حفل تأبين للكاتب السوري الراحل ميشيل كيلو في باريس (صور)

جسر – باريس

حضر عدد من السوريين والسوريات حفل تأبين المعارض الراحل ميشيل كيلو، في العاصمة الفرنسية باريس، مساء اليوم السبت.

وشهد حفل التأبين حضور شخصيات سورية معروفة، مثل عبد الحكيم قطيفان، وسميح شقير، وبرهان غليون، ونجاتي طيارة، ورشا رزق، وفاروق مردم بك، وغيرهم.

وألقى بعض الحاضرين كلمات حية، تحدثوا فيها عن ميشيل كيلو ونضاله ضد الاستبداد، في سبيل الحرية.

وقال المعارض السوري برهان غليون في كلمته: “في وداع ميشيل كيلو الانسان والمثقف… الأخوة، عائلة الفقيد، الأصدقاء والحضور الكريم.. ودع السوريون في 26 نيسان من هذا العام إنساناً جبل على التعاطف والتضامن ومشاركة الناس آلامهم وآمالهم. ودعوا مثقفاً شجاعاً جعل من الدفاع عن حقوق الناس البسطاء غاية حياته ومعنى وجوده. أراد أن يكون لسان حالهم، وحامل رايتهم، والأخ الأكبر الذي لا يتوانى عن القيام بواجبه تجاههم. ودعوا مناضلاً لم يكف عن العمل لتذليل المصاعب التي تعترض طريقهم والبحث عن مفاتيح الحل لمأساتهم”.

وأضاف: “لقد جسد ميشيل كيلو في سيرته الذاتية نبل السياسة السورية ومحنتها في الوقت نفسه. نبل سياسة المقاومة لشعب لم يتوقف عن التضحية بكل شيء من اجل كرامته، ومحنتها على يد نظام امتهن الجريمة، كما تجلت ولا تزال تتجلى في الحرب الدائمة التي فرضت على أجيال السوريين، والمصير الذي آل إليه كفاحهم الأسطوري، وعذاباتهم التي لا تنتهي ولم تنته، منذ نصف قرن”.

وأردف: “لم يوظف أحد من عواطفه وفكره ووقته في سبيل كسر القيود التي كاد حديدها يختلط بلحم ضحاياها، كما فعل ميشيل. وهو الذي استمر، حتى الرمق الأخير، يحاول بكل الوسائل، المساهمة في زحزحة الصخرة التي تقبع كعارضة القبر على صدر شعب أريد له أن يدفن حياً.. صالح رحيل ميشيل الأخير مثقفي سورية مع أنفسهم، في انغماسه الدائم في معارك السياسة المكلفة عوض عن انسحابهم وسلبية معظمهم، وبتواضعه وقربه من الناس غطى على غرور أكثرهم وعزلتهم عن شعبهم، وبعفويته واندفاعه وحبه للجميع افتدى روح الغيرة التي سكنتهم ومزقت صفوفهم وفرقتهم، كما فعل جيل كامل من المناضلين، الذين قضى الكثير منهم في المعتقلات تحت التعذيب، تحدى ميشيل المستحيل. والمستحيل في سورية، كما تعلمون، هو السياسة. وحاول أن يغرس مشاعر المودة والألفة في وسط نخبة اعتادت العيش في رعاية الشك وانعدام الثقة وتقديس النميمة. فصار لهم مسيحاً وفادياً وشفيعاً”.

واختتم غليون كلمته قائلاً: “لكل هذه المعاني، كان ميشيل شخصا استثنائياً. رمزا لكفاح السوريين الطامحين إلى مستقبل افضل، ومرجعية وطنية، مفتقدة ومنشودة معا. سيبقى ذكره خالداً في شعبه ووطنه وأمته، وسوف يفتقده طويلاً كل من حظي بمعرفته، وقبل أي احد آخر شريكة حياته وكفاحه التي أفنت عمرها في حبه ودعمه، ولا يزال يقع عليها العبء الأكبر في الحفاظ على إرثه ورسالته، فشكراً لها وشكرا لكم، لحضوركم ومشاركتكم، والسلام”.

قد يعجبك ايضا