وزارة الخارجية اﻷمريكية: عن الدور الروسي “الخبيث” في سوريا وليبيا.. وكورونا!

قدم دبلوماسيون أمريكيون يوم أمس الخميس 7 أيار/مايو إحاطة لوزارة الخارجية عن “التدخل الروسي في الشرق اﻷوسط”، شارك فيها كل من: جيمس جيفري، الممثل الخاص للولايات المتحدة في التحالف الدولي لهزيمة داعش، وهنري ووستر، مساعد وزير الخارجية للمغرب ومصر-مكتب شؤون الشرق الأوسط، وكريستوفر روبنسون، نائب مساعد وزير الخارجية.

انترنت

جسر: ترجمة:

انترنت

بحسب خلاصة اﻹحاطة التي ترجمتها جسر، يعتقد الدبلوماسيون الأمريكيون المعنيون بمنطقة الشرق الأوسط، أن روسيا تحاول توسيع نفوذها في الشرق الأوسط بمزيج من الوسائل الدبلوماسية والعسكرية والإعلامية، ومن خلال المرتزقة، وأن هذا النهج بدأ يمتد بشكل متصاعد إلى ليبيا.

ورأى روبنسون، أن روسيا عززت سلوكها غير البناء في الشرق الأوسط منذ عام 2015، عندما وسعت عملياتها في سوريا لدعم نظام الأسد. مضيفا أنه وفي الآونة الأخيرة، أصبحت ليبيا المكان التالي لجهود روسيا الخبيثة لاستغلال الصراعات الإقليمية لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية ضيقة. وفي حين أنها غالبا ما تدعي علنا دعمها لحل سياسي في سوريا أو ليبيا، فإنها تشارك في أنشطة تقوض عملية السلام السياسي وتوسع الصراع.

وأوضح أن روسيا تواصل دعمها العسكري لقوات حفتر، وأنها قدّمت الدعم المادي واللوجستي عبر مجموعة فاغنر، الخاضعة للعقوبات الأمريكية، ما أدى إلى تصعيد كبير للنزاع وتدهور للوضع الإنساني في ليبيا. وأضاف أنه غالبا ما يُشار إلى فاغنر بشكل مضلل على أنها شركة عسكرية خاصة روسية، ولكنها في الواقع أداة منخفضة التكلفة والمخاطر يستخدمها الكرملين لتعزيز أهدافه. وأن روسيا نسقت مع نظام اﻷسد في الآونة الأخيرة عمليات نقل مقاتلين سوريين إلى ليبيا للمشاركة في عمليات فاغنر لدعم قوات حفتر.

وبحسب روبنسون قامت روسيا لسنوات بحملات تضليل لتشويه سمعة المنظمات الدولية العاملة في هذه النزاعات مثل الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وأنها روجت ادعاءات سخيفة بأن الولايات المتحدة مسؤولة عن إنشاء داعش، وأن الخوذ البيضاء في سوريا لها صلات بالإرهاب، وأن القوات الخاصة البريطانية اختلقت الهجوم الكيميائي عام 2018 في دوما.

وختم روبنسون كلامه، باﻹشارة إلى مشاركة روسيا في حملة تضليل لاستغلال جائحة كورونا، حيث تدعي أن الولايات المتحدة أو القوى الغربية هي منشأ الفيروس، بالتزامن مع إثارتها الشكوك حول الاستجابة الدولية، مؤكدا أن هذه التكتيكات، تشير بوضوح إلى استعداد روسيا للاستفادة من الأزمة العالمية من أجل متابعة أجندتها المزعزعة للاستقرار دون أي اعتبار للعواقب الإنسانية.

بدوره حدد ووستر أهداف بلاده في ليبيا بأمرين؛ الأول، نهاية فورية للصراع، والثاني، العودة إلى المفاوضات السياسية أو الحوار.

وأوضح، متحدثا عن التأثير الروسي الذي وصفه بالخبيث أيضا، أن التدخل الأجنبي أدى إلى تفاقم الانقسامات، وتوسيع النزاع، وتحويله إلى حرب بالوكالة تهدد الاستقرار الإقليمي، مؤكدا أن هذه اﻷمور مجتمعة تمس إذا لم تضر، مصالح الولايات المتحدة. وأيد ما ذهب إليه روبنسون من أن الكرملين يستخدم هذا المزيج من القوة العسكرية، والوكلاء، والتضليل اﻹعلامي لتحقيق أهدافه المتمثلة في وجود معزز في ليبيا لتوسيع نفوذ روسيا عبر البحر المتوسط ​​وفي القارة الأفريقية، وأن دعم فاغنر لقوات حفتر أدى إلى تصعيد الصراع.

وبين أن روسيا شجعت “الجيش الوطني الليبي” على مواصلة هجومه الذي يؤدي بدوره إلى زعزعة الاستقرار، مما دفع حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا والتي تعترف بها الولايات المتحدة، إلى السعي للحصول على دعم تركي متزايد لمواجهة هجوم قوات حفتر المعتمدة على فاغنر.

وأكد ووستر أن روسيا لن تغادر ليبيا بعد أن استثمرت في الصراع، لذا فإن السبيل لإنهاء تدخلها وغيره من التدخلات الأجنبية هو إنهاء الصراع على طرابلس أولاً وإحياء المحادثات السياسية بين الليبيين، وأن ذلك يتم عبر المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة.

وختم بالقول، أنه لا بد من استجابة منسقة من المجتمع الدولي تضغط على جميع الجهات الفاعلة، الليبية والخارجية، وأن على بلاده اﻻستمرار بالضغط على روسيا وتركيا والإمارات العربية المتحدة وغيرها لتشجيع الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق الوطني على العودة إلى مفاوضات الأمم المتحدة، واﻻلتزام بوقف إطلاق النار الذي اتفق عليه الجانبان في جنيف شباط/فبراير الماضي.

بدوره قال جيفري، في خلفية قدمها حول التدخل الروسي في سوريا؛ أن روسيا جاءت في 2015 لإنقاذ نظام الأسد، الذي كان منهارا في مواجهة الانتفاضة الشعبية، مضيفا أن روسيا نجحت بسرعة كبيرة في هدفها الأولي المتمثل في إيقاف انهيار النظام، وأنها وافقت في نهاية 2015 على قرار الأمم المتحدة 2254 الذي يدعو إلى حل سياسي توافقي ودستور جديد وانتخابات تحت مراقبة الأمم المتحدة.

وأضاف جيفري، أنه وبالتعاون مع إيران، مكّنت روسيا، في العامين التاليين، نظام الأسد من انتزاع جزء كبير من الأراضي السورية من المعارضة، لذا بدأت طموحاتها بالنمو، مستدركا أن هناك عاملين جديدين يعقدا حسابات موسكو؛ اﻷول أن إيران لم تكتف باستخدام العنصر البشري لدعم النظام السوري، بل بدأت أيضا في إدخال أنظمة أسلحة بعيدة المدى، وصواريخ موجهة بدقة، بعضها لقواتها في سوريا، وبعضها اﻵخر لحزب الله اللبناني لتهديد أمن إسرائيل بشكل خطير، اﻵمر الذي دفع الإسرائيليين للرد بطرق مختلفة.

العامل الثاني الذي يعقد حسابات موسكو بحسب جيفري، يتمثل في الصعوبات التي تواجه نظام الأسد في استعادة بقية سوريا، في ظل تدخل القوات الأمريكية والتركية، إضافة إلى إسرائيل. ويؤكد جيفري أن هذا يعقد أوضاع كل من روسيا والأسد، كما أن الأسد لم يفعل شيئا لمساعدة الروس في تسويق نظامه، حيث تمت إدانته في الأسابيع القليلة الماضية من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، بعد رفضه السماح بتسليم المساعدات الإنسانية عبر الحدود، إضافة إلى الهجمات المتعمدة على المواقع الإنسانية مثل المستشفيات في إدلب، وتأكيد استخدامه الأسلحة الكيميائية في عام 2017 بحسب تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

وبحسب جيفري، فمن الواضح أن هناك إحباطا روسيا متزايدا من تصلب الأسد، مقارنة بالطريقة التي يحاول بها الإيرانيون تسويق أنفسهم على غرار ما يفعل ظريف وروحاني، في حين لا يوجد حول اﻷسد سوى البلطجية غير المرغوبين سواء في العالم العربي أو في أوروبا.

وأضاف جيفري، أنه وقبل نحو عام بدا أن روسيا مستعدة للنظر في حل وسط، عندما رافق وزير الخارجية مايك بومبيو إلى سوتشي للاجتماع بلافروف وبوتين، حيث وضعت خطة حل على أساس خطوة بخطوة. ولكن بعد ذلك بوقت قصير، بدت روسيا ملتزمة بالحل العسكري، وأدى ذلك إلى تصعيد العمليات في ادلب، لكنها اضطرت إلى وقف إطلاق النار هناك، ولهذا قد تكون أكثر استعدادا للتفاوض الآن، وقد تعود إلى مناقشة الدستور عبر اللجنة المشكلة لذلك، لأنه من الواضح جدا في هذه المرحلة لروسيا أنهم لن يحصلوا على نصر عسكري بالتأكيد في وقت قريب جدا في سوريا. في غضون ذلك، الاقتصاد السوري في حالة من السقوط الحر والعزلة الدبلوماسية مستمرة.

وحول دور الضربات اﻹسرائيلية في دفع إيران إلى سحب ميليشياتها، قال جيفري إنها انسحابات تكتيكية لا تطال القوات المقاتلة في الخطوط الأمامية، وأنه لا دليل على أي التزام إيراني استراتيجي بعدم استخدام سوريا كمنصة لإطلاق الأسلحة بعيدة المدى ضد إسرائيل، أو كجزء من الهلال الشيعي لتقديم المزيد من الصواريخ الدقيقة لحزب الله، مؤكدا أن انسحاب جميع القوات اﻷجنبية من سوريا سيبقى في صميم سياسة وزارة الخارجية التي تضغط على جميع الأطراف لتحقيقه.

وفي تفسيره لصراع الأسد/مخلوف قال جيفري، إنه من الممكن تفسيره بإحدى طريقتين؛ الطريقة الأولى أنه القشة التي قصمت ظهر البعير، وهو ما لا يؤكده وإن تمناه، الطريقة الثانية أنه انعكاس لتردي الوضع الاقتصادي في سوريا، الذي يأمل بأن يؤدي إلى مزيد من التفكك في نظام الأسد، وأضاف أن مخلوف لا يشكل تحديا للأسد إلا اذا دعمته روسيا وإيران معا.

وحول انتقاد اﻹعلام الروسي للأسد مؤخرا، قال جيفري أنه غير متأكد تماما مما إذا كان اﻻنتقاد من قبل أشخاص مقربين من بوتين يعكس نوعا من الرسائل للأمريكيين أو للأسد نفسه؛ بأن صبر روسيا نفذ من عدم تقديم التنازلات، التي يمكنها أن تمنحه اعترافاً دولياً ومليارات الدولارات من إعادة الاعمار.

 

*لقراءة التفريغ الكامل للإحاطة في موقع وزارة الخارجية اﻷمريكية باللغة اﻻنكليزية اضغط هنا

قد يعجبك ايضا