شرطة درع الفرات تتبرأ من دم مهند وطبيب مختص يفند الوثائق والفيديو

 

نشرت صحيفة جسر يوم أمس الاثنين خبر وفاة الشاب مهند دياب القاسم “تحت التعذيب” وفقاً للفيديو المسرب لجثته وشهادة مقربين منه، بعد اعتقاله لمدة 11 يوماً لدى شرطة العسكرية في مدينة جرابلس في ريف حلب.

مصدر مسؤول بالشرطة العسكرية في منطقة درع الفرات، زودنا بما يعتبره “وثيقة” لا تقبل الشك  لبراءة جهاز الشرطة من دم القاسم، لكن مصدر مختص محايد حلل الوثيقة ورد على ادعاءات شرطة “درع الفرات.

الوثيقة الرسمية التي زودنا بها المصدر المسؤول من داخل شرطة منطقة درع الفرات صادرة عن الطبيب الشرعي في جرابلس، المعتمد لدى مديرية الصحة في جرابلس،  كشف على الجثة بعد ثلاث ساعات من حدوث الوفاة ، وكتب تقريره وذيله باسمه ( صالح الخضر)، وحدد فيه  سبب الوفاة، وجود الكدمات على جسد الشاب مهند دياب القاسم الذي توفي بعد اعتقاله لمدة 11 يوم لدى الشرطة العسكرية في مدينة جرابلس في ريف حلب.

وجاء في تقرير الطبيب الشرعي المعتمد أن الوفاة حدثت بناءً على توسع الحدقتين التام الناتج عن موت الدماغ بسبب القصور الكلوي ونقص السوائل والشوارد وبالتالي لمرض مزمن بالكليتين…”

وأما عن الكدمات والتي كانت واضحة في الفيديو الذي جرى تداوله فيقول الطبيب الشرعي الخضر تبين وجود آثار كدمات تتجاوز الأسبوعين متوضعة على الأليتين ومنتصف انطواء الكتفين ناتجة عن تعرض المتوفي للضرب بأداة كليلة (كرباج)…وهذه خبرتيثم التوقيع.

خاص: جسر

جريدة جسر وحرصاً منها على إظهار حقيقة ما جرى للشاب مهند خلال 11 يوماً من اعتقاله لدى شرطة جرابلس، وضعت الفيديو المتداول لجثة الشاب والذي يظهر كامل جسده، بالإضافة لتقرير الطبيب الشرعي لجرابلس أمام طيب أخصائي في الجراحة العامة وجراحة الصدر والأوعية الدموية، كي يبدي رأيه بوصفه طرف محايد، يقيم في العاصمة الفرنسية باريس، لا يتبع لجهة رسمية.

نفى الطبيب الجراح(فضل عدم التصريح عن اسمه) ان يكون سبب حدوث الوفاة ناتج عن قصور كلوي قائلاً لا يمكن تشخيص قصور كلوي مزمن من معاينة ظاهر الجثة، كما أن القصور الكلوي المزمن الذي ينتهي بالوفاة كان ليترك آثارا على الجثة مثل النحول و علامات فقر الدم المزمن و آثار نقص الأكسجة المرافق لهواضاف إذا كان هناك قصور كلوي (في تحليل دم قبل الوفاة) فمن المرجح أن يكون قصورا كلويا حادا ناجما عن ترسب الخضاب و البروتينات العضلية (الناجمة عن انحلال الدم و العضلات) في الأنابيب الكلوية“.

وايضا كان لدى الطبيب الجراح رأي مختلف بالنسبة للكدمات على جسد الشاب حيث قالهي ليست زرقة رمية لأنها لا تأخذ توزعاً مرتبطاً بالجاذبية و بأي وضعية يمكن أن تكون الجثة قد أخذتها بعيد الوفاة، ولا يمكن تفسيرها برضوض بأداة كليلة (عصا، سوط….) لأن هذا النوع من الرضوض يأخذ شكل الأداة عادة و يكون هناك سحجات (جروح سطحية) خاصة عند استعمال السوط..”

اذا كيف يمكن تفسير وجود آثار كدمات ان لم يكن الشاب قد تعرض للضرب؟ يقول الطبيب إنها انحلال الدم والعضلات الذي قد يكون ناجماً إما عن الصعق بالكهرباء أو التعرض للبرد لفترة طويلة و هذا يؤيده بقايا الدم الموجودة في الفم“.

يشار بأن جريدة جسر يوم نقلت يوم أمس تفاصيل خبر وفاة الشاب مهند دياب القاسم “تحت التعذيب” في سجن الشرطة العسكرية في مدينة جرابلس شمال شرق حلب، ضمن مناطق ما يعرف بـ”درع الفرات”، التي تقع تحت سيطرة الفصائل العسكرية المدعومة من تركيا، حيث تم تسليم جثته الى ذوية في 1 شباط الجاري وفقاً لشهادت مقربين من الشاب.

وكان الشاب القاسم اعتقل في 21 كانون الثاني الشهر الفائت، على حاجز “العون” بريف حلب أثناء توجهه من ريف حمص الشمالي، بقصد الالتحاق بعائلته في ريف حلب، هرباً من ملاحقة مخابرات النظام السوري له، كما ذكر احد اقربائه في تصريح صحفي.

ولكن مصدر في الشرطة العسكرية بجرابلس  شكك في رواية أن الشاب مهند كان هارباً من النظام، وزودنا بوثيقة خدمته العسكرية تثبت انه كان يخدم بصفة مساعد في جيش النظام وقد تم تسريحه في 2 -1 -2019، ونفى المصدر ان يكون قد زودنا بالوثيقة كتبرير لمقتل الشاب، او لمحاولة امتصاص ردود الفعل الغاضبة التي اثارها تداول الفيديو الصادم لجثتة.

خاص: جسر
قد يعجبك ايضا