بريد هيلاري كلينتون.. مقترحات السفير سامي الخيمي تثير اهتمام وزيرة الخارجية الأميركية

جسر: متابعات:

 

أظهرت رسالة مسربة من بريد وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، اهتمامها بمقترحات قدمها سفير النظام السوري السابق في بريطانيا، سامي الخيمي، والذي كان حينها لا يزال على رأس عمله.

وقالت كلينتون، في رسالة إلكترونية وجهتها إلى جيفري فيلتمان، وكان آنذاك مساعدها لشؤون الشرق الأدنى، وآخرين، بتاريخ 14 من كانون الأول 2011، “جاءني التقرير التالي من ليش (باحث متخصص في الشأن السوري)، وأعتقد أنه صحيح. هل يعرف أحد منكم ليش أو الخيمي؟”.

وأضافت كلينتون، حسبما ترجمت “الشرق سوريا”، “يمكن أن تؤدي اقتراحات السفير السوري في المملكة المتحدة إلى أي نتائج إيجابية، فهي تعكس مستوى مرتفعاً”.

ويتحدث ليش، لكلينتون، عن لقاء جمعه مع الخيمي في لندن، مشيراً إلى أنه لم يتمكن حينها من لقاء والد أسماء الأسد، فواز الأخرس.
ويصف ليش، الخيمي بأنه “علماني سني، واضح وصريح (بالنسبة لمسؤول سوري) ، وليس عضواً في حزب (البعث) الحاكم”.

ويقول ليش إن الخيمي انتقد بشار الأسد، “رغم أنه لا يزال يدعمه باعتباره البديل الأفضل، وكان “شديد الانتقاد لأجهزة الأمن”، وقال “إنهم في الأساس أغبياء لدرجة أنهم لم يفعلوا أي شيء بشكل صحيح”.

وتابع ليش: “سألته إذا كان بإمكانه إخبار الرئيس أوباما (الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما) أو الوزيرة كلينتون بشيء واحد، ماذا سيكون؟، فكان رده مثيراً للاهتمام”.
وأوضح أن الخيمي رد بأنه “سيطلب بقوة من الولايات المتحدة التوقف عن دعم الجماعات المعارضة، مثل (المجلس الوطني السوري)، التي لا تتمتع بشرعية أو شعبية كبيرة في سوريا”.

وأوصى الخيمي “بشدة، بإظهار الدعم الخارجي لعناصر المعارضة السورية الجادة والمحترمة في سوريا نفسها، مثل ميشيل كيلو ورياض سيف ولؤي حسين، وغيرهم”.
ويرى الخيمي أن “هؤلاء هم الأشخاص ذوو الجوهر الذين تم سجنهم، (…) لذلك فهم محترمون بشكل عام في كل من الدوائر (الحكومة والشعب)”.

واعتبر الخيمي، وفق ما نقله ليش، أن هؤلاء المعارضين “هم الوحيدون الذين يستطيعون قيادة البلاد خلال فترة انتقالية نحو نظام أكثر ديمقراطية”.

وأشار ليش إلى أن الأسد “حاول في الصيف (2011) أن يفعل ذلك بفتور من خلال حوار وطني”، لكنه “لم يذهب إلى أي مكان (وكما أخبرني الخيمي، فإن الحكومة لم تتعامل مع المؤتمر جيداً”، في إشارة إلى المؤتمر التشاوري حول الحوار الوطني الذي عقده النظام في دمشق، صيف 2011.

واعتبر الباحث أن النظام حينها “قد يكون أكثر استعداداً لمثل هذا النهج الآن بسبب الصعوبات المتزايدة”.
وأوضح في رسالته لكلينتون، أن الخيمي يعتقد أن “ذلك لن يقضي على كل المعارضة، حيث أن هناك كثيرين متمسكين بسقوط النظام مهما حدث، لكنه سيجذب دعماً كافياً لعزل الراديكاليين، الذين سيبتعدون في النهاية، وخلق كتلة حرجة لإجبار النظام على المتابعة، خاصة مع الضغط الإقليمي والدولي الذي يثبّت أقدامه، والانتقال نحو تقاسم السلطة”.

ويبدي ليش وجهة نظره، قائلاً: “على الرغم من أنه قد يكون خدمة ذاتية بعض الشيء، إلا أنني أتفق معه (الخيمي). لا يتمتع (المجلس الوطني السوري) وجماعات المعارضة الأخرى بتأييد إلا بقدر ضئيل للغاية، إن وجد، داخل سوريا”.

ويضيف: “بحاجة إلى الحصول على رجال مثل كيلو وسيف ولجان التنسيق المحلية في سوريا، مع نوع من العقوبات الحكومية، بالإضافة إلى إنهاء العنف… أعتقد أنها الطريقة الوحيدة التي لا ينتهي بها الأمر في حرب أهلية دموية”.

قد يعجبك ايضا