صحفي في الشمال: إن تكلمنا سيعتقلنا المحسوبون على الثورة السورية

مجد السباعي

جسر: تقارير:

يحتفل العالم في الثالث من آيار/مايو من كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة، وهو يوم حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، ويمتاز هذا اليوم بتفاعل الصحفيين السوريين من خلاله، بهدف إظهار معاناتهم وحجم الانتهاكات التي تعرضوا لها خلال مسيرتهم الصحفية طيلة السنوات الماضية.

يقول “أحمد أبو لؤي” لـ”جسر” وهو صحفي يقيم في ريف حلب بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة إن “هذا اليوم يعني له الكثير في ظل الواقع الذي يعيشه، والذي يتمثل بعدم استطاعته التعبير أو التكلم عن الحقيقة ضمن المناطق المحررة، مشيراً إلى أنه بدأ العمل الإعلامي في مدينته حمص، التي كانت تتعرض للقصف والانتهاكات من قبل حكومة النظام.

يقول “كنت أقوم بتغطية القصف، إضافة لرصد الأوضاع الإنسانية خلال الحصار الذي أحكم على المدينة لمدة عامين، كنت أواجه صعوبات في تلك الأثناء بسبب الفقر في المعدات وشبكة الإنترنت، كما تعرضت للاعتقال من قبل قوات النظام السوري في عام 2014 لمدة ثمانية أشهر، حيث تعرضت لأشد أنواع التعذيب في أفرع حمص ودمشق، وهذا اليوم من كل عام يذكرني على الدوام، بما جرى معي خلال السنوات الماضية”.

ويتابع “اليوم أعاني من حرماني من الحرية التي خرجت من أجلها منذ بداية اندلاع الثورة، رغم أني أعيش في مناطق تعتبر محررة، فلا أستطيع التحدث عن حقيقة ما يجري، لأننا اليوم في الشمال السوري كصحفيين واعلاميين، تواجهنا عوائق لا تمكننا، من إبداء رأينا أو التحدث عما يجري من انتهاكات، من قبل الفصائل، فإن تكلمنا سيكون الاعتقال والإهانة والتعذيب بانتظارنا، ليس من قوات النظام السوري بل من الفصائل المحسوبة على الثورة السورية”.

أما الصحفي “عمر حاج أحمد”، المقيم في إدلب فيقول في حديثه لـ “جسر”، إن “اليوم العالمي لحرية الصحافة، مناسبة لتذكير العالم أجمع بالانتهاكات التي تطال الصحفيين والإعلاميين في العالم أجمع وفي سوريا خاصة، والمطالبة بتجريم كل من تعدّى على هؤلاء الصحفيين، ومحاسبة كل الحكومات والجهات التي قوّضت سلطة الصحافة التي كان من الأولى أن تكون السلطة الرابعة”.

ويرى أن أول الصعوبات التي واجهت الإعلامي او المواطن الصحفي منذ بداية الثورة، كانت عبر الملاحقات الأمنية ولهذا كان خطاب بشار الاسد الأول أمام مجلس الشعب، بعد إنطلاق الثورة، يتركز على الإعلاميين الذين يرسلون الفيديوهات لا على المتظاهرين، وهذا يدل على أن الصحفي والإعلامي هو العدو الأول لنظام الاسد، وأما الصعوبات الأخرى فكانت تتمثل بضعف الامكانيات العلمية والخبرة العملية والامكانات اللوجيستية.

ويعتبر أحمد أنه في الوقت الحالي وبعد كثرة السلطات والتوجهات والايديولوجيات، بات الاعلامي والصحفي كبش الفداء لتناحر هذه الجهات، فكثرت الانتهاكات بحق الاعلامي من الجميع وبات مقيداً في كلامه ورأيه وحركته، ومن الصعوبات الحالية عدم توفر بيئة العمل الحقيقية و ملتزمة بمواثيق الشرف الإعلامية والتي تضمن حقوق الإعلامي وتحضّه على تنفيذ واجباته الأخلاقية والمهنية.

صحفيو الداخل يحيون اليوم العالمي لحرية الصحافة بأمل تغيير الواقع الراهن للأفضل وأن تُصان كرامتهم وحقوقهم مستقبلاً، ولكن الاكثر حضوراً في هذا اليوم، بالنسبة لـ “أحمد” هو الزملاء الذين فقدهم خلال السنوات العشر الأخيرة فبعضهم استشهد وآخرون باتوا في عداد المفقودين، و”كل ما نحتاجه الآن هو صون حقوق الإعلاميين في الداخل وحمايتهم من آثار الحرب والظلم، والعمل على إيجاد بيئة عمل صحيحة ابتداءاً من القوانين والتشريعات وانتهاء بالمؤسسات الإعلامية”.

وأصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بمناسبة اليوم العالمي للصحافة، اليوم، تقريراً طالبت فيه بالإفراج عن 422 مواطناً صحفياً في سوريا معظمهم لدى النظام السوري، مهددين بوباء كوفيد-19، مشيرة إلى مقتل 707 من المواطنين الصحفيين منذ آذار/ 2011 حتى اليوم، 78 % منهم على يد قوات النظام السوري.

ويعاني الإعلاميون في سوريا من تضييق خلال ممارستهم لعملهم، في جميع المناطق السورية، إذ قام النظام باعتقال العديد من الصحفيين وقتلهم تحت التعذيب، وبعضهم ما زال مصيره مجهولاً، وكذلك عمدت هيئة تحرير الشام، إلى قتل إعلاميين واعتقالهم، وكذلك عمدت قوات سوريا الديمقراطية إلى اعتقال العديد من الصحفيين ومنعهم من مزاولة عملهم.

قد يعجبك ايضا