حجاب: الحلّ السياسيّ مستعصٍ ولا أمل في اللجنة الدستورية

متابعات جسر

قال رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب: “لا يرى السوريون بصيص أملٍ بإمكانية التوصل إلى حل سياسي عبر “لجنة دستورية” يتم تلفيقها وفق توافقات دولية، لا كلمة للشعب في تشكيلها، ولا بمؤتمرات دولية، ويمارس بعض ضامنوها جرائم القتل الجماعي والإبادة والتهجير القسري، ومن غير المتصور أن تنحصر الدبلوماسية الدولية في محاولة إقناع بشار الأسد بالتخلي عن إيران نظيرَ إعادة تأهيل حكمه الدموي”.

 

تصريح حجاب جاء في حوار مع صحيفة جيرون، أجراه الاستاذ مشعل عدوي، وأضاف: “تحت ركام الأنقاض التي خلّفها القصف الروسي الهمجي؛ تم وأد أمل السوريين بالدبلوماسية الدولية التي لم تتكلف عناء (الشجب) بل سمحت للنظام وحلفائه بارتكاب المزيد من جرائم الحرب بحق المدنيين العزّل بحجة (محاربة الإرهاب)، واقتصرت مواقف (الأصدقاء) على بضع كلمات مكررة وتغريدات خجولة، وبحثٍ عن آثار سلاحٍ كيميائي في الأوصال المقطعة والجثث المتفحمة تحت ركام البراميل المتفجرة”.

 

وعن رؤيته إن كانت المؤسسات السورية المعارضة اليوم قادرةً على إنجاز حلٍّ في ضوء التناقضات الإقليمية والدولية في الملف السوري؟ أجاب حجاب: “من الضروري أن يصارح المتصدرون للعملية السياسية أبناء الشعب السوري بحقيقة الواقع من دون مواربة، ومن ضمنها احتدام الخلاف بين الأطراف الدولية الفاعلة وعدم قدرتها على التوصل إلى صيغةٍ متوافق عليها، مع تعدد المبادرات وتشتت الجهود المبذولة في الكواليس”.

 

وعن دور العرب والغرب والحكومات في تسهيل الحل السياسي، قال: “لا نريد أن نخدع أنفسنا بالأوهام والآمال الزائفة، فالدبلوماسية الدولية لم تنضج إزاء سورية بعد، ولا يزال الخلاف سيدَ الموقف بين مختلف أطراف جنيف وأستانا، ولا يزال الحل السياسي مستعصيًا في ظل الخلافات الميدانية بين القوى الإقليمية والدولية حول تحديد الخرائط ومناطق النفوذ”.

 

وفي كلمة للسوريين بمناسبة العيد في ظل استمرار نزيف الدماء قال حجاب: “تتبعثر كلمات التهنئة وتفقد معناها أمام دموية المشهد السوري، حيث تُمضي آلاف العوائل عيدَ الفطر في حالة حدادٍ على أطفالها ونسائها من ضحايا القصف المتوحش، ويبيت أكثر من ثلاثمائة ألف مدني ليلة عيد الفطر في العراء، لم تأوِهم سوى أشجار زيتون بلادهم التي حنَت عليهم مقابل خذلان المجتمع الدولي”.

 

وتابع: “يتوقف الزمن بالنسبة لمئات آلاف المعتقلات والمعتقلين الذين يتعرضون لأسوأ أنماط الامتهان البشري والحقد الطائفي في سجون بشار الأسد، من دون تحقيق أي انفراج في أوضاعهم، ويراود أكثر من 12 مليون سوريٍ حلم العودة إلى بيوتهم التي دمرها الظلم والاستبداد، وباتوا بين مهجّرٍ ونازحٍ بعد أن استوطنت بلداتهم ميلشيات طائفية أجنبية في أسوء عملية إحلال سكاني وتهجير قسري عرفتها البشرية منذ الحرب العالمية الثانية”.

 

وختم: “لا مناص لنا من العمل على رصّ الصفوف وجمع الكلمة، والتمهيد لمرحلة جديدة ينتزع فيها السوريون كامل حقوقهم من نظام بشار المتهالك والآيل للسقوط، أملنا بعد الله عز وجل في رجال سورية وشبابها ونسائها، وبقدرتهم على تشكيل جبهةٍ موحدةٍ للتخلص من نير الاستبداد وبناء دولة العدالة والمواطنة والمساواة”.

قد يعجبك ايضا