كمون حلب مريض بالشلل… المزارعون متروكون لمصيرهم والخسائر تعدت 60%

مراسل حلب: جسر

تصوير مراسل جسر
تصوير مراسل جسر

تسببت الأمطار الغزيرة التي جابت البلاد في سوريا لهذا العام , بحدوث رطوبة في الجو مما أدى لهلاك معظم المحاصيل الزراعية وخصوصاً محصول الكمون ,الذي تجود زراعته بشكل بعلي , ويعتبر من المحاصيل النادرة زراعتها في جنوب حلب بالقياس مع قمح وشعير.

وتكاد لا تخلو مائدة سورية من وجود الكمون، ويعتبر بالنسبة للمزارعين كالذهب الاصفر لقيمة مروده العالية، غير أن الاهمال وعدم دعم المزارعين لمكافحة الافات التي تصيبه جعلهم يستغيثون لنجدتهم لانقاذ مصدر رزقهم وعيشهم الوحيد.

المهندس الزراعي خليل الشعار في بلدة العيس جنوب حلب، كشف لصحيفة جسر وهو صاحب صيدلية زراعيةأن خسائر الكمون لهذا العام كبيرة , حيث وصلت نسبة الهلاك إلى 60% من المساحة المزروعة , حيث أصابته عدة أمراض منها الذبول الشللوهو من أخطر الامراض والبياض الدقيقي وانتشار الأعشاب الضارة بشكل كبير, وهناك أمراض كالشلل لاتنفع معها الادوية والاسمدة الورقية والمنشطات“.

ويعاني المزارع من ارتفاع تكاليف البذار والأسمدة والمبيدات الحشرية والمحروقات، بالإضافة إلى قلة الموارد المائية، حيث يعتمد أغلب المزارعين في جنوب حلب على الآبار التي يتم استخراج المياه منها بتكلفة عالية، بسبب غياب الكهرباء وارتفاع أسعار المحروقات، بالاضافة إلى الاعتماد على نهر قويق الذي يصب في سبخة يطلق عليها السيحة

وفي ظل غياب الدعم الزراعي من قبل المنظمات الإنسانية أو الجهات المعنية بهذا الموضوع، يقول السيد علي العليوي وهو مزارع من بلدة العيس : ان الهكتار الواحد تبلغ تكلفته 300 دولار تقريباً، حيث أن تكلفة البخ بالمبيدات الحشرية للهكتار الواحد “15000” ليرة سورية، وهناك مزارعين قاموا ببخ الكمون أربع مرات، بالإضافة لارتفاع أسعار المبيدات المستوردة وغيره .

هذا وينتج الهكتار الواحد في الأوضاع الطبيعية والمثالية طن واحد من الكمون والذي تصل قيمته في الأسواق إلى “2500” دولار أمريكي بحسب المزارع محمود الخليف .

يذكر أن منطقة جنوب حلب تعتبر سلة غذائية للمناطق المحررة في ادلب وحلب، وفيها أراضي زراعية خصبة، تكثر فيها زراعة القمح والشعير والفول والعدس والكمون والحمص والذرة البيضاء والذرة الصفراء والقطن والملوخية، حيث أن المساحة المزروعة للكمون في مناطق جنوب حلب وشرق ادلب تبلغ “13000”هكتار تقريباً منها “30”هكتار في بلدة العيس، التي تزرع 30% من أراضيها فقط، بسبب وقوع اغلب الأراضي على خط الجبهة بين الثوار وقوات النظام المتواجدة في بلدة الحاضر جنوب.

ويشار ان الكمون يستخدم بكثرة على موائد السوريين كأحد التوابل وفاتح للشهية، ويستخدم في صناعة بعض أنواع الخبز والفطائر وعلاج عسر الهضم ومضاد للتعفنات وعلاج المغص وكطارد للغازات ولإدرار الحليب وكمدر للبول ومطهر للمجاري البولية والكلى ومضاد للاحتقان والتشنجات المعوية ولطرد الدودة الشريطية والديدان المعوية وتفتيت حصوات الكلى والكثير من الامراض الاخرى.

قد يعجبك ايضا