خطاب “العصري الحجري”: إيران لن تخرج من سوريا أبداً

جسر: متابعات:
رافعاً خريطة للكيان الإسرائيلي، أطل الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في الذكرى السنوية 13 لحرب تموز. الخريطة المفصلة التي رفعها ودلل عليها بيديه، كانت للدلالة على أن حزب الله يمتلك أسلحة صاروخية نوعية ودقيقة، قادرة على استهداف كل الجغرافيا الإسرائيلية، طارحاً معادلة ما بعد إيلات.

أعلن نصر الله إن حزبه يمتلك أسلحة متطورة ستطال مختلف مناطق إسرائيل، وأبرز المواقع العسكرية والكهربائية والنفطية فيها. وأنه مقاتليه قادرون استهداف الشريط الساحلي لإسرائيل، وبانها لن تكون قادرة على تحمل الضربات.

قدرة هجومية نوعية
وقال نصر الله إن هذا الأمر متحقق ومتوفر، هذا بمعزل عن استعداده للدخول في عمليات برية. والكيان الاسرائيلي يمتنع عن القيام بأي غارة على لبنان. وهو خائف من المقاومة، مؤكداً أن حزبه يمتلك صواريخ دقيقة، معتبراً أن المربع الموجودة فيه كل مراكز الدولة في اسرائيل، ومنها مطار بن غوريون ومستودعات أسلحة ومصانع بتروكيميائيات ومينائي تل أبيب وأشدود.. كلها ستكون على لائحة الاستهداف بصواريخه، قائلاً إذا لجأت إسرائيل إلى شن حرب، فإن حزب الله سيعيد إسرائيل إلى العصر الحجري.

وحول ما يمتلك من أسلحة، قال نصر الله:”اليوم لدينا قدرة هجومية نوعية ومسلحة بأسلحة نوعية ، لدينا قوة الرضوان وأفواج العباس. وهم متخصصون في العمل الهجومي”. مؤكداً أن “المقاومة أقوى من أي وقت مضى رغم العقوبات. وهناك توازن الردع بين لبنان والكيان الصهيوني، وبالتحديد بين مقاومة شعبية وبين إسرائيل، التي تعتبر نفسها قوة كبيرة، مؤكداً أيضاً أن لديهم قدرة معلوماتية كبيرة في البر والبحر والجو وفي كل المجالات”.

وعن ملف ترسيم الحدود، اعتبر نصر الله انه مهمة الدولة اللبنانية، معتبراً أن المسار متعثر، لأن الدولة اللبنانية تصر على رعاية الأمم المتحدة، بينما إسرائيل تصر على مفاوضات مباشرة وتكون واشنطن هي الراعية، والأميركي يحرص على تلبية المصالح الإسرائيلية. وقال نصر الله: “لدينا حدودنا البرية وهي مرسمة والمطلوب جهد تقني، وأن تعود الأرض اللبنانية للبنانيين. الإسرائيلي يريد لعب لعبة تبادل أراض على الحدود. بالمبدأ يجب أن لا نقبل بتبادل الأراضي، مشيرا بما له علاقة بالبحر والبر أن بعض الخبراء قالوا ملاحظة أن تعبير الترسيم للحدود البرية هو تعبير خاطئ، لأن مزارع شبعا وترسيمها يكون مع الجانب السوري.

التموضع في سوريا
وأعلن نصر الله أن الحزب قام بإعادة تموضع في سوريا، وقلص عدد الوحدات. وإذا جد جديد يمكن نقل هذه القوات إلى سوريا بكل سهولة، معتبراً أنه “عندما نتحدث عن المعارك القائمة في سوريا نؤكد أن الجيش السوري استعاد عافيته، ووجد انه ليس بحاجة لنا في المعارك الدائرة. لا يوجد مناطق أخليناها بالكامل. ولكن لا يوجد داع لبقاء الأعداد التي كانت في وقت المعارك”. وأشار إلى أن إيران ستبقى في سوريا، طالما دعت الحاجة إلى ذلك، قائلاً: “ما يسمع من الجانب الروسي، لا يقول انه مقتنع بخروج إيران أو حزب الله من سوريا. وهو يدرك أن الحاجة في سوريا للمساعدة الإيرانية ما زلت قائمة”. مشدداً على أن إيران وروسيا أقرب إلى بضعهما البعض أكثر من أي وقت مضى. مؤكداً أن إيران لن تخرج من سوريا أبداً. مستعبداً حصول أي حرب بين أميركا وإيران. مؤكداً أن إيران لن تتراجع أو تتنازل أو تفاوض تحت ضغط العقوبات. وهي كانت قد أوصلت رسالة بأنها جاهزة لتنفيذ ضربات قاسية ضد المصالح الاميركية، إذا ما أصر دونالد ترامب على شن ضربة رداً على إسقاط الطائرة. وهذه الرسالة هي التي دفعته إلى التراجع. وكل المصالح الأميركية والإسرائيلية في المنطقة كلها ستكون معرضة للتهديد والخطر.

الجبل وجنبلاط
وفي موضوع حادثة الجبل، اعتبر نصر الله أن ما حدث خطير، وكان يمكن أن يؤدي إلى تفجير البلد، لكنه شدد على أن الحزب لا يريد التوتير والتصعيد، مشدداً على وقوفه إلى جانب حلفائه، وخصوصاً النائب طلال ارسلان، الذي يريد إحالة الملف إلى المجلس العدلي، وهذا قرار ارسلان، ولم يشاور الحزب فيه. لكن الحزب يتفهم هذا القرار، ويتأمل أن تتم معالجة الأمر بكل هدوء وبشكل يرضي الجميع.

واعتبر نصر الله أن هناك خلافاً قائماً مع جنبلاط، معتبراً أنه هو الذي أخطأ مع الحزب منذ حديثه عن السلاح ووصفه بسلاح الغدر. لافتاً إلى أن الإشكال الحديث بدأ مع معمل عين دارة، الذي حاول جنبلاط أن يدخل شريكاً في المعمل، ولكن بعد رفض بيار فتوش لذلك، عمل جنبلاط على تصعيد موقفه ولهجته، وصولاً إلى إلغاء قرار وزير الصناعة السابق حسين الحاج حسن، الأمر الذي اعتبرناه إهانة. وأكد نصر الله أن التسوية الرئاسية مستمرة وستبقى صامدة، معتبراً ان العلاقة مع الوزير جبران باسيل جيدة جداً، وإذا كان هناك مآخذ عليه يتم إبلاغه بها في لقاءات مغلقة، لكنه برر لباسيل ما يقوم به، لأنه يريد تعزيز وضعه داخل التيار وعلى الساحة السياسية، معتبراً انه من المبكر الحديث عن الانتخابات الرئاسية المقبلة.

المدن ١٣ تموز / يوليو ٢٠١٩

قد يعجبك ايضا