جسر – دير الزور (محمد جنيد)
يواجه قسم غسيل الكلى في المشفى الوطني بمحافظة دير الزور أزمة متفاقمة تهدد جودة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى، في ظل ضغط كبير ونقص حاد في الكوادر والأجهزة، ما جعل القسم يئن تحت وطأة الأعباء المتزايدة.
ويستقبل القسم يومياً نحو 158 مريضاً، وهو عدد يفوق القدرة الاستيعابية للقسم بكثير، في ظل توفر طبيب مختص واحد فقط، و11 ممرضاً موزعين على ثلاث ورديات يومياً.
في تصريح خاص لصحيفة “جسر”، قالت الدكتورة فتحية نعيمي، رئيسة قسم غسيل الكلى: “نحن بحاجة ماسة إلى تعيين كوادر جديدة لتخفيف الضغط وضمان حصول كل مريض على حقه في العلاج. القسم يعاني من زيادة كبيرة في أعداد المراجعين تفوق طاقتنا”.
ويضم القسم حالياً 21 جهازاً للغسيل الكلوي، منها أربعة أجهزة بحاجة إلى صيانة، وجهازان آخران خارج الخدمة تماماً، ما يعيق سير عمليات الغسيل ويؤخر العلاجات الحيوية للمرضى.
وأضافت “النعيمي” أن النقص لا يقتصر على الأطباء والممرضين فقط، بل يمتد إلى الفنيين والاختصاصيين، وهو ما يضاعف من التحديات اليومية التي تواجه الطاقم الطبي.
وفي ظل هذه الظروف، يضطر بعض المرضى لتأجيل جلساتهم العلاجية، مما يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.
وأحد هؤلاء المرضى هو أبو حسن، الذي اضطر لتأجيل جلسته بسبب عدم توفر جهاز شاغر، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية، ويقول أحد أقاربه لـ”جسر”: “انتظرنا لساعات، لكن لم يكن هناك أي جهاز متاح، وهذا التأخير يمكن أن يكون قاتلاً لبعض المرضى الذين يعتمدون على الغسيل الدوري للبقاء على قيد الحياة”.
أحد الممرضين العاملين في القسم، أوضح أن غياب فنيي الصيانة في المحافظة وعدم توفر قطع الغيار اللازمة زاد من تفاقم الأزمة، قائلاً: “كل يوم تأخير في الصيانة يعني معاناة إضافية للمرضى. الأجهزة المعطلة تبقى خارج الخدمة لأيام وربما لأسابيع”.
وتجدر الإشارة إلى أن قسم غسيل الكلى في المشفى الوطني هو القسم الوحيد في محافظة دير الزور وريفها، ما يجعله المسؤول عن تغطية حاجات آلاف المرضى من مختلف المناطق.
وسط هذه التحديات، يواصل الكادر الطبي العمل بأقصى جهوده، إلا أن الحلول المؤقتة لم تعد مجدية في ظل تزايد أعداد المرضى وقلة الموارد، وتبقى الحاجة ملحة لاتخاذ إجراءات عاجلة من الجهات المختصة، سواء بتعزيز الطواقم الطبية، أو بتأمين وصيانة الأجهزة، أو حتى بإقامة أقسام داعمة في مناطق أخرى، لضمان استمرارية الرعاية الطبية وتقليل المخاطر على حياة المرضى.
إنّ الأزمة الحالية في قسم غسيل الكلى تشكل اختباراً حقيقياً للمؤسسات الصحية في سوريا، ومدى قدرتها على تلبية الاحتياجات الأساسية للمجتمع في ظل الظروف الراهنة.