مصادر استخباراتية: أنفاق لتهريب الصواريخ وتخزينها في البوكمال.. شبكة لربط إيران عبر العراق بسوريا ولبنان

لم تفلح الضربات المتكررة للموقع في إيقاف الأعمال اﻻنشائية المحمومة وربما ساهمت في تسارعها

جسر: متابعات:

تشكل قاعدة “مجمع اﻹمام علي” اﻹيرانية في البوكمال على الحدود السورية-العراقية شرق البلاد، جزءا أساسيا من البنية التحتية الإيرانية التي تربط إيران عبر العراق بسوريا ولبنان، وبحسب صور فضائية جديدة، وتقرير أعدته قناة “فوكس نيوز” اﻷمريكية، بدأت إيران في حفر الأنفاق في “مجمع الإمام علي” في سوريا لاستخدامها في تخزين الأسلحة ونقلها.

صورة تظهر نهايتا النفق وامتدادا محتملا له (يسار)، والمظلة التي تخفي مدخله (يمين أسفل الصورة) إضافة إلى موقع مدمر في غارة 9 أيلول2019

وبحسب التقارير والصور، يقدر طول الأنفاق بحوالي 130 مترا وعرضها بما يكفي لقيادة السيارة، حيث لاحظت “Image Sat International-ISI”، التي قدمت صور الأقمار الصناعية مرفقة بتقرير مكتوب، فقد تم حفر نفق واحد على الأقل، في ظل تسارع للأعمال اﻹنشائية بعد بضعة أسابيع من الهجوم على القاعدة لأول مرة في 9 أيلول/سبتمبر الماضي، الذي حاولت بعده مجموعة من الحرس الثوري الإيراني إطلاق صواريخ على إسرائيل من محيط العاصمة دمشق.

لم تفلح الضربات المتكررة للموقع في إيقاف الأعمال اﻻنشائية المحمومة وربما ساهمت في تسارعها

وتعتقد الحكومة الأمريكية أن إيران تقف وراء سلسلة من الهجمات الصاروخية المتطورة، والتي تزايدت مؤخرا، على منشآت عسكرية أمريكية-عراقية مشتركة في العراق.

وبحسب ما نشرت CNN أول أمس وترجمته “جسر”، يعتقد الجيش الأمريكي، بشكل جازم، أن الجماعات المدعومة من إيران داخل العراق هي المسؤولة. وبحسب مسؤول أمريكي لديه اطلاع مباشر على الأحداث الأخيرة، فقد شُنت تسع هجمات صاروخية على أو بالقرب من منشآت عراقية تستضيف قوات أمريكية في الأسابيع الخمسة الماضية، كان آخرها يوم الاثنين.

من اليمين إلى اليسار، موقع المعبر القديم، موقع المعبر الجديد والنفق الذي يصله بالمجمع

وتقوم إيران ببناء قاعدة “مجمع الإمام علي” بالقرب من المعبر الحدودي الجديد في البوكمال. والذي أعيد افتتاحه نهاية أيلول/سبتمبر الماضي، بعد سنوات عديدة تم فيها إغلاقه بسبب الحرب على “داعش”، وبافتتاح منشأة المعبر الجديد باتت القاعدة الإيرانية، التي تموضعت سابقا في الصحراء فوق بعض الكثبان الرملية القريبة من المعبر، مرتبطة به تماما.

وبحسب التقارير والصور، تم استخدام سقيفة لإخفاء مدخل النفق، فيما ظهرت أكوام كبيرة من الركام على الطرف الآخر منه، ووفقا لتقارير “Fox News”، تقول مصادر المخابرات الغربية إنه سيتم تخزين الصواريخ والأسلحة في النفق.

الانشاءات اﻷخيرة تأتي لخدمة “الجسر البري” اﻹيراني إلى المتوسط

وفي تقرير لها، اعتبرت صحيفة “جيورزاليم بوست” النفق “أحدث إضافة إلى شبكة البنية التحتية الإيرانية على الحدود السورية”، ورأت أنه سيساهم في ترسيخ وجود إيران في سوريا، وتطوير جسرها البري أو طريقها إلى المتوسط، والذي يمر عبر المناطق التي تحتلها ميليشياتها في وادي الفرات، ومنها إلى نقاط خط التابلاين؛ T-2 ،T-3 ،T-4، عبر البادية مرورا بحمص إلى دمشق.

اقرأ أيضا.. مسؤولون أمريكيون: إيران تقف وراء هجمات صاروخية متطورة على قواعدنا في العراق

ومن المعروف أن النقطة الرابعة هي قاعدة T-4 أو التيياس الجوية، والتي سبق وأن تعرضت لعدة غارات، حيث حاولت إيران نشر منظومة خودراد-3 للدفاع الجوي فيها نيسان/أبريل 2018. وسبق لإيران أن استقدمت طائرات مسيرة وغيرها من الأسلحة إلى T-4 باستخدام طائرات نقل مدنية.

وزعمت تقارير إعلامية روسية، أن مقاتلات من طراز سو-35 اعترضت في 6 كانون اﻷول/ديسمبر الجاري، غارة جوية إسرائيلية على T-4، وسبق أن اتهمت إسرائيل بتنفيذ غارات جوية أخرى في نفس المكان، وفي فبراير 2018، أطلقت إيران طائرة مسيرة من قاعدة T-4، دخلت المجال الجوي الإسرائيلي وأسقطتها مروحية.

ورأت الصحيفة، أن “مجمع الإمام علي” الجديد، يشكل استثمارا جادا ﻹيران، ويُظهر خططها لربط سوريا والعراق، إضافة إلى أ،ظمة التوجيه الدقيق، الذي قد يتم تهريبها إلى حزب الله، وهو مصدر قلق رئيسي بالنسبة ﻹسرائيل، التي حذرت من أن حزب الله يحاول تزويد 150،000 صاروخ بأنظمة التوجيه الدقيق في آب/أغسطس الماضي.

اقرأ أيضا.. فوكس نيوز: إيران تعيد بناء “مجمع اﻹمام علي” ومعبر “البوكمال-القائم” (صور)

سبق لـ”Image Sat International-ISI” أن قدمت العديد من التقارير والصور لموقع البوكمال، بعضها يعود إلى جزيران/يونيو 2018، وكتبت تقريراً عن “الجسر البري” الإيراني في تموز/يوليو من العام نفسه، وتقوم بتحديث التقرير والصور باستمرار منذ ذلك الحين. وتبين صدق ما ذهبت إليه في التقارير والصور بعد غارة جوية على المجمع في أيلول/سبتمبر الماضي، حيث تم الكشف عن عدة مبان فيه/ يبدو أنها مخازن من نوع ما.

وختمت الصحيفة، بأن إيران تسعى اﻵن إلى الانطلاق، مستفيدة من خبرتها في بناء الأنفاق والمستودعات، وسبق لحزب الله بناء أنفاق في الجنوب اللبناني على تخوم الجليل، وقد تم الكشف عن بعضها في كانون اﻷول/ديسمبر من العام الماضي، خلال عملية “درع الشمال”، التي سعت إلى تحديد مواقع أنفاق حزب الله وتدميرها، وفي مايو 2018، كشفت المخابرات الباكستانية أن إيران قامت ببناء أنفاق في منشأة “فوردو” النووية، وجاء في تقريرها “تظهر صورة منشأة فوردو وجودا كبيرا للحافلات والمركبات الخاصة، بالإضافة إلى بوابة مفتوحة تؤدي إلى أنفاق تحت الأرض”.

اقرأ أيضا.. البوكمال: أمريكا تنهي سياسة عدم الرد على هجمات إيران.. واﻷخيرة تنشر منظومة بافار-373 في T4

قد يعجبك ايضا