جسر – صحافة
نشرت صحيفة Le Monde الفرنسية في ملحقها الأسبوعي (M Le Magazine du Monde) بتاريخ السبت 28 حزيران/يونيو 2025، تحقيقاً موسعاً أعده الصحفي فرانسوا كروغ، تناول النزاع القضائي والمالي الممتد منذ عقود بين ورثة تاجر السلاح السوري-السعودي الشهير أكرم عجة، الذي كان أحد أبرز وسطاء صفقات التسلح الفرنسية لصالح المملكة العربية السعودية.
خلفية أكرم عجة
وُلد أكرم عجة في سوريا عام 1918، وبرز اسمه في شبكات الوساطة الدولية خلال السبعينيات والثمانينيات، حيث لعب دوراً محورياً في صفقات تسليح ضخمة مثل “سوار 1″ و”سوار 2” لتزويد السعودية بأسلحة متطورة، بدعم غير مباشر من الحكومة الفرنسية.
وتوفي عجة في باريس عام 1991، تاركاً ثروة هائلة أثارت نزاعات قضائية بين أبنائه وزوجاته، امتدت عبر شركات أوفشور في سويسرا وجزر كايمان.
وارتبطت هذه الثروة لاحقاً بفضائح فساد، منها قضية “كراتشي” المتعلقة بتمويل غير مشروع لحملة الرئيس الفرنسي الأسبق إدوار بالادور.
الشخصيات الرئيسية في النزاع
من بين الشخصيات المحورية في هذا الصراع:
ناهد طلاس-عجة: أرملة أكرم وأم أحد أبنائه، وابنة وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس. علاقتها بالنخبة الحاكمة في سوريا تثير تساؤلات حول شبكات المال والسلاح.
أكرم جونيور: نجل أكرم عجة، يُظهر نفسه على وسائل التواصل الاجتماعي كمؤثر وهاوٍ للسيارات الفاخرة، مدعيًا وراثة ثروة والده المليارية، رغم استمرار النزاعات القضائية حولها.
وانقسمت عائلة عجة في مواجهة قانونية معقدة امتدت إلى فرنسا وسويسرا وجزر كايمان، بهدف السيطرة على الشركات والأصول التي تركها أكرم عجة.
ومن أبرز هذه الأصول: شركة TAG Group: ارتبطت لاحقاً بفريق “ماكلارين” في سباقات الفورمولا 1، إضافة إلى صناديق استثمارية معقدة أُخفيت فيها أجزاء من الثروة لتجنب الضرائب والنزاعات العائلية، مما سمح لبعض الورثة بالاستفادة منها دون مساءلة.
في تطور لافت، نقل التحقيق تصريحاً لأكرم جونيور على حسابه في إنستغرام أواخر 2024، بعد انهيار النظام السوري وفرار بشار الأسد إلى موسكو، وكتب: “لدينا الكثير من الأصول في سوريا، وخاصةً في دمشق، ثروة طائلة. هذه الفئة من عائلتي، كما يُقال، تمتلك ثروة طائلة في سوريا. احتراماً للكثيرين، لا أستطيع تحديد المبلغ هنا يا أخي، فبعضهم سيُصاب بالذهول”.
ويثير هذا التصريح تساؤلات كثيرة، فهل يشير إلى ثروة والده أكرم عجة، أم إلى إرث والدته ناهد طلاس المرتبط بعائلة مصطفى طلاس، أحد أبرز رموز نظام الأسد؟