أمسية ثقافية في دير الزور تناقش واقع المشهد الثقافي وآفاقه المستقبلية

شارك

جسر – دير الزور (محمد جنيد)

شهدت محافظة دير الزور مساء الخميس فعالية ثقافية حوارية بعنوان “المشهد الثقافي في دير الزور.. الواقع والآمال”، نظّمها “المقهى الثقافي” التابع لمديرية الشؤون السياسية والثقافية، وذلك في مضافة المحافظة، بمشاركة نخبة من الأدباء والمثقفين والفاعلين في الحراك الثقافي المحلي.

وتأتي هذه الأمسية في سياق تنشيط الحالة الثقافية في المحافظة، وتعزيز أطر التعاون بين المؤسسات الرسمية والمجتمعية العاملة في المجال الثقافي، حيث سجل المكتب الفرعي الجديد لاتحاد الكتاب العرب حضوراً بارزاً ضمن الفعالية، في خطوة تهدف إلى ترسيخ الشراكة وتوحيد الجهود للنهوض بالواقع الثقافي على مستوى المحافظة.

وتخلل الأمسية مداخلات نوعية من المشاركين تناولت تشخيصاً دقيقاً للتحديات التي تواجه المشهد الثقافي في دير الزور، بما في ذلك دمار البنية التحتية وهجرة الكفاءات ونزوح المثقفين، إلى جانب تراجع دور المراكز الثقافية والمكتبات العامة، كما طُرحت رؤى ومبادرات قابلة للتطبيق، عبّرت عن التزام واضح لدى المثقفين للعمل الجاد والمشترك لإحياء الحراك الثقافي المحلي.

وفي كلمته، استعرض الشاعر عبد الناصر حداد، رئيس المكتب الفرعي لاتحاد الكتاب العرب، أبرز العوائق التي تحول دون تطور الثقافة في المدينة، مؤكداً على “أهمية العودة التدريجية للمثقفين والمبادرات المجتمعية التي تُعنى بالجيل الشاب، كمؤشرات إيجابية تمهد لنهوض محتمل في المستقبل القريب”.

كما تم خلال الأمسية تقديم تعريف شامل بالمكتب الفرعي الجديد للاتحاد وأبرز أهدافه للمرحلة المقبلة، وفي مقدمتها دعم الإنتاج الأدبي والفني المحلي، والمساهمة في استعادة دور دير الزور كمركز إشعاع ثقافي في المنطقة الشرقية.

من جانبه، أكد المخرج المسرحي ضرام سفان أن “محافظة دير الزور تزخر بمواهب فنية وأدبية واعدة، لكنها ما تزال تفتقر إلى المنصات الفاعلة التي تتيح لهذه المواهب التعبير عن نفسها بشكل لائق”.

وأضاف بأن “الواقع الثقافي يعاني من غياب الحاضنات المؤسسية القادرة على تحويل الطاقات الإبداعية إلى مشاريع ملموسة”.

وفي سياق متصل، أشار مثقفون إلى أن واقع الثقافة في دير الزور يعاني من اختلالات بنيوية، حيث يقتصر دور مديرية الثقافة على الجانب الإداري دون وجود آليات تفعيل واضحة.

ولفتوا إلى أن الحاجة باتت ملحة لإنشاء مؤسسات ومنظمات تؤمن بالدور الحيوي للثقافة، وتسهم في إقامة المسارح والمنصات الفكرية، بما يعزز حضور المواهب ويخلق بيئة ثقافية حيوية ومعاصرة ترتقي بذائقة المجتمع وتعبّر عن هويته الأصيلة.

شارك