“مناهضة التدخل” ليست كافية للسياسة الخارجية اليسارية

تظهر أفغانستان أن اليسار الأمريكي في خطر فقدان الحجة الأخلاقية.

جسر: صحافة:

 

قالت صحيفة “فورين بوليسي” الأمريكية، إن السرعة التي انسحبت بها الولايات المتحدة من أفغانستان تعكس فشل سياسة واشنطن تجاه أفغانستان عبر عدة عقود وإدارات – جمهورية وديمقراطية.

 

وأوضح مقال نشرته الصحيفة، أن الأمر يكشف “قصر النظر المشوش الذي ابتليت به السياسة الخارجية لليسار”.

 

وأضافت الصحيفة، أن اليسار الأمريكي السائد هو من مدرستين فكريتين عندما يتعلق الأمر بدور الدولة في العالم، حيث يرحب جيل من الليبراليين الدوليين الوسطيين بالمسؤولية والقوة المرتبطة بالقوة العالمية للولايات المتحدة.

 

وينادي هؤلاء الليبراليون بالاعتماد المتبادل والتدخل على أسس إنسانية، كما أنهم يدافعون عن قوة الرأسمالية لتحقيق السلام والازدهار العالميين.

 

واعتبر كاتب المقال أن هؤلاء الليبراليون تواجههم مجموعة جديدة من اليساريين المتحمسين لإنهاء حروب أمريكا الخارجية التي لا نهاية لها والإنفاق العسكري الباهظ، والواقع المرير لحرب الطائرات بدون طيار.

 

وحسب المقال، فإن المدرستين لم تواجها بشكل كافٍ معضلات السياسة التي أبرزها فشل الولايات المتحدة في أفغانستان.

 

ولفتت الصحيفة الأمريكية، إلى أن اللوم بموضوع أفغانستان لا يقع بشكل رئيسي على اليسار، وذلك لأن العديد منهم عارضوا الحرب، التي بدأها الرئيس جورج دبليو بوش في عام 2001.

 

وابتليت الحرب – وفق المقال-  بالفساد وعدم الكفاءة والتقصير في أداء الواجب على الرغم من أن الرأي العام الأمريكي أقل اهتماماً باللوم وأكثر اهتماماً بالدروس المستفادة.

 

وبين المقال، أن التدخل العسكري ليس السياسة الخارجية الأمريكية الوحيدة التي يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة، مضيفاً أن اليسار المناهض للتدخل هو رد فعل مهم على غطرسة الأممية الليبرالية.

 

وتُعد التدخلات العسكرية الأمريكية بمثابة مانع صواعق للنقاشات بين اليسار المناهض للتدخل والأمميين الليبراليين، لاسيما أن اليسار المناهض للتدخل يجادل بأن دعم الأممية الليبراليين المضلل للتدخلات هو في أحسن الأحوال إشكالي وفي أسوأ الأحوال إمبريالي.

 

ويجادل الدوليون الليبراليون أيضاً بأن الجانب الآخر يفشل في كثير من الأحيان في التعامل مع المآزق الأخلاقية المتأصلة في مناهضته للتدخل.

 

ووفق المقال، فإن كلا الجانبين لايتقنان فهم تعقيد والغرض من التدخل العسكري، تم تصميم التدخل العسكري، مثل الخيارات السياسية الأخرى، لمكافحة التهديدات – بما في ذلك تهديد الفاشية، كما حدث في الحرب العالمية الثانية، والإبادة الجماعية، كالبلقان في التسعينيات.

 

وفي حالة الحرب العالمية الثانية، خضعت الولايات المتحدة لحملة عسكرية ضخمة في أوروبا وحول العالم لوقف انتشار الفاشية وصعود أدولف هتلر وإمبراطورية اليابان.

 

أما في البلقان، فقد أوقف تحالف مستهدف تقوده القوة الجوية إبادة جماعية في مساراتها، مايدل على أنه لا توجد سياسة خارجية بدون عواقب غير مقصودة، إلا أنه في هذه الحالات، كان التدخل العسكري جيدًا في معالجة مخاطر معينة.

 

وعلى الرغم من ذلك اعتبرت “فورين بوليسي”، أن هذا التدخل لا يمكن أن يكون القرار الصحيح في السياسة الخارجية في كل مرة، كما أن الإصرار على الفعالية العامة للتدخل يعني تعزيز فن الحكم غير المسؤول وتجاهل الإخفاقات الأخيرة في أفغانستان والعراق وليبيا.

 

وختم كاتب المقال بالتأكيد على أن الأممية الليبرالية تتميز بالثقة المفرطة في القوة الأمريكية والقبول الحميد لأسسها الاستغلالية، ورغم ذلك ينتقد العديد من اليساريين هذه التدخلات الكارثية الأخيرة دون اقتراح بديل مقنع.

المقال الأصلي: https://foreignpolicy.com/2021/08/28/anti-interventionism-left-foreign-policy-afghanistan/?tpcc=recirc_latest062921

 

قد يعجبك ايضا