السويداء.. شيوخ العقل يتمسكون بالسلاح ويرفضون دخول قوات من خارج المحافظة

شارك

جسر – السويداء

شهدت محافظة السويداء تطورات لافتة مساء اليوم السبت، مع صدور بيانين متزامنين عن الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية ممثلة بالشيخ حكمت الهجري، ومشيخة العقل ممثلة بالشيخ يوسف جربوع والشيخ حمود الحناوي.

ووفق ما نقلت شبكة “السويداء 24″، تضمّن البيانان الإعلان عن تفاهمات أولية جرى التوصل إليها خلال اجتماع موسع، جمع المرجعيات الروحية والاجتماعية إلى جانب عدد من قادة الفصائل المحلية، في خطوة تهدف إلى التهدئة وتثبيت الأمن ضمن صيغة موحدة تضمن الحفاظ على خصوصية المحافظة.

وضمّ الاجتماع، الذي عُقد يوم الخميس الفائت، كلاً من مشايخ العقل الثلاثة، والأمير حسن الأطرش، والأمير يحيى عامر، والباشا عاطف هنيدي، والباشا وسيم عز الدين، إلى جانب عدد من المشايخ والوجهاء، أبرزهم الشيخ أبا حسن أدهم جربوع، الشيخ أبا فارس مهران جزان، والشيخ أبا حسن يحيى الحجار.

وأفضى الاجتماع إلى جملة تفاهمات تم التأكيد عليها في البيانين، من أبرزها ضرورة منع دخول أي قوات أمنية من خارج السويداء، واقتصار تفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية على أبناء المحافظة فقط، وذلك بالتنسيق الكامل مع مشايخ العقل ومحافظ السويداء ووزارة الداخلية.

وأكد الشيوخ على ضرورة تأمين طريق دمشق–السويداء، وتحميل الدولة السورية مسؤولية ذلك، بوصفه ممراً حيوياً لأهالي المحافظة.

كما تم التشديد على أن بسط الأمن والأمان هو مطلب وطني شامل، لا يقتصر على حدود المحافظة، بل يشمل الأراضي السورية كافة.

وفي الوقت ذاته، نفى المجتمعون بشكل قاطع صحة ما يُشاع عن تسليم السلاح، مؤكدين بالإجماع أن “السلاح كرامة”، ولم يُطرح هذا الموضوع خلال الاجتماع مطلقاً.

من جهة أخرى، أهاب المشايخ بأهالي السويداء، لا سيما فئة الشباب، بضرورة تحكيم لغة العقل والتروّي، والتحقق من دقة الأخبار المتداولة قبل نشرها، لما لذلك من أثر في توحيد الصف والكلمة، والحفاظ على السلم الأهلي.

وقد أتى هذا النداء في ظل حالة من التوتر الإعلامي والتسريبات المتضاربة التي شغلت الرأي العام المحلي خلال الأيام الأخيرة.

في السياق نفسه، أكد محافظ السويداء، مصطفى البكور، في تصريح رسمي، أن الاتفاق الذي أُقر من قبل مشايخ العقل لا يزال سارياً، وأن العمل على تنفيذ بنوده سيبدأ بشكل تدريجي.

كما أشار إلى إدخال تعديلات طفيفة على التفاهمات بناءً على طلب بعض الأطراف، بما يُسهم في تسريع إعادة الأمن والاستقرار إلى المحافظة.

وأوضح أن جهود الدولة لم تتوقف، بل باتت على مشارف تحقيق نتائج ملموسة، مؤكداً على الموقف الثابت بأن الحل يجب أن يكون سورياً-سورياً، دون أي تدخلات خارجية.

واختتم المحافظ تصريحه بالتأكيد على أن الطائفة الدرزية تشكل جزءاً أصيلاً من النسيج الوطني السوري، مشيداً بدور مشايخ العقل في الحفاظ على وحدة الموقف ورفضهم أي مساس بسيادة القرار المحلي، بما يعكس روح المسؤولية الجماعية في ظل ظروف معقدة تمر بها البلاد.

شارك