جسر – السويداء
تواصلت الاشتباكات العنيفة في محافظة السويداء لليوم الثاني على التوالي، وسط تصاعد ميداني حاد وسقوط عشرات الضحايا، في وقت أكدت فيه وزارة الدفاع السورية أن تدخلها العسكري يندرج ضمن مهمة “فض نزاع” وليست عملية قتالية، فيما طالبت مصادر طبية بوقف فوري لإطلاق النار والسماح بإيصال المساعدات والإسعاف إلى المناطق المتضررة.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، اللواء حسن عبد الغني، في تصريح لقناة “الإخبارية”، إن “الوضع العسكري في السويداء هو حالة اشتباك شديدة لكنه يتجه نحو السيطرة”، مشيراً إلى “تقدم على عدة محاور، ووصول القوات إلى مشارف مدينة السويداء، مع السيطرة على بلدة المزرعة، والتوجه للسيطرة على كناكر قريباً”.
وأوضح عبد الغني أن “القوة المنتشرة حالياً لا تُجري عمليات قتالية بل تقوم بمهمة فض نزاع”، مضيفاً: “نحن لا نقاتل أحداً، بل نطارد مجموعات خارجة عن القانون”، مؤكداً وجود “تنسيق مع فصائل من داخل السويداء”.
ورغم ذلك، إلا أن الوضع الميداني على الأرض يُظهر تصعيداً واسع النطاق، حيث أفادت مصادر طبية لـ”السويداء 24″ بارتفاع أعداد الإصابات التي وصلت إلى مستشفيات المحافظة لنحو 200 إصابة، مع سقوط عشرات القتلى منذ اندلاع الاشتباكات صباح الأحد وتجددها اليوم في ريف السويداء الغربي، خصوصاً في محيط بلدة المزرعة، التي تتعرض لقصف متكرر وسقوط قذائف هاون.
كما دعت المصادر إلى ضرورة وقف فوري لإطلاق النار، محذّرة من تدهور الوضع الإنساني مع استمرار نزوح السكان من القرى التي تتعرض للهجمات، وصعوبة وصول الفرق الطبية إلى المناطق الساخنة.
وفي وقت سابق اليوم الاثنين، قالت مصادر أهلية لـ”السويداء 24″ إن موجة العنف تجددت بعد هجمات مباغتة بالطيران المسيّر استهدفت عدداً من القرى في ساعات الفجر الأولى، بالتزامن مع تقدم عربات عسكرية ومصفحات من جهة ريف درعا الشرقي.
وأكدت المصادر أن الاشتباكات الدائرة حالياً تجري بين القوات المهاجمة من جهة، وفصائل محلية وسكان محليين من جهة أخرى، ممن أعلنوا التصدي لما وصفوه بـ”الاجتياح العسكري المفاجئ”.
وتشهد المنطقة الغربية من السويداء حالة من التأهب والاستنفار الشعبي، مع تزايد المخاوف من توسع رقعة الاشتباكات إلى مناطق جديدة، وسط دعوات من فعاليات مدنية ودينية لوقف العمليات العسكرية والعودة إلى طاولة الحوار.