روسيا تبني تشكيلها العسكري الخاص من عشائر الجزيرة السورية بمعزل عن نظام الأسد!

ريهام منصور

جسر: تقارير:

اعترض، اليوم، أهال من عدة قرى (أم الغدير، وقرية ثامنة رحية الواقعتين جنوب قرية رحية السودا في ناحية تل حميس بريف القامشلي الجنوبي)، مدعومين بجيش النظام، رتل آليات عسكرية، للقوات الأمريكية، وأجبروها على العودة.

الحادثة ليست الأولى من نوعها ففي الثامن عشر من الشهر الجاري، اعترض الأهالي في قرية أبو قصايب بناحية تل حميس، أربع مدرعات تابعة للقوات الأمريكية، وسبقها حادثة خربة عمو التي خلفت قتيلاً، في شهر شباط الفائت.

مصادر “جسر” كشفت عن دور روسي في تحريض الأهالي للتصدي لتلك الدوريات وفقاً لمخطط أبعد، يهدف إلى تعزيز التمدد الروسي في المنطقة واستمالة أبناء العشائر التي تعتبر نوعا ما، موالية للنظام ،من أجل تشكيل “جيش عشائري” مستقل برعاية روسية تمهيداً لسيطرتها وإدارتها لجزء من المنطقة.

إهانة متعمدة

اجتمع منذ أيام وجهاء من عشيرة حرب بزعامة شيخهم “محمود العاكوب” مع ضباط روس ومجموعة من أتباع النظام في مضافة أحد شيوخ العشيرة بالقامشلي.

وأثارت الصور القادمة من ذلك الاجتماع، ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، تنديداً بهذه الزيارة واعتراضاً على ما وصفه أبناء العشيرة ذاتها بأنه “إهانة” لهم تجسدت بدخول العناصر الروس بأحذيتهم دون خلعها على باب المضافة، وهذا ما يعتبر “عاراً” وفقاً للعرف العشائري.

وعلى إثره، أصدر شبان من العشيرة، يقيمون في القامشلي ورأس العين وأوروبا والسعودية وتركيا، بياناً عبروا من خلاله رفضهم وإدانتهم لهذه الزيارة.

وجاء في نص البيان “أحرار وحرائر عشيرة حرب في محافظة الحسكة، نستنكر الزيارة المشبوهة التي قام بها جنود الاحتلال الروسي لمضافة شيخ عشيرة حرب المدعو محمود العاكوب، التي من الواضح أنها جاءت بإشراف الأجهزة الأمنية وبترتيب من المرتزق العميل خالد الخليف بهدف توريط العشيرة بشكل أكبر في مساعي الروس لتوسيع نفوذهم في الجزيرة السورية”.

ورفض أهالي العشيرة استضافة الشيخ لجنود المحتل الروسي وإكرامه لهم، معتبرينه قد خالف أخلاق العشائر ومواقفهم الوطنية.

وعبر أهالي العشيرة أيضاً عن امتعاضهم لدخول الجنود بأحذيتهم، في مضافة العشيرة معتبرين أن ذلك إهانة للعادات والقيم الأصيلة.

وجاء هذا البيان، بحسب أحد الموقعين عليه، للتأكيد على عدم رضا كافة أبناء العشيرة لهذا الاستقبال، واعتبروه إهانة لهم وخاصة أنه جاء في ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي عن سوريا، مبيناً أن أبناء عشيرة حرب لن يسكتوا، على “إهانة شرفهم العشائري”، رغم تحذيرات سابقة لشيخ العشيرة “محمود العاكوب”، بعدم الانبطاح لروسيا وإيران ونظام الأسد، ودعوتهم له أن يأخذ موفقاً حيادياً على الأقل، إلا أنه على ما يبدو ماض في مشروعه.

بدء التغلغل الروسي

وفقاً لمصادر “جسر” في المنطقة فإن بدء التغلغل الروسي في المنطقة بدأ مع عملية نبع السلام، وسيطرة الروس على مطار القامشلي، وإدخال مساعدات إلى المدينة.

ومن المعلوم، أن النظام يسيطر في القامشلي على المربع الامني والمربع الحكومي والأحياء الجنوبية من المدينة، مثل حي طي والمطار والحزام الجنوبي، إضافة للفوج ١٥٤ قوات خاصة، فضلاً عن  قرى عربية تسكنها قبائل طي وحرب وعدد من القبائل الاخرى، على امتداد نحو  ٢٠ كم جنوب القامشلي.

ولفتت المصادر إلى تراجع الدور الإيراني في المنطقة، بعد مقتل قاسم سليماني، ما فسح المجال أمام الروس لاستمالة شيوخ العشائر بدخول مناطق طي وحرب وعشائر بني سبعة والبوعاصي والبو راشد والغنامة .

وحرض الروس السكان المحليين، وأغروهم بمساعدات مقابل التصدي للدوريات الأمريكية، وجاء ذلك رداً على منع الأمريكان للدوريات الروسية، من المرور في مناطق سيطرة النظام جنوب القامشلي بـ ٢٠ كم.

وعلمت “جسر” من مصدر خاص أن التصدي للدورية الأمريكية في بلدة أبو قصايب الأسبوع الماضي، كان بتوجيه روسي، إذ وعدوا وجهاء القرية، في حال تم التصدي للدورية  بتوزيع مواد إغاثية وهذا ما حصل.

#تل_حميسفرحة الأهالي و عناصر القوات السورية بعد اعتراضهم لرتل للقوات الأمريكية في قريتي أبو قصايب والرحية والسودة.

Publiée par ‎أنس عبدالوهاب العوض‎ sur Jeudi 16 avril 2020

اجتماع مع العشائر

اجتمع الروس منذ أسبوع في قرية جرمز “مقر زعامة قبيلة طي”، بشيوخ طي وحرب والبني سبعة والبوعاصي والراشد والغنامة، مع أمين شعبة الحزب  وعدد من المقربين من الروس والمتنفذين في المنطقة.

وطرح الروس خلال هذا الاجتماع، وفقاً لمصادر “جسر”، مشروعاً لتجنيد أبناء العشائر، من أجل ضمهم في كتائب عسكرية غير نظامية.

ورداً على قول بعض الشيوخ: لدينا الدفاع الوطني، جاء الرد الروسي: هؤلاء تابعون للجيش السوري، ونحن نريد تشكيلاً خاصاً بنا، على أن تمنح روسيا الرواتب والسلاح والمساعدات الغذائية، ولا علاقة لهذا التكشيل بالنظام.

وبحسب المصادر، فإن هذا التشكيل سيضم من خمسمئة إلى ألف شخص، مع تقديم وعود للشيوخ بأن لا يقوم هذا التشكيل بالاشتباك مع أي طرف خارج المحافظة، ولن يدخل في معارك إلا عند الاضطرار، وجاءت هذه الخطوة رداً على افتتاح القوات الأمريكية باب التسجيل في دورات عسكرية، بهدف تشكيل فصائل من السكان المحليين في منطقة الشدادي جنوبي محافظة الحسكة، من قبيلة الجبور، يعملون بأمرتها مقابل راتب شهري يصل إلى ٣٥٠ دولاراً أميركياً.

وجاءت هذه المساعي الروسية من أجل، قطع الطريق على الأمريكان باستمالة قبيلة طي باعتبارها العشيرة الاكبر في القامشلى لمواجهة أي محاولة أمريكية لاستمالة قبيلة البقارة أو الجبور، في القسم الجنوبي من محافظة للحسكة.

شيوخ العشائر، وفقاً لمصادرنا، وافقوا على المقترح الروسي، إلا أنه لم يعرف إلى الآن موقف أبناء عشائرهم، وفيما إذا كانوا سيقبلون الانخراط في هذا التشكيل العسكري أم لا.

 

 

 

قد يعجبك ايضا