جسر – دير الزور (محمد جنيد)
عقدت هيئة الطيران المدني اجتماعاً موسعاً بحضور عدد من المسؤولين في محافظة دير الزور، لمناقشة سبل إعادة تشغيل مطار دير الزور، في خطوة تهدف إلى إعادة الحياة لأحد أبرز المرافق الحيوية في المنطقة الشرقية.
وقد شارك في الاجتماع محافظ دير الزور غسان السيد أحمد، ونائبه بدري المصلوخ، وأحمد الهجر مسؤول الشؤون السياسية، إلى جانب أشهد الصليبي رئيس هيئة الطيران المدني.
وشهد الاجتماع مناقشات معمقة حول تقييم الاحتياجات الفنية والبشرية اللازمة لإعادة تشغيل المطار، مع التأكيد على أهمية تأهيل وتدريب كوادر محلية في مجال المراقبة الجوية، بما يضمن جاهزية الطواقم التشغيلية من أبناء المحافظة، كما جرى التشديد على ضرورة تجهيز فرق فنية متخصصة تتولى أعمال الصيانة والتأهيل، بما في ذلك تأهيل المدارج وتحديث الأنظمة التقنية ورفع كفاءة البنية التحتية، لضمان سلامة العمليات الجوية واستمراريتها.
وفي هذا السياق، أوضح رئيس هيئة الطيران المدني أشهد الصليبي أن “هناك خططاً قيد الإعداد لتنظيم رحلات جوية بين المطارات السورية، في إطار استراتيجية تهدف إلى استعادة الحركة الجوية تدريجياً، وتعزيز التواصل الداخلي ودعم التنمية في محافظة دير الزور والمناطق الشرقية عموماً”.
وتعزيزاً للجهود الدولية الداعمة لإعادة تشغيل المرافق الحيوية، زار وفد من الأمم المتحدة مطار دير الزور بتاريخ 21 كانون الثاني 2025، حيث قام بجولة تفقدية داخل المنشأة برفقة عدد من المسؤولين المحليين، وهدفت الزيارة إلى تقييم الوضع الحالي للمطار وتحديد الخطوات الفنية واللوجستية المطلوبة لتسريع وتيرة إعادة تأهيله، وذلك ضمن إطار أوسع لدعم عمليات إعادة الإعمار والتنمية في المنطقة.
ويُعد مطار دير الزور منشأة استراتيجية بالنظر إلى دوره المحوري في تعزيز الحركة الاقتصادية والتنموية في المحافظة، فبعد أن كان المطار مستغلاً لأغراض عسكرية خلال فترة النظام البائد، مما قيد دوره الخدمي، تعمل الجهات المعنية حالياً على تحويله إلى منصة مدنية فاعلة تخدم سكان المحافظة وتدعم مشاريع التنمية والبنية التحتية.
من جهته، أكد زاهر عطية، وكيل شركة “أرامكس” العالمية للشحن السريع ومندوب لعدة شركات طيران دولية، أن “إعادة تأهيل المطار ستسهم بشكل كبير في تنشيط الحركة الاقتصادية في المنطقة، كما ستخفف الأعباء المالية عن المواطنين”.
وأوضح أن الشحنات الدولية الصادرة والواردة من دير الزور كانت تُنقل براً إلى دمشق ثم تُشحن جواً عبر مطار دمشق الدولي، ما تسبب في استهلاك وقت طويل وتكاليف إضافية.
وأشار إلى أن تشغيل مطار دير الزور سيوفر حلولاً أكثر كفاءة وسرعة في عمليات الشحن، وهو ما سينعكس إيجاباً على النشاط التجاري والخدمي في المحافظة.
كما لفت عطية إلى أن هذه الخطوة تأتي في وقت حساس، خصوصاً بعد تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن رفع العقوبات عن سوريا، وهو ما يعزز الآمال بإعادة فتح أبواب التجارة والنقل الجوي بشكل أوسع وأكثر مرونة في المستقبل القريب.
في المجمل، تمثل إعادة تشغيل مطار دير الزور خطوة محورية في مسار إعادة الإعمار وتحفيز التنمية الاقتصادية في المحافظة، إذ من شأنها تحسين حركة النقل الجوي والتواصل بين المدن السورية، وتوفير فرص جديدة للمواطنين والمستثمرين على حد سواء.
ويأمل القائمون على المشروع، من خلال تضافر الجهود المحلية والدولية، أن يتحول المطار إلى نقطة وصل رئيسية تدعم خطط التنمية الشاملة، وتساهم في إعادة الحياة إلى القطاعات الاقتصادية والخدمية، بما يتماشى مع تطلعات أهالي دير الزور نحو مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً.