جسر – الحسكة
اختتم اليوم في مدينة الحسكة أعمال كونفرانس “وحدة الموقف لمكونات شمال وشرق سوريا”، الذي عُقد تحت شعار “معاً من أجل تنوّع يعزز وحدتنا، وشراكة تبني مستقبلنا”، بمشاركة أكثر من 400 شخصية من ممثلي “الإدارة الذاتية”، والمؤسسات السياسية والعسكرية والأمنية، ومكونات المنطقة من الكرد والعرب والسريان الآشوريين والتركمان والأرمن والشركس، إضافة إلى مشاركة من الشيخ حكمت الهجري الرئيس الروحي للطائفة الدرزية بالسويداء، ورئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا غزال غزال.
وجاء في البيان الختامي، الذي تلاه رئيس مجلس قبيلة الطي العربية حسن فرحان، أن انعقاد الكونفرانس جاء في “مرحلة وطنية حساسة” بهدف توحيد الموقف تجاه حاضر البلاد ومستقبلها، وترسيخ مبدأ الشراكة والتنوع القومي والديني والثقافي في البنى السياسية، وضمان تمثيل جميع المكونات بما يعزز وحدة المجتمع.
وأكد المشاركون أن نموذج “الإدارة الذاتية” يمثل تجربة قابلة للتطوير نحو حوكمة ديمقراطية، مثمنين تضحيات “قوات سوريا الديمقراطية”، وداعين إلى اعتبارها نواة لجيش وطني سوري مهني ومتطوع.
كما شدد البيان على أن الحل المستدام يكمن في إقرار دستور ديمقراطي يكرس اللا مركزية ويضمن المشاركة الحقيقية لكل المكونات، وإطلاق مسار للعدالة الانتقالية يحقق المصالحة الوطنية، ويهيئ الظروف لعودة آمنة وكريمة للمهجّرين، ورفض جميع أشكال التغيير الديمغرافي.
ودعا الكونفرانس إلى عقد مؤتمر وطني سوري شامل تشارك فيه جميع القوى الوطنية والديمقراطية، وإعادة النظر في التقسيمات الإدارية بما يتناسب مع الواقع الديمغرافي والتنموي، إضافة إلى تعزيز دور المرأة والشباب والمجتمع المدني في عملية إعادة البناء وترسيخ السلم الأهلي.
ومن المقرر الكشف عن الوثيقة النهائية المنبثقة عن الكونفرانس خلال الأيام المقبلة.
ولقي كونفرانس “وحدة الموقف لمكونات شمال وشرق سوريا” ردود أفعال متباينة على الساحة السورية؛ إذ اعتبره منتقدون محاولة لتشكيل “حلف أقليات” يعكس نزعة انفصالية عن الدولة السورية، بينما رآه آخرون خطوة سياسية ضرورية لمواجهة احتكار السلطة من قبل حكومة دمشق، وخصوصاً في ظل ما وصفوه بتوسع نفوذ “هيئة تحرير الشام” وهيمنتها على القرار في البلاد.