كيف تفاعل السوريون مع زلزال اسطنبول وما هي رسالتهم للأتراك؟

أتراك في شوارع اسطنبول بعد الزلازل
جسر:متابعات
تفاعل الكثير من السوريين مع الزلزال الذي ضرب ولاية اسطنبول يوم الخميس والذي ما زالت هزاته الارتدادية مستمرة.
تفاعل طبيعي بالنظر إلى وجود عشرات الآلاف من السوريين ممن يعيشون في المدينة، إلا أن تعاطي السوريين مع الحدث تجاوز التعليق على الهزات الأرضية والتمنيات بالسلامة إلى التعليق على الهلع الذي أصاب سكان اسطنبول وجعل الكثير منهم يفضل المبيت في الشوارع والحدائق، الليلة الماضية خشية من الهزات الارتدادية.
أتراك في شوارع اسطنبول بعد الزلازل
الصحفي أسامة حميد كتب في صفحته على الفيسبوك: نعم شاهدت مئات العائلات التركية تفترش الأرصفة و الأزقة و الحدائق..كان الهلع سيد الوجوه الشاردة و المرتجفة وكان الخوف سيد التفاصيل في كل حركة وفي كل كلمة.
كانوا كالفراش المبثوث ومنهم من تناول طعامه ومنهم من كان يطعم أطفاله و منهم لا تعلم بماذا يفكر..
لحظات الزلزال المرعبة في اسطنبول أجبرت الأتراك  للنزوح عن بيوتهم و ترك كل شيء خلفهم للبحث عن الأمن والأمان…
وأضاف مخاطباً الأتراك: باستطاعتكم الآن تصور وتخيل ما حدث مع السوريين كي تدركوا لماذا تركوا بيوتهم وجاؤوا إلى هنا و افترشوا المنافي وافترشتهم..
الفرحة تفترشنا و نشوة السعادة تغمرنا لإنه لم يصب أحد منكم أو منا بأذى..جميعنا بلا استثناء نبحث عن أرض للأمان  .. هذه هي  حكايتنا ببساطة شديدة و بدون تعقيدات.
بدوره كتب ابراهيم مقرش: هذه الهزة متوسطة القوة التي شعرنا بها نحن وسكان إسطنبول، فأخافتهم و أخرجت الناس للشوارع، هي مثل أقل هزة شعر بها أهلنا في سورية عندما تم رمي صواريخ ارتجاجية و فراغية عليهم، أو عند قصفهم ببراميل الموت منذ تسع سنوات حتى يومنا هذا.
من جانبه اعتبر مهند محلي أن ما حدث مناسبة كي يعيد المواطن التركي المتحامل على المقيم أو اللاجئ السوري النظر بموقفه فكتب يقول: إلى الإنسان التركي الذي خرج هلِعاً خائفاً من بيته اليوم عندما حدثت الهزة الأرضية، التي لم ترتقي لمستوى الزلزال بلطفٍ من الله ورأفةً بالمظلومين القاطنين في هذه المدينة:
حدثني عن شعورك..عن خوفك وجزعك..بماذا فكّرت ؟!
أخفت على أولادك، على نفسك وزوجك، على بيتك وسيارتك ؟!
مالكَ تفزع وتهرب لم يحدث شيء بَعدْ، صدّقني لم يحدث شيء يُذكر، اسألني أنا، أنا السوري الذي حرقوا الأرض من تحتي،وأمطروا السماء نارا، دمّروا كل شيءٍ، البشر والحجارة
ماتَ منّا من ماتَ، ونجا المقهورُ والمغلوب منّا حتى أتاكَ..!
أندمت على ظلمكَ وتنمُّرك عليه بسبب ارتفاع صوته حينما كان يتسامر مع ضيوفه الناجين للتو من جحيم الحرب ؟!
أندمت على ابتزازك له وتهديدك الدائم بطرده من المنزل ؟!
أندمت على استغلالك له اقتصادياً حينما أجّرته منزلك الصغير المتهالك بضعفي المتعارف عليه من الإيجار للتركي ؟!
أحد أحياء اسطنبول بعد الزلزال
كما كان للسخرية حضوراً واضحاً في تعليقات السوريين على الحدث، فكتب الناشط والمصور كرم المصري: أكد بعض علماء الجيولوجيا في تركيا بأن تزايد وزن الأخوة السوريين أدى إلى حدوث ضغط شديد على طبقات القشرة الأرضية في اسطنبول مما تسبب بتحرك بعض الصفائح الصخرية في الطبقات العميقة تحت سطح الارض وحصول ما يسمى بالزلزال.
استغلال المعارضة التركية للوجود السوري والزج بهذه القضية في أي حدث وكل مناسبة وجعلها شماعة تعلق عليها المشاكل جعل بهاء الدين نجيب يكتب ومن منطلق السخرية أيضاً:
‏اغلب الظن ان الأسباب الرئيسية للزلزال هو الضغط المتزايد على القشرة الارضية ومن ثم زوال مفاجئ لنسبة من هذا الضغط وهذا بالطبع سببه العدد الزائد من اللاجئين السوريين على أرض اسطنبول، ومن ثم ترحيل عدد كبير منهم بشكل متسارع دون الاخذ بعين الاعتبار ضرورة الترحيل بشكل بطيء.
أما معروف سبسبي، وهو ناشط من حلب فقد نشر صورة والي اسطنبول إمام أكرم أوغلو وكتب تعليقاً معها يقول: يعني للأمانة والتاريخ وجهك خير وبركة عاستنبول .. غلا وفياضانات وهزات أرضية.. سنة كمان وبنقرى سورة الزلزلة
ابراهيم جودت خاطب في بوست له المواطنين الأتراك الذي غادروا منازلهم فقال:
عزيزي التركي يلي اليوم الهزة طلعتك من بيتك عالشارع، ولو مطولة الهزة كمان شوي يمكن كنت قدمت لجوء لاوربا..
هيك كانت حياة السوري تحت القصف، بس الفرق بينو وبينك انو ما طلع من بيتو من اول قذيفة .. طلع من بيتو بعد ما تدمر البيت.
قد يعجبك ايضا