مخيم الركبان: ثلاث دول تجتمع لتفكيكه وسكانه يرفضون العودة إلى “حضن القمع”

انتهى الجانب الأردني مؤخراً من ترميم جدار الأسلاك الشائكة الفاصل بين مخيم الركبان والأراضي الأردنية، والذي تعرض قسم كبير منه للتلف خلال الأشهر الماضية نتيجة العواصف والظروف الجوية.

ترميم جدار الأسلاك الشائكة شمل جميع الخط الحدودي الملاصق للمخيم، إضافة لنقطة توزيع المياه الخاصة بقاطني المخيم والتي توجد ضمن الأراضي الأردنية. الحكومة الأردنية بررت زرع الأسلاك الشائكة بمحاذاة المخيم، بهدف منع تسلل اللاجئين إلى داخل الأراضي الأردنية.

إجراءات الأردن في تشديد الرقابة على الشريط الحدودي مع الأراضي السورية بالقرب من المخيم، تترافق مع مساعي أردنية لعقد محادثات مع الجانبين الروسي والأمريكي، لبحث مستقبل مناطق سيطرة الأخير في الجنوب السوري وتفكيك مخيم الركبان.

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قال في حديث له قبل أيام، موقفنا هو أن حل هذه القضية يكمن في عودة قاطني الركبان إلى المناطق التي جاؤوا منها في وطنهم، ونعتقد أن حوارا أردنيا أمريكياً روسياً ضروري لتحقيق هذه الأهداف“.

النية الأردنية في تفكيك المخيم، دفعت هيئة العلاقات العامة والسياسية الممثلة لأهالي المخيم لعقد اجتماع في التاسع من شهر كانون الثاني الجاري، قررت فيه رفض تفكيك المخيم والعودة إلى مناطق سيطرة النظام، وطالبت الهيئة بنقل قاطني المخيم إلى الشمال السوري تحت إشراف وحماية التحالف الدولي.

عماد غالي ناشط ميداني من داخل مخيم الركبان قال لجسرأن معظم قاطني المخيم يرفضون العودة إلى مناطق سيطرة النظام بسبب تخوفهم من عمليات انتقامية بحقهم، إضافة لكون مدنهم أصبحت مرتع للمليشيات الطائفية“.

وأضاف غالي معظم أهالي المخيم لديهم أبناء وأقرباء ممن شارك في أحداث الثورة و العودة إلى النظام تعني الموت المحتم لهم، لذلك الحل الأفضل هو فتح الطريق لهم إلى الشمال السوري“.

ويعاني قاطني المخيم من نقص كبير في المواد الغذائية، نتيجة الحصار الذي تفرضه قوات النظام على المخيم وقطعها لطريق دمشق بغداد، الذي يعتبر شريان الحياة في تلك المناطق منذ أكتوبر عام ٢٠١٨. كما يغيب عمل المنظمات الإنسانية في المخيم وخاصة برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة، والذي كانت آخر شحنات المساعدات التي أدخلها للمحاصرين قبل أكثر من خمس أشهر وكانت غير كافية للعائلات المستفيدة منها.

قسم كبير من أهالي المخيم يعتمد في تدبر أمورهم المعيشية على الحوالات المالية التي ترسل لهم من أقاربهم المقيمين في خارج سوريا، خاصة وأن المخيم والمناطق المتواجدة حوله تشهد انعدام شبه كامل لفرص العمل. قلة مواد التدفئة تعتبر أحد أهم منغصات الأهالي في المخيم خلال فصل الشتاء، والتي تصل عبر المهربين ما يتسبب بارتفاع أسعارها حيث يبلغ سعر لتر المازوت ٧٠٠ ليرة وكيلو الحطب ١٠٠ ليرة.

ارتفاع الأسعار يحرم الكثير من العائلات فرصة الحصول على مواد التدفئة في ظل المنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة منذ أيام، والذي تسبب خلال الأسبوع الماضي بوفاة طفلتين داخل المخيم نتيجة البرد. مخيم الركبان يعتبر من أكبر مخيمات النازحين في سوريا، يوجد بالقرب من المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي، ويبلغ تعداد قاطنيه ٨٠ ألف نسمة معظمهم من أهالي ريف حمص الشرقي.

قد يعجبك ايضا