دير الزور.. طوابير على أبواب “الهجرة” لاستخراج الجوازات والسفر إلى الكويت!

شارك

جسر – دير الزور (محمد جنيد)

تشهد محافظة دير الزور موجة هجرة جديدة باتجاه دولة الكويت، عقب إصدار الأخيرة قراراً يسمح للسوريين بالحصول على الإقامة بشروط ميسّرة نسبياً، ما أدى إلى ازدحام غير مسبوق في دائرة الهجرة والجوازات بمدينة دير الزور، حيث اصطف المواطنون في طوابير طويلة لاستخراج جوازات سفر، مستفيدين من إلغاء بعض قيود الخدمة العسكرية ورفع صلاحية الجواز السوري من سنتين إلى ست سنوات.

وتعود هذه الموجة من الهجرة إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في دير الزور، حيث يعاني السكان من انخفاض حاد في الأجور وندرة فرص العمل.

ووفق إفادات عدد من المواطنين، تتراوح دوافع السفر بين تحسين الظروف المعيشية والانضمام إلى أفراد العائلة المقيمين في الكويت.

السيد “أبو رضا”، من بلدة غرانيج بريف دير الزور، أوضح أنه تمكن من الحصول على جواز سفر بعد انتظار طويل في طوابير مكتظة، مؤكداً عزمه السفر إلى الكويت للالتحاق بشقيقه بعد أن حصل على إقامة بكفالة من شركة خاصة هناك مقابل مبلغ قدره 7 آلاف دولار أمريكي.

أما السيد “أبو سالم”، من مدينة صبيخات بريف دير الزور، فقال إن السبب الأساسي لسفره هو البحث عن فرصة عمل، مشيراً إلى أن أجور العمال اليومية في الكويت تتراوح بين 100 و150 دولار أمريكي، وأنه حصل على الإقامة عبر وسيط (سمسار) مقابل 10 آلاف دولار أمريكي.

في المقابل، تحدث السيد “أبو روان” من بلدة السيال عن تجربة مختلفة، حيث حصل على الإقامة بفضل شقيقه الذي يملك أسهماً في إحدى المؤسسات التجارية بالكويت، ما مكنه من استقدام أقاربه دون دفع تكاليف أو اللجوء إلى سماسرة.

وبحسب مصادر محلية في فرع الهجرة والجوازات بدير الزور، فقد ازدادت طلبات استخراج الجوازات بنسبة 60% خلال الأسابيع الماضية، في مؤشر واضح على رغبة مئات المواطنين في مغادرة البلاد نتيجة استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية.

بالنسبة لكثير من الأهالي، لا تمثل الكويت مجرد محطة سفر، بل خياراً اضطرارياً يحمل أملاً بمستقبل أكثر استقراراً لأسرهم، فبينما يُنظر إلى القرار الكويتي كبارقة أمل لكثير من العائلات، فإنه يعكس في الوقت ذاته عمق الأزمة المعيشية التي تدفع السوريين إلى الهجرة خارج حدود الوطن.

شارك