من أجل تعزيز دورها في المنطقة: تصعيد إيراني بريف حلب الجنوبي

عقيل حسين-جسر:

مع بدء الجيش التركي مؤخراً نشر دورياته في المنطقة، تنفيذاً لاتفاقي سوتشي واستانة، كثفت قوات النظام وحلفاؤها من استهداف المناطق الخارجة عن سيطرتها في ريف حلب الجنوبي في الأيام الأخيرة الماضية، ما أدى لسقوط العديد من المدنيين بين قتيل ومصاب، وإطلاق حركة نزوح جديدة من المنطقة.

أربعون قرية وبلدة مستهدفة

أربعون قرية وبلدة، هو كل ماتبقى بيد الفصائل العسكرية المعارضة من ريف حلب الجنوبي، تتعرض بشكل مستمر لقصف مكثف من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية المتمركزة في تلال “عزان، البنجيرة، القراصي، الحاضر والوضيحي”، بالإضافة إلى كلية المدفعية وأكاديمية الأسد العسكرية الواقعتين على الحدود الجنوبية لمدينة حلب.

تل العيس -ريف حلب الجنوبي

القصف المدفعي والصاروخي تركز بشكل كبير على البلدات التي تشهد كثافة سكانية عالية مثل “زمار، جزرايا، تل حديا، حور العيس والعيس”، الأمر الذي دفع الأهالي إلى الفرار نحو الأراضي الزراعية أو النزوح باتجاه قرى ريفي حلب الشمالي والغربي والحدود السورية التركية.

حركة نزوح جديدة

وبحسب ناشطين من المنطقة وإحصاءات أولية، يقدر عدد العائلات الفارة جراء حملة القصف الأخيرة التي تشهدها منطقة ريف حلب الجنوبي منذ اسبوعين بأكثر من ألف عائلة، وهو رقم كبير بالنظر إلى موجات النزوح المستمرة التي تشهدها المنطقة منذ ثلاث سنوات والتي تكاد تجعل منها منطقة مهجورة بعد أن كانت ولسنوات إحدى الملاذات الآمنة التي يفر إليها الهاربون من مناطق التصعيد، قبل أن تنتقل إليها المعارك وتصبح هدفاً أساسياً لقوات النظام وحليفتها إيران على وجه التحديد.

قصف استراتيجي

عمليات القصف الأخيرة هذه التي تشهدها مناطق ريف حلب الجنوبي وإدلب الشرقي لا تبدو مجرد تصعيد عشوائي من قبل النظام وحليفته إيران، فبالنسبة إلى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في هذه المساحة، هي مناطق استراتيجية لقربها من طريق دمشق-حلب الدولي، الذي يعتبر الآن عقدة تفاوض تجاري وسياسي هام للقوة المسيطرة عليه أو التي ستسيطر عليه.

وعليه، يبدو واضحاً، وخاصة في ضوء التنافس الإيراني-الروسي الذي بات معروفاً، أن لإيران، التي تسيطر مليشياتها على مناطق ريف حلب الجنوبي الخاضعة للنظام، دور في عمليات القصف والتصعيد الأخيرة ضد مناطق سيطرة المعارضة، قطعاً للطريق ربما على مساع روسية تركية لإبعاد أو إضعاف الدور الإيراني في عمليات التفاوض الأخيرة على المنطقة التي تشمل ادلب وريف حلب، وهو الأمر الذي لا يمكن لطهران أن تستسلم له بهذه السهولة بعد كل ما بذلته من أجل ترسيخ أقدامها في ريف حلب الجنوبي، المنطقة الاستراتيجية جغرافياً وعسكرياً

.

قد يعجبك ايضا