“كيماوي اﻷسد” في المدرسة العليا للدراسات اﻻجتماعية في باريس

جسر: باريس:

ناقشت الباحثة السورية نور خربطلي، طالبة العلوم السياسية في المدرسة العاليا للدراسات اﻻجتماعية في باريس، رسالتها لنيل درجة الماجستير والتي حملت عنوان “الهجمات الكيماوية التي ارتكبها النظام السوري ضد الشعب”.

أثناء المناقشة

تأسست المدرسة العليا للعلوم الاجتماعية EHESS عام 1947 كفرع من المدرسة التطبيقية للدراسات العليا EPHE، وتعد من أكبر مدارس فرنسا في هذا المجال، وسبق للتايمز أن صنفتها كأفضل جامعة في فرنسا. تتميز المدرسة بقلة عدد طلابها وكثرة عدد باحثيها لأنها تعتمد على الانتقاء في قبولها للطلاب. أما اﻷستاذ المشرف والذي أدار عملية البحث فهو اﻷستاذ حميد بوزأرسلان، الباحث في التاريخ والعلوم السياسية، والمختص بمنطقة الشرق الأوسط وتركيا والمسألة الكردية.

“جسر” التقت نور خربطلي بعد المناقشة، ولدى سؤالها عن ظروف البحث وعلاقتها مع اﻷستاذ المشرف أجابت: “وافق الدكتور حميد بوزأرسلان على إدارة بحثي، ودعمني كثيراً طوال فترة دراستي في المدرسة”. وعن سبب اختيارها الموضوع قالت: “في البداية أردت دراسة خمسة أحداث من أهم أحداث الثورة السورية، وفيما بعد عندما بدأت بالكتابة؛ وجدت أن حدث هجمات الكيماوي من أهم الاحداث التي يجب تسليط الضوء عليها.” وأضافت: “هذا الموضوع لم يبحث بعد أكاديمياً، فقررت أن أدرس الهجمات الكيماوية لتكون موضوعاً لبحثي الرئيسي مدّة عامين متتاليين”.

نور خربطلي أثناء تقديم بحثها

وعن أمنياتها في ختام العامين الدراسين اللذين استغرقتهما دراستها، قالت نور لـ “جسر”: “في نهايتهما أتمنى أن تكون رسالتي أوصلت فكرة كافية عن الهجمات الكيماوية التي قام بها النظام المجرم، على مدى سنوات الثورة السورية، واستفاد منها سياسياً وعسكرياً كي يبقى مسيطراً على الحكم في سوريا، ويعاود السيطرة على عدد أكبر من المناطق التي فقد سيطرته عليها”.

وإضافة لامتنانها لكل من ساندها في مشوارها، وعلى رأسهم اﻷستاذ حميد بوزأرسلان، قالت نور لـ “جسر”: “وجهت شكري الأول للشعب السوري الذي ضحى بكل ما يملك للحصول على حريته وكرامته، لن تعوض هذه الرسالة آلام الشعب السوري المهجّر والثائر والشهيد والمعتقل؛ لكنها ستعيد حقاً بسيطاً له” وأردفت: “لا نستطيع انتزاع حقنا بالعدالة إن لم تصدح حناجرنا وأقلامنا بطلب هذا الحق”.

ناقشت رسالة نور خربطلي جملة من اﻹشكاليات البحثية المتعلقة باستخدام اﻷسلحة الكيماوية من قبل اﻷنظمة ضد شعوبها المنتفضة، من خلال المثال السوري، ومن اﻷسئلة والفرضيات التي حاولت نور اﻹجابة عليها في بحثها: هل من الممكن أن يضمن استخدام الأسلحة الكيماوية نجاة الأنظمة التي في طريقها للسقوط وخاصة في ظل النظام العالمي الحالي؟ هل استخدام الأسلحة المصرح بها دولياً قانوني ولا يتجاوز أي خطوط حمراء؟ إذا تمكنت أنظمة المنطقة من تأمين المواد اللازمة للتصنيع والظروف الملائمة لذلك، ووقعت في ذات الظروف التي وقع بها النظام السوري هل ستلجأ لاستخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعوبها؟

وتسعى نور خربطلي لتتمة مشوارها الدراسي باتجاه الدكتوراه، والتي ستواصل فيها البحث في الموضوع نفسه.

قد يعجبك ايضا