الدولة الإسلامية سابقاً، وكانت له اليد الطولى في فرض سيطرة التنظيم على ريف دير الزور الغربي، صيف ٢٠١٤. وشغل والده عزيز الحنتو منصب أمير ديوان الدعوة والإرشاد ضمن التنظيم أيضاً”.

فداء أشار أيضاً إلى أن تلك المنظمات تعين في وظائفها أشخاصاً يعملون في الهيئات الرسمية للإدارة الذاتية لتيسير أمورهم مقابل أعمال شكلية، وهو سلوك تمنعه قوانين المنظمات، وقوانين الادارة الذاتية، وضرب كمثال على ذلك عمل السيدة “ملك” في مشروع امباكت المشار إليه، مع أنها عضو  في المجلس التشريعي بدير الزور.

فداء أشار إلى أن كافة المنظمات تطلب دراسة دقيقة وتفصيلية للعاملين فيها، للتأكد من عدم صلتهم بتنظيمات ارهابية، لكن تقارير مزيفة ترفع إليهم بهذا الخصوص، ومنها تقارير تقوم عليها جهات استخباراتية في قسد، تقوم بتزوير الحقائق، وعدم ذكر معلومات حول خلفية المرشحين، مقابل مبالغ مالية.

 

قد يعجبك ايضا