حصري: إيران ترفض طلب النظام سحب الأسلحة والمخابئ من أحياء دير الزور

جسر – دير الزور

أفاد مراسل صحيفة “جسر” في مدينة دير الزور، أن قوات النظام متمثلة بمليشيا الدفاع الوطني عقدت اجتماعاً مع قيادة الميلشيات الإيرانية في المحافظة، لتطلب منها إخلاء مقراتها السرية في المدينة، خشية تعرضها للقصف، إلا أن الجانب الإيراني رفض طلبه، الأمر الذي من شأنه إبقاء المدنيين في دير الزور في خطر كبير.

اجتماع عاجل

وفي التفاصيل التي حصل عليها مراسلنا من مصدر مطلع في ميلشيا الدفاع الوطني، فقد اجتمع المدعو فراس العراقية، قائد الدفاع الوطني في دير الزور، في يوم 16 آذار مع القياديين في الميلشيات الإيرانية حاج عباس وحاج ميسم، على خلفية وصول سيارات وعربات عسكرية إلى اللواء 137 القريب من دير الزور وهي محملة بعناصر وأسلحة للميلشيات، وطالب “العراقية” قادة الميلشيات بعدم إدخال هذه القوات الجديدة إلى داخل مدينة دير الزور، وإخراج القوات الموجودة فيها داخل مخابئ سرية، خشية انكشافها وقصفها.

تسريب معلومات

طلب العراقية جاء بعد انكشاف شبكة من عناصر الميلشيات ذاتها تسرب معلومات دقيقة حول مواقع المخابئ السرية ومستودعات السلاح الإيرانية، وإمكانية تعرضها جميعاً للقصف. لكن القادة الإيرانيين رفضوا الانسحاب من المدينة. المصدر أخبر مراسل جسر بأن القوات الروسية في دير الزور تدعم “العراقية” في طلبه هذا، وأكدت للإيرانيين أن الوضع خطير في حال لم ينسحبوا.

وكان انفجار مجهول قد أودى بحياة عدد من المدنيين في حي الحميدية بدير الزور فجر يوم 8 آذار الماضي، وترددت أنباء عن كون المكان مستودع أسلحة إيرانية، فيما قال نشطاء إن المكان مقر سري لبعض قيادات الحرس الثوري وانه قد دمر بضربة صاروخية.

من ناحية أخرى، وتزامنا مع القصف الذي تتعرض له مقرات الميلشيات الإيرانية منذ سنة 2019، نقلت مقراتها ومستودعات الأسلحة إلى المناطق والاحياء السكنية متخذة من المدنيين دروعاً بشرية.

التوتر يتصاعد بين الميليشيات والسكان المحليين

كانت التوترات بين ميليشيا الدفاع الوطني والميليشيات المدعومة من إيران في دير الزور منذ وقت طويل، لكن الموجة الأخيرة من تسريبات المعلومات الحساسة للغاية من داخل صفوف هذه القوات الإيرانية يبدو أنها تصل بالتوتر إلى ذروته وتجبر النظام على التدخل وممارسة نفوذه. وفي الوقت نفسه، يتم إرسال المزيد من العناصر من جنسيات غير سورية إلى الميلشيات الإيرانية، في محاولة يائسة لوقف تسرب المعلومات، وإصلاح سمعتها المتدهورة بسرعة، ومحاولة استعادة بعض المصداقية في نظر السكان.

تثير هذه الاخبار القلق على سلامة الأهالي في دير الزور، حيث تشير نتائج الاجتماع الأخير إلى أن الميليشيات الإيرانية ستستمر في تعريض حياة السكان المدنيين للخطر، واستخدامهم كدروع بشرية لحماية مخازن أسلحتهم ومقراتهم السرية. في ظل انكشاف مواقع هذه الميلشيات وعدم سحبها من المناطق السكنية يمكن أن يتسبب قصف جديد بكارثة أخرى يذهب ضحيتها السكان المدنيين، ويقع على الوجهاء وشيوخ العشائر الضغط على هذه الميلشيات لسحبها وابعادها عن الاحياء السكنية.

قد يعجبك ايضا