معتقلة سورية: في أقبية “الأسد”.. قالوا لي سترين طفلك بعد أن يصبح شاباً (فيديو)

لا يقل التعذيب النفسي بسجون نظام بشار الأسد، قسوة عن التعذيب الجسدي، حيث قال سَجّانُوا المُعلمة رفيدة زيتون “سترين طفلك بعد أن يصبح شابا”، مؤكدين لها أنها ستبقى معتقلة لسنوات طويلة.

اعتقلت رفيدة زيتون (38 عاما) ابنة مدينة دمشق، عام 2014 لمدة عامين، لكن أوهموها في السجن أنها لن تخرج في الأمد القريب، ولن تتمكن من رؤية ابنها ذي الست أعوام إلا وهو شابا، ما أدى إلى تحطمها نفسيا.

https://youtu.be/VTmvQhFSzZk?fbclid=IwAR2B04kAYwPTuXGiEjMDzb_MWH0s9KooqqKcgQsaUe5v6C-zxxTrBRBwVjc

السيدة السورية بدأت رواية قصتها للأناضول بالقول “اعتقلت مع والدتي وأختي لمدة عامين، بسبب نشاط أخي، كوسيلة ضغط لتسليم نفسه”.

وتابعت “بداية الاعتقال، كانت والدتي قد أصيبت في قصف للمنزل ليلاً، وحين أخذناها للمشفى في اليوم التالي، كانت في غيبوبة وأدخلوها العناية المشددة، وتم احتجازي مع أختي في بغرفة، بسبب اسم العائلة المحسوب على المعارضة”.

وأضافت رفيدة “تأكدوا أن أخي مطلوب، وفي غرفة صغيرة فيها سرير فقط، بقينا 15 يوماً إلى أن استعادت والدتي وعيها، ولم يُسمح لي برؤيتها، وكنت أذهب مرة واحدة للحمام”.

ومضت في سردها “بعد فترة أحضروا والدتي للغرفة واحتجزونا نحن الثلاثة، وكانت والدتي قد فقدت الحركة بالجزء السفلي من جسدها، وأجريت لها عمليات عديدة”.

وأردفت “كلما كنت أسال لماذا نحتجز هنا، يقولون لا شيء سوى أن هناك تعليمات بذلك، وبقينا لمدة 6 أشهر و20 يوما في هذه الغرفة، يفتح لنا الحمام مرة في اليوم حسب رغبة السجان”.

https://www.youtube.com/watch?v=YLXl1r3WpZs&feature=youtu.be&fbclid=IwAR212uOicLlvIwcCLUSmlSG-w4Njb5-y6-FDg0ELyu489Jjm3WY63iDRqWQ

وأضافت “بعدها نقلت لغرفة ثانية بالمستشفى، فيها حمام، وبقيت فيها أربعة أشهر، وبعدها حولت لفرع الخطيب”.

وبعد نقلها، تحدثت رفيدة عما حدث معها قائلة “في فرع الخطيب، دخلنا  بداية عنبراً جماعياً فيه 40 فتاة، تركوني خمسة أيام دون تحقيق، وبعدها وضعني على الأرض وسألني المحقق عن معلومات تخصني، وعيني مغطاة، سألني عن أهلي فرداً فرداً، وعندما يصف فلان بالإرهابي واعترض على كلامه، يبدأ بالشتم والإهانة، وكان يتجنب ضربي بسبب والدتي المقعدة التي بحاجة لمن يعينها”.

وقالت رفيدة “سألني عن أخي فأجبته لا علاقة لي به، وبعد التحقيق دون ضرب، أنزلني وأخرج أختي لمطابقة الحديث، وبقينا في الغرفة الجماعية لمدة شهر، وفي مرة سمعنا أصوات دخول معتقلين جدد من بينهم أطفال، فكنا نحاول استراق النظر ونتساءل لماذا اعتقال الأطفال؟”.

واستطردت في حديثها موضحة “قيل لنا إن قوات النظام دخلت على بلدة في الغوطة، وهناك جلبوا النساء والأطفال والرجال ممن لم يتمكنوا من الهرب، الرجال نقلوهم لقسم الرجال، والنساء والأولاد جلبوهم لهذا العنبر، وأخذوا الأطفال للميتم”.

وتابعت “فرزوا النساء وعندما جاء السجان قال لي تم تحويلك إلى هنا من أجل التبادل فتحولت بذلك إلى أسيرة للمفاوضات”.

وأردفت “كنا 19 فتاة، وأغلق علينا الباب ولم يدخل علينا أحد وبقينا هكذا، وكانت هناك مسافة تحت الباب تدخل منها الحشرات والجرذان ويقدم منها الطعام لنا، وبدأت أرجلنا وظهورنا ومفاصلنا تؤلمنا”.

وأسهبت “ذات مرة رفضنا تناول الطعام لمعرفة ما هو مصيرنا، حتى جاء العقيد وفتح باب السجن وقال يجب أن تأكلن، فقلنا نريد أن نعرف مصيرنا، بدأ يهيننا، وبعدها قال سيدخل الطعام بعد قليل ومن يهون عليه شرفه فليمتنع عن الأكل، هنا أصابنا الخوف فأكلنا”.

وأضافت “قال لي بالتحديد إن لم تأكلِي سأعريكي وأضعك أمام الشباب ما جعلنا نبقى صامتات ننتظر الفرج، وبقينا في الغرفة ثمانية أشهر”.

وحول ما تعرضت له من تعذيب، أفادت رفيدة “أنا لم أتعذب ولكن بقية الفتيات تعرضن للضرب، والكلام البذيء أصعب من التعذيب، والوضع النفسي أيضا، كنت أبكي على ولدي، وعندما يشعرون بذلك كان يقولون لا تزعلي عندما يصبح شابا ستتمكنين من رؤيته”.

وتابعت “كان عمر ولدي 6 سنوات، زرعوا في رأسي بأني لن أخرج، فتحطمت نفسياً، ناهيك عن صوت التعذيب من منتصف الليل حتى الفجر”.

وقالت رفيدة “كنا نسد آذاننا لكي لا نسمع، يوميا الساعة السابعة صباحا يأتي الأطباء لتضميد الشباب المعذبين، وكنا نراهم من شقوق الباب، القمل والجرب يغطيهم، كانت أجسادهم سوداء من الأمراض والتورم”.

ولفتت إلى أن أحد المعتقلين كانت عظام قفصه الصدري خارج جسده من كثرة تعرضه الضرب.

وحول ما إذا كانت هناك من تعرضت للاغتصاب، قالت رفيدة “لم يحصل اغتصاب ولكن كان التهديد به موجود دائما، بعد 8 أشهر تم تحويلنا إلى سجن عدرا، وبقينا فيه 12 يوما، أعطونا ثياباً وتحممنا وكان الوضع أفضل لأنه سجن مركزي وفيه زيارات”.

ومضت قائلة “جاء الطلب للعرض أمام قاض بمحكمة الإرهاب، كنا 13 فتاة، منهن أنا ووالدتي وأختي، وكانت والدتي محمولة”.

وعن كيفية خروجها، قالت رفيدة “أخبرت القاضي أنه لا علاقة لنا بأخي، ومع ذلك أوقفني القاضي خمسة أشهر بسجن عدرا، وهناك سمعت صوت أولادي، كان الاتصال مسموحا، وعرفت أين هم، لكن لم يزرني أحدا لأن إخوتي كانوا محاصرين”.

وختمت حديثها بالقول “بعدها أفرج عني، وبقيت أربعة أيام في دمشق وكنت أخاف جداً، وخرجت بعدها مع أولادي إلى إدلب، وأنا حاليا مع أولادي ووالدتي المريضة بإدلب، فيما عاد زوجي لدمشق”.

*النص نقلاً عن النسخة العربية لوكالة أنباء الأناضول

 

قد يعجبك ايضا