جسر – وكالات
كشفت صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية عن زيارة مرتقبة للرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع إلى المملكة العربية السعودية يوم غدٍ الأربعاء، تزامناً مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرياض، حيث سيشارك في قمة مجلس التعاون الخليجي – الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مسؤول – لم تسمّه – أن مسؤولين سعوديين يعملون على ترتيب جلسة ثنائية تمتد لـ45 دقيقة بين الشرع وترامب، تُعقد على هامش القمة، في إطار تحركات تهدف إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات الأميركية-السورية.
وبحسب الصحيفة، فقد أبدى ترامب موافقة مبدئية على اللقاء، إلا أن البيت الأبيض لم يصدر حتى الآن تأكيداً رسمياً بشأن عقد الاجتماع، وسط أجواء توصف بـ”الانفتاح الحذر” داخل الإدارة الأميركية تجاه دمشق.
من جهتها، تناولت شبكة “فوكس نيوز” الأميركية في تقرير مطول احتمالات هذا التقارب، واصفة إياه بـ”الفرصة الدبلوماسية الكبيرة”، مشيرة إلى أن إدارة ترامب قد تكون بصدد مراجعة موقفها من سوريا، مع احتمالات لرفع العقوبات المفروضة على النظام السابق.
ونقلت الشبكة عن ناتاشا هول، كبيرة الباحثين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، قولها إن: “هذه فرصةٌ تاريخيةٌ، وسيكون من المؤسف أن تخسرها الولايات المتحدة”، مضيفة أن الحكومة السورية الحالية لم تعد تعتمد على إيران، بل تتبنى موقفاً عدائياً تجاهها، ما يفتح الباب أمام تقارب استراتيجي مع واشنطن.
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن الشرع اجتمع مؤخراً في دمشق مع معاذ مصطفى، مدير “مجموعة الطوارئ السورية”، في لقاء استمر لأكثر من ثلاث ساعات، تم خلاله بحث سُبل تحسين العلاقات مع واشنطن.
وكشف مصطفى في تصريح حصري للشبكة أن هناك جهوداً تُبذل لعقد لقاء بين الشرع وترامب خلال زيارة الرئيس الأميركي إلى الخليج هذا الأسبوع، مشدداً على رغبة القيادة السورية الجديدة في أن تثبت أنها شريك موثوق في قضايا الاستخبارات ومكافحة الإرهاب.
في مؤشر على التنسيق الأمني الجاري، ذكرت فوكس نيوز أن السلطات السورية الجديدة قدّمت بالفعل معلومات استخباراتية ساهمت في إحباط هجمات لتنظيم “داعش”، بما في ذلك اعتقال القائد البارز في التنظيم، “أبو الحارث العراقي”، في شباط الماضي.
ورغم أجواء الانفتاح، نقلت الشبكة الأميركية تحذيرات من بعض الدبلوماسيين الأميركيين السابقين، أبرزهم السفير السابق في دمشق روبرت فورد، الذي أعرب عن تحفظه إزاء الرهان على القيادة السورية الجديدة.
وقال فورد: “الشرع لا يقيّد الحريات حالياً، لكنه بطبيعته سلطوي، كما أن حكومته لا تزال ضعيفة وتفتقر للسيطرة الكاملة على الأرض”.
وفي السياق ذاته، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية السورية لـ فوكس نيوز إن “سوريا الحرة الجديدة تسعى لعلاقة استراتيجية قوية مع الولايات المتحدة، تقوم على الشراكة والمصالح المشتركة”، مشيراً إلى أن دمشق ترى في ترامب “القائد الأقدر على تحقيق السلام في الشرق الأوسط”.
وأكد التقرير أن معاذ مصطفى اجتمع مؤخراً بمسؤولين في مجلس الأمن القومي الأميركي لإيصال رسالة من الشرع، تؤكد استعداد دمشق لبدء مرحلة جديدة من العلاقات مع واشنطن، إلا أن المجلس لم يعلق رسمياً على هذه الاتصالات حتى الآن.
وفي ظل هذه المؤشرات، تتجه الأنظار إلى الرياض، حيث قد يشهد يوم الأربعاء تحركاً نوعياً يعيد تشكيل خارطة العلاقات الأميركية-السورية، ويفتح الباب أمام تحول استراتيجي غير متوقع في الصراع السوري، الذي طال أمده لأكثر من عقد.