جسر – متابعات
أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن بلاده تسعى إلى توسيع دائرة التطبيع الإقليمي لتشمل دولاً مجاورة مثل سوريا ولبنان، مع تأكيده على أن مرتفعات الجولان السورية المحتلة ستظل تحت السيادة الإسرائيلية “في أي تسوية مستقبلية”، على حد تعبيره.
تصريحات ساعر جاءت خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين في القدس الغربية، إلى جانب وزيرة خارجية النمسا بياته ماينل رايزينجر، حيث أكد أن تل أبيب ترى في المرحلة الحالية فرصاً جديدة لبناء علاقات إقليمية موسعة، مستندة إلى ما وصفه بـ”الواقع السياسي الجديد في الشرق الأوسط”.
وقال ساعر: “لقد دفعنا ثمناً باهظاً في مسار التحولات الإقليمية، لكننا نرى الآن نوافذ مفتوحة لتعزيز السلام مع جيراننا”، مؤكداً أن “توسيع اتفاقيات إبراهيم يشكّل أولوية للحكومة الإسرائيلية”.
وفي ما يُعدّ تلميحاً إلى سعي بلاده لفرض أمر واقع سياسي جديد، شدد وزير الخارجية الإسرائيلي على أن بلاده لن تتنازل عن مرتفعات الجولان، قائلاً: “قانون السيادة الإسرائيلية على الجولان فُرض قبل أكثر من أربعة عقود، وسيبقى سارياً ضمن أي اتفاقية سلام محتملة”.
ولم يصدر حتى اللحظة أي رد رسمي من سوريا أو لبنان على تصريحات ساعر، التي تأتي في ظل واقع معقّد تعيشه المنطقة، ووسط رفض شعبي ورسمي عربي واسع لأي مسار تطبيعي مع إسرائيل دون انسحابها الكامل من الأراضي المحتلة وتحقيق العدالة للقضية الفلسطينية.
وتأتي تصريحات ساعر في وقت يسعى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني 2025، إلى استئناف جهود إدارته السابقة لتوسيع ما يُعرف بـ”اتفاقيات إبراهيم”، والتي تم توقيعها عام 2020 مع كل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.
ورغم مساعي التطبيع، لا تزال إسرائيل ترفض الانسحاب من الأراضي التي احتلتها عام 1967 في كل من فلسطين وسوريا ولبنان، وتواصل سياستها الرافضة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، بحسب ما تنص عليه القرارات الدولية ذات الصلة.