ماذا جرى في مصر وكيف رد السيسي؟

شهدت مصر أمس الجمعة يوماً غير عادي، فخرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع، مطالبين برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مشهد أعاد المشاهد إلى يوم الـ٢٥ من يناير/ كانون الثاني ٢٠١١.

وحمل المتظاهرون لافتات منددة بالسيسي مطلالبين برحيله هاتفين “قول ما تخافشي، السيسي لازم يمشي”، “ارحل يا بلحة”.

ومن أبرز الأماكن التي شهدت مظاهرات محيط ميدان التحرير، وميدان عبد المنعم رياض المتاخم له، وبحسب سكان ومقاطع فيديو بثت على الانترنت شهدت مدن الإسكندرية، السويس، دمياط، والمحلة الكبرى مظاهرات محدودة، أسقط خلالها محتجون صوراً للسيسي.

ووصف مراقبون هذه المظاهرات أنها “كسرت حاجز الخوف لدى المصريين”، بعدأن جاء حكم السيسي ليعيد إلى أذهان الشعب صورة الدكتاتور المتسلط الذي أسقطوه حسني مبارك.

وحاول المتظاهرون الوصول إلى ميدان التحرير الذي يحمل رمزية كبيرة بالنسبة لهم، إلا أن قوات الأمن أطلقت قنابل الدخان لتفريق المتظاهرين، و ألقي القبض على عدد منهم.

ودعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” المعنية بحقوق الإنسان السلطات المصرية السبت، إلى حماية حق التظاهر السلمي، وفاءً بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، والإفراج الفوري عمن “اعتقلوا لمجرد ممارسة حقوقهم”.

وذكر المركز المصري للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، الذي يديره المحامي الحقوقي خالد علي، في بيانه أسماء الأشخاص المعتقلين، وأماكن إلقاء القبض عليهم تفصيلياً.

وجاءت تلك المظاهرات بعد دعوة الممثل والمقاول المصري المقيم في إسبانيا، محمد علي، المصريين إلى النزول أمام بيوتهم، عقب انتهاء مباراة لكرة القدم بين فريقي الأهلي والزمالك، وتوثيق ذلك بالصور والفيديوهات للتعبير عن رفضهم لحكم السيسي.

وكان قد بث رجل الأعمال محمد علي، سلسلة فيديوهات، منذ بداية أيلول الجاري، عما وصفه بـ”فساد قادة بارزين في الجيش، وإهدار مليارات الجنيهات في مشروعات لا طائل منها، وبناء قصور رئاسية فارهة للسيسي وأسرته”.

إلا أن السيسي نفى، خلال مؤتمر للشباب عقده قبل أيام، مزاعم محمد علي ووصفها بأنها “كذب وافتراء”، لكنه أقر في الوقت ذاته ببناء قصور رئاسية واستمراره في ذلك، ما أثار حفيظة كثير من المصريين.

ولم يصدر بيان من النيابة العامة المصرية أو وزارة الداخلية بشأن أحداث الجمعة، كما لم تعلق أي جهة على أنباء اعتقال بعض المتظاهرين أو أعدادهم، غير أن مواقع إخبارية محلية نقلت عن مصادر أمنية أن عدد من اعتقلوا في محيط ميدان التحرير يقدر بالعشرات.

وتعد هذه المظاهرات هي الأولى من نوعها، للمطالبة برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي حاول المشاركون فيها الوصول إلى ميدان التحرير.

 

قد يعجبك ايضا