“التفييش” إن انعدم الـ”تعفيش”: صور ووقائع من الفوج ١٥٤ التابع لميلشيا الأسد في الحسكة

خاص/ القامشلي

طوال السنوات الثماني الماضية تراجعت ظاهرة “التفييش” لتحل محلها ظاهرة “التعفيش”، ويقصد بالأولى منح الجندي المكلف بخدمة العلم اجازة مفتوحة مقابل مبلغ مادي يحصل عليه قائده الذي يقوم بالتستر عليه، فيما تشير ظاهرة التعفيش الشهيرة إلى قيام العناصر والجنود والضباط بسلب أملاك المدنيين في المناطق الثائرة وبيعها لحسابهم الشخصي كجزء من “اقتصاد الحرب” الذي ساهم بإدامة عجلة عمل ميلشيات الأسد والميلشيات المتعاونة معها.

وقد عادت ظاهرة التفييش مجدداً ، بعد توقف العمليات العسكرية، ولكن في المناطق التي لم تشهد صراعاً عسكرياً ولم يتح للضباط والقادة ممارسة السلب والتعفيش، فإن الظاهرة ظلت مستمرة حتى في أكثر الظروف عنفاً.

مراسل جسر في الحسكة، تمكن من الحصول على أسماء الضباط الذين يمارسون هذا النوع من الفساد، والمبالغ التي يتقاضونها.

ووفق مراسلنا فإن الفوج ١٥٤ وهو الفوج الوحيد في مدينة القامشلي، يتبع لقيادة الفرقة ١٧، ويتقاسم ضباطه ابتداءاً بقائد الفوج وكبار ضباطه “العناصر” التابعين لهم من أجل “تفييشهم” والحصول على مبالغ مالية، وكل حسب قوته ومركزه و”دعمه”.

قائد الفوج ١٥٤ العميد ناظم حسون يقوم بتفييش ١٥ عنصراً مقابل مئة ألف ليرة سورية عن كل واحد منهم، أي مليون ونصف المليون ليرة سورية شهرياً.

العميد ناظم حسون

أما العقيد “علي شوربا” قائد الكتيبة ٢٣ التابعة للفوج، ويعتبر الأقوى بين ضباط النظام ، كونه خدم سابقاً في القصر الجمهوري،  وهو في مهمة خارج الفوج، لذلك يتقاضى  مليوني ليرة شهرياً،  فضلاً عن قيامه ببيع مخصصات “المفيشيين” من الطعام،  ويخضع لإمرته قطاع طريق تل حميس بدءاً من قرية ذبانة وصولاً الى قربة فرفرة والطواريج اخر نقاط للنظام على طريق تل حميس/ واتخذ من مدرسة في إحدى القرى هناك مقرا له.

العقيد علي شوربا

اما الضباط الصغار من رتبة نقيب وملازم وملازم أول فلا يحق لهم تفييش أكثر من ثلاثة عناصر كالنقيب محمد الحموي والملازم أول حسن ديب.

وقد علم مراسلنا أن عميداً من محافظة القنيطرة، يدعى  علي طه، كان يشغل منصب  رئيس فرع الأمن العسكري، وقد حاول التصدي للظاهرة، واستدعى عدداً من الضباط للتحقيق معهم، كما قام بمداهمة عدد من العناصر المفييشين في أماكن عملهم بمناطق سيطرته في القامشلي وسجنهم على ذمة التحقيق لمدة ١٥ يوماً حيث احتجز حينها أكثر من ١٧ عنصرا معظمهم تابعين لسرية الاستطلاع، لكن ذلك تسبب بفقده منصبه، دون أن يتمكن من تحقيق أي نتيجة.

وللتحايل على اللجان القادمة من وزارة الدفاع لتقييم الوضع، يتم التأهب لذلك من قبل ضباط الفوج إذ أنهم على علم بموعد زيارتها وقدومها، عندها يتم استدعاء العناصر المفيشين وتعبئة سجلات الغياب والحضور، واشغال اللجنة بأمور ثانوية مثل شرح وضع المنطقة، وزيارة نقاط الفوج المنتشرة خارج الفوج وإلهائهم بموائد الطعام.

كما يتم تدريب العساكر والعناصر المفيشين على كيفية الرد على أسئلة اللجنة إذا ما قامت بتوجيه الأسئلة إليهم عن حالة الفوج بشكل عام، ونوع الطعام االمقدم وعدد الوجبات.

ويلجأ الضباط إلى أسلوب الضغط على العناصر لإجبارهم على التفييش من خلال مراقبة تحركاتهم ومنعهم من المبيت وعدم اعطائهم إجازات لمدة طويلة وتقديم طعام سيء لهم، ما يضطرهم إلى السعي وراء “التفييش” قدر الإمكان.

ويقدر متوسط رواتب الضباط اليوم في ميلشيا نظام الأسد بنحو ٦٠ ألف ليرة سورية، أي ما يوازي ١٢٠ دولاراً اميركياً.

 

 

قد يعجبك ايضا