ما الذي يلاحق السوريين ليقتلهم في ألمانيا بالأزمات القلبية؟ (صور+تسجيلات صوتية)

جسر: تقارير

توالت حوادث وفاة شبان سوريين في أوروبا عامة وألمانيا خاصة خلال شهر، واستطاعت “جسر” بمتابعة صفحات مواقع التواصل الاجتماعي توثيق ١١ شاباً، وافتهم المنية جراء “أزمات قلبية مفاجئة” وجلهم في ألمانيا، الأمر الذي فتح باب التساؤلات لماذا يموت كل هذا العدد في هذا العمر؟ وفي هذه المرحلة؟.

منذ الثاني والعشرين من شهر كانون الأول وحتى الثاني والعشرين من شهر كانون الثاني، توفي ١١ شاباً سوريا معظمهم في ألمانيا، وبأزمات قلبية، وفق صفحة “توثيق وفيات ألمانيا وأوروبا”، والتي تعرف عن نفسها كمنظمة غير حكومية، وهم:

الشاب السوري خالد محمد داوود، المنحدر من عفرين في حلب والبالغ من العمر ٤٧ عاماً، توفي في ألمانيا.

خالد محمد داود

وتوفي أيضاً الشاب خليل احمد حمود إثر أزمة قلبية مفاجئة، في ألمانيا.

خليل أحمد حمود

كما توفي، الناشط حسام حسون إثر أزمة قلبية في ألمانيا.

حسام حسون

وتوفي الشاب فادي الشهاب في اليونان جراء ازمة قلبية حادة.

فادي الشهاب

وعثر منذ أيام، على جثة الشاب أحمد حبال بعد فقدان الاتصال معه، متوفياً وحيداً في منزله بألمانيا، وهو معيل لأهله في مدينة حمص.

أحمد حبال

وتوفي الشاب محمد طلال عموري، ابن مخيم اليرموك، في ألمانيا دون ذكر أسباب الوفاة.

محمد طلال عموري

وتوفي المهندس وائل سعيد فضيل في برلين إثر نوبة قلبية حادة، وهو من الغوطة الشرقية، مدينة كفربطنا.

وائل سعيد فضيل

وتوفي الشاب مازن خديجة بتاريخ 04.01.2020 في ألمانيا.

مازن خديجة
كما توفي الشاب طه بلهوان، أبو صلاح، الذي عثر عليه، متوفياً إثر أزمة قلبية، في ألمانيا.
طه بلهوان
وفي الثالث من الشهر الجاري توفي الشاب عامر لطوف، في هامبورغ إثر سكتة قلبية.

 

عامر لطوف

وفي شهر كانون الأول الماضي توفي الشاب محمود حمدان الشاهر إثر أزمة قلبية في برلين.

محمود حمدان الشاهر

ونشرت صفحة  “وفيات أوروبا” على “فيس بوك” استطلاعاً للرأي، حصد خلال ١٥ ساعة ٩٧١ صوتاً، حول أسباب الوفاة في أوروبا، فجاءت الإجابات على الشكل التالي، إن ٧٣٪ من المشاركين يعتقدون أن سبب الأزمات القلبية هو الغربة والاكتئاب، أما ٧٢ ٪ منهم يجدون السبب في تعاطي الكحول والمواد المخدرة.

وفي ظل غياب منظمات سورية تسهم في دعم الشباب السوري في أوروبا، اندفع يوتيوبر سوري يدعى ابراهيم مدهون (٣٣ عاماً، متزوج، ومقيم في ألمانيا منذ أربع سنوات) لمساعدة أشقائه من السوريين بأي طريقة تتاح له، فنشر مقطعاً على قناته، داعياً السوريين إلى الانضمام لغروب “واتس اب” علهم يتناقشون فيما بينهم، ويطرحون مشاكلهم، ليجدوا حلولاً، أو ربما يكون ذلك مجرد متنفس للحديث فقط، ليزيحوا ثقلاً يجثم على صدورهم.

وابراهيم ناشط وصحفي، وبنفس الوقت يعمل في مجال البناء وتوصيل الطلبات في ألمانيا، فالظروف لا تسنح دائماً للمرء أن يزاول ما طمح إليه، بشكل كامل.

خلال يومين استطاع ابراهيم تشكيل مجموعة “واتس اب”، تضم حتى الآن ١٧٥ سورياً، من ألمانيا خاصة وأوروبا عامة، جميعهم بدؤوا بالتواصل معه وهم يشكون الوحدة والغربة.

يقول ابراهيم “شبان بعمر الثلاثين يكلموني حتى أن بعضهم يبكي، لشعوره بالوحدة والضيق، والشوق لأهلهم، خاصة أن اللاجئ لا يحق له العودة، مشاكل كثيرة يعانيها السوريون، لا يمكن حصرها، ولكنها تلخص بالوحدة والاغتراب…..لو اني استطيع أن افتح منزلي لاحتوي كل هؤلاء إنهم متعبون، الوحدة والغربة قتلتهم، العمل وحده لا يكفي، هم بحاجة لمنظمات تجمعهم علهم يتوازنون من جديد”.

“صرخة ألم” نقلها الشاب السوري ابراهيم، وآثرت “جسر” أن تنشرها بصوته، وليس بشكل مكتوب، إذ أنه نقل بشكل معبر صرخة أولئك الشبان الذين يموتون وهم بعمر الورود، ولكن هذه المرة ليس ببراميل بشار وبوتين، بل بالضغط النفسي والوحدة والاكتئاب وكأن القدر حكم عليهم بالموت أينما حلوا.

 

قد يعجبك ايضا