كيف تحمي روسيا الطائرات الإسرائيلية في سماء سوريا؟

ضابط منشق وخبير في أنظمة الصواريخ والدفاع الجوي يجيب

منظومة إس-300

جسر: خاص:

بدأت إسرائيل في نيسان /أبريل 2013 أول هجوم جوي بطائراتها على أهداف تقع على الأراضي السورية منذ انطلاق الثورة في آذار/مارس 2011، وكثّفت ضرباتها في العامين الماضيين مستهدفة قوات النظام وحليفَيه “ميليشيا حزب الله” اللبناني وإيران، واعتاد نظام الأسد منذ تسلمه للسلطة في سوريا على تكرار اسطوانته المعروفة والمثيرة للسخرية؛ متوعدا باﻻحتفاظ بحق الرد على الهجمات الجوية الإسرائيلية  “في المكان والزمان المناسبين”، أو أن يُعلن عبر إعلامه أنه وضع مجلس الامن الدولي والامم المتحدة أمام مسؤولياتهم، وأن هناك اتفاق هدنة بين الكيان الصهيوني وسوريا، وبناء عليه هناك قوات حفظ سلام دولية، مهمتها رصد الاعتداء ومنع العدوان وتطبيق القانون الدولي.

منظومة إس-300

أطلق النظام أحيانا صواريخ أرض-جو باتجاه المقاتلات الإسرائيلية، إلا أنها فشلت في تحقيق أهدافها، أو سقط بعضها داخل الأراضي التي تحتلها إسرائيل في الجولان وأماكن أخرى. ولاتزال الهجمات الإسرائيلية ضد قوات النظام والميليشيات الإيرانية وحزب الله في سوريا مستمرة حتى الآن، دون أي مواجهة فعلية لها، ودون أن يستخدم النظام منظومة الدفاع الجوية الاستراتيجية والمتطورة التي زودته بها روسيا، وكان آخرها منظومة S300.

تكتيك تنفيذ الغارات الإسرائيلية والدور الروسي

تمتلك روسيا زمام السيطرة التامة على سلاح الصواريخ الاستراتيجية بشكل خاص، من حيث “الموافقة على الاستخدام وتدريب الطواقم الخاصة به وتطويره”، وعلى كافة صنوف القوات الأخرى التابعة للنظام بشكل عام، وعلاوة على ذلك كشف ضابط منشق وخبير في أنظمة الصواريخ والدفاع الجوي لصحيفة جسر، أنه بعد إسقاط النظام للطائرة الروسية من طراز “إيل 20” فوق البحر الأبيض المتوسط في أيلول/سبتمبر من العام 2018، أنشأ الروس بأمر من بوتين مركز قيادة وسيطرة لمنظومات الدفاع الجوي (S200 – S300 – S400) يطلق عليه اسم “بلايدون” ويتخذ من الفوج 149 في مصياف مقرا له.

وأوضح الخبير في أنظمة الصواريخ والدفاع الجوي، أن سيطرة النظام تقتصر على إدارة كتائب الأسلحة الصاروخية التي تضم عددا من منظومات الدفاع الجوي لا يزيد مداها عن 45 كم مثل (فولكا – باتشورا – بانتسير)، ولا يستخدمها النظام ضد الطائرات اﻹسرائيلية للأسباب التالية:

1- التشويش القوي: حيث تقوم إسرائيل بإعماء الصاروخ عبر التشويش عليه، ما يؤدي إلى اختلال توازنه وسقوطه فور إطلاقه. إضافة إلى تنفيذ الإعماء “التشويش” على المحطة الرادارية من خلال بث أهداف وهمية وكاذبة عن طريق البورد وهو التشويش الذي تحدثه طائرة “F16″، حيث تنشأ إسرائيل موجة حرب الكترونية قبل البدء بأي غارة تنوي تنفيذها على الأراضي السورية.

2- تستخدم إسرائيل في أغلب الغارات طائرة “F35” التي لا تظهر على الرادارات، كما تقوم بالرمي من الأجواء اللبنانية، أي من خارج المدى المجدي لصواريخ الدفاع الجوي التي يحق للنظام استخدامها كما ذكر سابقا.

يشار أن وزير الدفاع الروسي أعلن في أيلول/سبتمبر 2018 عن نية بلاده تسليم النظام منظومة الصواريخ S300 لحماية مصالح روسيا وأمن العسكريين الروس وفق قوله، لكن عدم سماح روسيا لنظام الأسد باستخدام هذه المنظومة تبرهن على اللعبة المزدوجة التي تقوم بها موسكو في سوريا.

قد يعجبك ايضا