هل هزم “فريق بشار الأسد” فريق “الخفافيش”؟

جسر:

كتب محمد حسان

لدى سؤاله عن فريق كرة القدم الذي يشجعه في مقابلة مع صحيفة ميل ان صنداي أجاب بشار الأسد “الجيش السوري الذي يحارب الارهابيين”، أما الفريق الأقرب إلى قلبي فهو “الخفافيش”.

في عام ٢٠٠٩ بادر بديع، وهو من قريتي “الخريطة”  الواقعة غرب دير الزور، إلى  تشكيل فريق لكرة القدم، يتكفل هو بأعبائه المادية، كنت أنا أحد أعضائه، ويجمع عدداً من الفتية، هم خيرة لاعبي القرية، أسميناه “الخفافيش”، تيمناً بفريق فلنسيا الاسباني.

 

بديع، محمد، بهاء، خليل، أحمد، عبدالحميد، إبراهيم، السيد، خليل، عمار، شعبان، ابو شهاب، الحجي، حسين، علاوي، وآخرون كانوا فريقنا، الذي خاض الكثير  من المباريات في دورات محلية كانت تقام في محافظة ديرالزور، فاز حينا وخسر حيناً، إلا أنه كان يطمح أن يصبح الفريق الأول على مستوى المنطقة، وذلك حتى عام ٢٠١١ حين جاء فريق الدكتاتور المفضل وبدأ مع الخفافيش رحلة القتل والتهجير, فلم يبق في قريتي من هذا الفريق سوى سيارة “البيك آب” التي كانت تقله، حيث يتجول عليها عناصر ميلشيا النظام المسماة بالدفاع الوطني، بعد أن ركبوا عليها رشاشاً مضاداً للطائرات، وكانوا قد صادروها منذ سنوات، واعتقلوا صاحبها حمود.

كان بديع، مؤسس الفريق، رفيقي أيضاً في سجون النظام السوري عقب عام ٢٠١١، خرجنا من السجن على أمل مواصلة الحلم، لكنه قتل في مشاجرة مع أبناء عمومته.

أما بهاء قائد الفريق، وأسرع لاعب كرة قدم رأيته، كان من ناحية صخرة الدفاع، ومن ناحية أخرى رأس حربة الهجوم، وفيما بينهما يكون دينمو خط الوسط. وقد قتل أثناء التصدي لتنظيم داعش في قرية الكسرة عام ٢٠١٤.

أما حجي، لاعب الوسط، فكان يتمتع بقوة جسدية تتيح له استخلاص الكرة من الفريق الخصم بمنتهى السهولة، وقد قتل قتل على يد النظام في مدينة ديرالزور في ٢٠١٢. أما أحمد، المعروف بـ”خيط المعرونة” لليونة جسده الفائقة عند الحركة، فكان رأس الحربة، بما يمتلكه من حس تهديفي عالي، وهو معتقل  في سجون قوات سوريا الديمقراطية منذ أكثر من ثلاثة أشهر. أما عبدالحميد، فرغم تغيبه المتكرر عن الفريق بسبب الدراسة، إلا أنه كان لاعب مركز الدائرة الذي لا يعوض، وقد أعدم ميدانياً بعد اقتحام الجيش قريتنا عام ٢٠١٢ مع أربعة شباب آخرين.

أما حمود رئيس رابطة مشجعي الفريق فلا نعلم عنه أي شيء منذ اعتقاله قبل أربعة سنوات من قبل قوات النظام، ولا ندري هل  مازال حياً أو قضى تحت التعذيب.

أما  إبراهيم وشعبان و خليل وأنا وآخرون، فقد غادرنا سوريا، منا من يقيم في تركيا و منا من لجأ إلى أوربا أو لبنان، وقد يكون حالهم كحالي، أتابع الآن مباراة المنتخب الفلسطيني و “المنتخب السوري”، و أبحث في هذا الفريق عن بديع وأحمد وحجي وبهاء والآخرين، فلا أرى سوى فريق الدكتاتور ، الذي عجز عن الانتصار في لعبته.

في الصورة المرفقة، والملتقطة سنة ٢٠١٠، يظهر معظم اعضاء الفريق، من رحل منهم ومن تفرق أيادي سبأ، أما أنا فمن يبدو ظله فقط، وهو يكتب لذكراهم هذه الصورة.

 

قد يعجبك ايضا