جسر – متابعات
حلت سوريا مجدداً ضمن قائمة الدول الأقل سلماً في العالم، بحسب تقرير “مؤشر السلام العالمي” لعام 2025 الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام، والذي يرصد مستويات الاستقرار والأمن في 163 دولة حول العالم.
وجاءت سوريا في المرتبة 157 من أصل 163 دولة، محافظةً بذلك على موقعها في ذيل الترتيب العالمي، في ظل استمرار الاضطرابات الأمنية والسياسية، رغم نهاية حقبة نظام بشار الأسد أواخر عام 2024، بحسب ما ورد في التقرير.
وإلى جانب تصنيفها في مؤشر السلام، احتلت سوريا المركز الثالث في مؤشر الإرهاب العالمي، ما يعكس حجم التهديدات الأمنية التي لا تزال قائمة في البلاد، بما يشمل الاشتباكات الحدودية، وانتشار الجماعات المسلحة، والانفلات الأمني في العديد من المناطق.
وأوضح التقرير أن سوريا لا تزال تعاني من أزمات مركّبة، أبرزها تدهور الثقة بالمؤسسات، وضعف الحوكمة، واستمرار النزاعات الداخلية والخارجية، فضلاً عن أزمة إنسانية خانقة تؤثر على ملايين السكان.
وأشار معهد الاقتصاد والسلام إلى أن الدول التي تقع في أسفل مؤشر السلام العالمي، ومنها سوريا، تتشابه في عدة خصائص خطيرة، أبرزها النزاعات المسلحة، وتفكك مؤسسات الدولة، وضعف سيادة القانون، وارتفاع معدلات العنف، وهي عوامل تخلق بيئة خصبة لاستمرار الفوضى وتعرقل جهود إعادة الإعمار.
ورأى التقرير أن الانتقال السياسي الذي شهدته البلاد مؤخراً فشل في إرساء الاستقرار أو إنهاء الفوضى الأمنية، حيث لم تنجح الحكومة الانتقالية “حتى الآن” في تحقيق استقرار ملموس، وما تزال البلاد تفتقر إلى مؤسسات موحدة، وأجهزة أمنية قادرة على فرض النظام، ما يجعل عملية إعادة البناء محفوفة بالمخاطر والتحديات.
ودعا المعهد في ختام تقريره إلى تدخلات دولية عاجلة لدعم جهود السلام في سوريا والدول المشابهة، مؤكداً على أهمية تعزيز مؤسسات الدولة، وإعادة هيكلة القطاع الأمني، وتقديم مساعدات إنسانية واقتصادية، كشرط أساسي للخروج من دوامة العنف والفوضى.
يُذكر أن تقرير “مؤشر السلام العالمي” يُعد من أبرز المراجع الدولية لقياس حالة السلام في دول العالم، ويعتمد على معايير تشمل النزاعات الداخلية والخارجية، ومستوى الجريمة، واستقرار المؤسسات، والمخاطر الإرهابية.