“أمل السعودية”.. حملات طبية مجانية تعيد الأمل لآلاف المرضى في دمشق

شارك

جسر – عبد الله الحمد

أطلقت وفود طبية سعودية ضمن برنامج “أمل السعودية” التطوعي، أربع حملات طبية مجانية في عدد من مستشفيات دمشق، متخصصة في مجالات جراحة الأطفال والتشوهات والتجميل والقثاطر القلبية والعيادات التخصصية، في خطوة تجسد قيم التكافل الإنساني وتعزز الشراكة بين السعودية وسوريا.

وتأتي هذه الحملات الطبية كامتداد للجهود الإنسانية التي تبذلها المملكة العربية السعودية لدعم الشعب السوري، والتي شملت في السابق تسيير جسور جوية وبرية، وتنفيذ برامج إغاثية وتنموية متعددة في مختلف القطاعات الحيوية.

وفي تصريح خاص لصحيفة “جسر”، أوضح الدكتور سامر الجطيلي، المتحدث باسم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أن هذه الحملات تهدف إلى “تخفيف المعاناة عن المحتاجين في القطاع الصحي السوري، وتأمين مستلزمات المستشفيات، وتدريب الكوادر الطبية، في إطار من الشراكة المستدامة لتطوير وتحسين الخدمات الصحية في سوريا”.

وأكد الجطيلي أن البرنامج سيستمر حتى تحقيق كامل أهدافه المرجوة، وأن “هذه المبادرات ليست مؤقتة بل تمثل نهجاً مستداماً في التعاون الصحي بين البلدين”.

وضمن مبادرة “أمل السعودية”، تم إجراء أكثر من 5,000 عملية جراحية وتدخل جراحي متخصص حتى الآن، وسط توقعات بأن يتجاوز العدد الإجمالي 100,000 عملية عند اكتمال تنفيذ البرنامج بكامل حملاته.

هذه العمليات لا تمثل فقط علاجاً طبياً، بل هي بمثابة نافذة أمل جديدة للآلاف من المرضى السوريين الذين عانوا من صعوبات الوصول للعلاج التخصصي والجراحي.

ومن بين المستفيدين من البرنامج، روز الإبراهيم، مرافقة أحد المرضى، قالت لـ”جسر”: “الوفد الطبي السعودي ساعدنا كثيراً في ترميم الفك العلوي والسفلي. قدموا لنا شريحة باهظة الثمن، وتمت العملية التي كنا نظن أنها مستحيلة داخل سوريا، بدلاً من انتظار سنة كاملة لمحاولة إجرائها في الخارج”.

وأكدت أن “هذه المبادرة لم توفر فقط تكاليف العلاج، بل قصرت زمن المعاناة وأعادت الأمل لحياة طبيعية للمريض”.

ولا يقتصر برنامج “أمل السعودية” على العمليات الجراحية فقط، بل يشمل تنفيذ 104 حملات تطوعية تغطي 45 تخصصاً طبياً وتدريبياً، ويشارك فيها أكثر من 3,000 متطوع ومتطوعة من المملكة.

كما سيتضمن البرنامج برامج تدريبية وتعليمية وتمكيناً اقتصادياً للمجتمعات المستهدفة، في محاولة لإحداث تغيير شامل ومتكامل في حياة المستفيدين.

وتقدر عدد ساعات العمل التطوعي التي سيقدمها البرنامج بنحو 218 ألف ساعة، ما يعكس حجم الجهد المقدم والالتزام الفعلي بإحداث فرق ملموس على أرض الواقع.

من خلال هذه الحملات الطبية، تبرهن الشراكة السعودية السورية في المجال الصحي على أن العمل الإنساني قادر على تخطي الحدود السياسية والوصول إلى كل من هو بحاجة إلى العون، وبينما يواصل “أمل السعودية” حملاته في دمشق، يظل الأثر الإنساني العميق مرسوماً في قلوب آلاف المرضى الذين وجدوا في هذه المبادرة بداية جديدة لحياة كريمة.

شارك